بعد تراجع الدولار.. مطالب برلمانية للحكومة بالتحرك لخفض أسعار السلع

منذ 5 ساعات
بعد تراجع الدولار.. مطالب برلمانية للحكومة بالتحرك لخفض أسعار السلع

ميرفت الكسان: نطالب بخطة حكومية لتشديد الرقابة وضمان استمرار تدفق موارد الدولار. سميرة الجزار: رغم ارتفاع قيمة الجنيه لا يوجد مبرر لاستقرار الأسعار ويجب تأجيل زيادة أسعار البنزين والكهرباء. محمود الصعيدي: الارتفاع الأخير في قيمة الجنيه يجب أن ينعكس على الأسعار الفعلية خاصة الأعلاف واللحوم.

أكد أعضاء مجلس النواب أن ارتفاع قيمة الجنيه المصري مقابل الدولار خطوة إيجابية للغاية، ينبغي أن تنعكس على أسعار السلع والخدمات في الأسواق. ودعوا الحكومة إلى الإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لخفض الأسعار لتخفيف الضغط الاقتصادي على المواطنين. كما أكدوا على ضرورة وضع خطط وبرامج لتعزيز موارد الدولة المصرية من الدولار.

– الرقابة الصارمة على الدولار

دعت ميرفت الكسان، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، الحكومة إلى وضع خطة واضحة لتشديد الرقابة على الأسواق وإلزام التجار بخفض أسعارهم بما يتناسب مع ارتفاع سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار. صرح الكسان لصحيفة الشروق أن ارتفاع الأسعار الحالي يعود إلى انخفاض سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار، الذي تجاوز 50 جنيهًا للدولار خلال الأشهر الأخيرة. وقد أدى ذلك لاحقًا إلى ارتفاع أسعار المواد الخام والسلع المستوردة، وفقًا للكسان. وقد أدى هذا الارتفاع إلى ارتفاع الأسعار النهائية للمستهلك. وأرجع النائب ارتفاع قيمة الجنيه أمام الدولار إلى عدة عوامل، أبرزها ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج، والتي وصلت لنحو 32 مليار دولار خلال العام المالي الماضي، وكذلك انتعاش السياحة، خاصة في الساحل الشمالي، وإيرادات قناة السويس، رغم تأثير أحداث البحر الأحمر. وأضافت: “يتعين على الحكومة الآن دراسة آليات إضافية لضمان استمرارية تدفقات الدولار. ويشمل ذلك، على سبيل المثال، تطوير برامج تُمكّن المصريين في الخارج من ضخ المزيد من الأموال في البلاد. ومن أبرز هذه البرامج زيادة تخصيص الوحدات السكنية والأراضي لهم، بالإضافة إلى مواصلة مبادرة استيراد السيارات للمصريين في الخارج”. وأكدت أهمية وضع برامج لجذب المزيد من السياح ووضع خطط لإعادة حركة الملاحة في قناة السويس إلى مستواها قبل أحداث البحر الأحمر.

دعوات لوقف زيادات أسعار البنزين والكهرباء

اتفقت سميرة الجزار، عضو لجنة التخطيط والموازنة بمجلس النواب، مع الكسان على ضرورة تشديد الرقابة على السوق وبذل الجهود لخفض الأسعار. وقالت: “حتى لو كانت هذه الزيادة طفيفة، ونأمل أن تصل إلى مستوى كبير، فهذا لا يعني أنها ستؤدي إلى انخفاض أسعار السلع”. وأضاف الجزار لـ”الشروق” أن أسعار السلع لم تنخفض منذ فترة طويلة: “لا يزال التجار غير راغبين في خفض أسعارهم. ورغم انخفاض فواتير الاستيراد وتكاليفها نتيجة ارتفاع قيمة الجنيه، إلا أنهم يحافظون على أسعارهم الحالية”. وحثت الحكومة على تأجيل الزيادات المقررة في أسعار النفط أو فواتير الكهرباء، مضيفة: “إن زيادة هذه البنود من شأنها أن تعوض أي تحسن في قيمة الجنيه مقابل الدولار وبالتالي زيادة معدل التضخم”.

– مطالبات بخفض أسعار الأعلاف واللحوم

من جانبه، أكد محمود الصعيدي، عضو لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب، على أهمية تأثير الارتفاع الأخير في سعر الجنيه المصري أمام الدولار على حياة المواطنين، قائلا: “يجب أن نرى أن هذا التطور ينعكس على الأسعار”. وأضاف الصعيدي لـ”الشروق” أن العديد من التجار أعلنوا عن نيتهم خفض الأسعار، وخاصةً مواد البناء. إلا أنه حتى الآن لم يتحقق أي خفض حقيقي يُلاحظه المواطنون. وتابع: “أسعار الأعلاف وصلت إلى مستويات مرتفعة، حيث تجاوز سعر طن الذرة 20 ألف جنيه مصري. ورغم الانخفاض الطفيف الأخير في الأسعار، إلا أنها لا تزال مرتفعة”. وأشار إلى أن العديد من السلع مثل اللحوم والدواجن لا تزال باهظة الثمن، مضيفاً: “إن المؤشر الحقيقي لاتجاهات سعر الصرف يجب أن يصاحبه تحسن ملموس وواضح في الأسعار”.

– مصطفى مدبولي: الأسعار يجب أن تنخفض بالتوازي مع تحسن المؤشرات الاقتصادية.

في وقت سابق، أكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن على المواطنين توقع انخفاض أسعار السلع الأساسية عقب ارتفاع سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار. جاء ذلك خلال اجتماع ناقش فيه مع التجار والمصنعين جهود خفض الأسعار. خلال الاجتماع، دعا مدبولي رئيس اتحاد الغرف التجارية المصرية إلى جمع رؤساء جميع الغرف التجارية والاتفاق على تخفيضات كبيرة في أسعار السلع المختلفة. وأكد أن الأزمة الاقتصادية التي واجهتها مصر مؤخرًا قد تم تجاوزها. وأضاف: “جميع مؤشرات تطور الاقتصاد المصري جيدة، لكن أسعار السلع لا تتناسب إطلاقًا مع هذا التحسن الإيجابي في المؤشرات الاقتصادية. لذا، لا بد من تحديد أسباب انخفاض الأسعار. فكما ارتفعت الأسعار في فترات سابقة نتيجةً للتحديات التي واجهناها، لا بد أن تنخفض الآن”.


شارك