نائب أردوغان: مرتكبو الاحتلال والإبادة ينتهكون جميع القيم الإنسانية وسيحاسبون عاجلا أم آجلا

أكد نائب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جودت يلماز، على ضرورة تشكيل تحالف إنساني لمواجهة قرار إسرائيل احتلال قطاع غزة بالكامل.
علق نائب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جودت يلماز، على قرار إسرائيل احتلال قطاع غزة بالكامل، قائلاً إن الذين يستمرون في سياسات الاحتلال والإبادة الجماعية سيحاسبون عاجلاً أم آجلاً أمام القانون والتاريخ.
جاء ذلك في منشور على حسابه في موقع “X”، الجمعة، بعد يوم واحد من موافقة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على احتلال قطاع غزة بالكامل.
وأشار يلماز إلى أن سياسة الاحتلال والإبادة التي تنتهجها إسرائيل دخلت مرحلة جديدة مع موافقة حكومة نتنياهو على خطة احتلال قطاع غزة. وأشار إلى أن إسرائيل بهذا القرار تستهدف الشعب الفلسطيني بأكمله وليس فئة مقاومة محددة.
وأضاف: “لا يمكن لأي شخص عاقل أو ضميري أن يصف إدانة المدنيين والأطفال الأبرياء بالمجاعة والقصف البربري بأنه حق الدفاع عن النفس”.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي الذي يرتكب جريمة إبادة جماعية، ينتهك القانون وكل القيم الإنسانية، ويمنع وقف إطلاق النار، ويعرقل المساعدات الإنسانية، ويقوض الحل السياسي القائم على أساس الدولتين.
وتابع: “إن هذه السياسة اللاإنسانية تهدد السلام والاستقرار في منطقتنا بأكملها وتقوض المؤسسات والقوانين الدولية”.
وأشار إلى أن ردود الفعل المتزايدة للرأي العام العالمي ضد إسرائيل وقرارات مختلف الدول تبعث على الأمل.
وتابع: “يجب على التحالف الإنساني أن يتحرك فوراً ضد هذه السياسة الشريرة، ويجب أن تكون العقوبات الفعالة على جدول الأعمال على كافة المستويات، وخاصة في الأمم المتحدة”.
أكد يلماز أن تركيا ستواصل تضامنها مع الشعب الفلسطيني المظلوم بكل ما أوتيت من قوة، بدءًا من الجهود الدبلوماسية والمساعدات الإنسانية وصولًا إلى العقوبات وملاحقة مرتكبي الإبادة الجماعية. وستقف تركيا إلى جانب الحق وضد الظالم في جميع المجالات.
وأضاف: “إن أولئك الذين يواصلون بإصرار سياسة الاحتلال والإبادة الجماعية، قائلين: إذا كنت قوياً، أستطيع أن أفعل ما أريد، سيُحاسبون عاجلاً أم آجلاً أمام القانون والتاريخ وضمير الإنسانية”.
صباح الجمعة، وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطة لاحتلال ما تبقى من قطاع غزة. وصرح مكتبه بأن الجيش يستعد “للسيطرة على مدينة غزة مع توزيع المساعدات الإنسانية على المدنيين خارج مناطق القتال”، على حد زعمه.
وتنص الخطة على أن يتقدم الجيش الإسرائيلي إلى مناطق لم يدخلها من قبل، على الرغم من تحذيرات رئيس الأركان إيال زامير، “بهدف السيطرة على وسط قطاع غزة ومدينة غزة”.
خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، احتل الجيش الإسرائيلي مدينة غزة بالكامل، باستثناء مناطق صغيرة، وبقي فيها لعدة أشهر قبل أن ينسحب من معظم المناطق في أبريل/نيسان 2024 بعد إعلانه “تدمير البنية التحتية لحماس في المدينة”.
وعلى مستوى قطاع غزة، ظلت أجزاء من مدينة دير البلح والمخيمات في المحافظة الوسطى (النصيرات والمغازي والبريج) خالية من احتلال القوات الإسرائيلية، لكن مئات المباني هناك دمرت بفعل الغارات الجوية والمدفعية، بحسب مسؤولين فلسطينيين.
وقال مراسل وكالة الأناضول للأنباء نقلا عن مسؤولين محليين إن المناطق غير المحتلة من قبل القوات البرية الإسرائيلية لا تشكل سوى نحو 10 إلى 15 في المائة من مساحة قطاع غزة.
بدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها.
خلّفت الإبادة الجماعية الإسرائيلية 61,258 قتيلاً، و152,045 جريحًا، وأكثر من 9,000 مفقود. وشُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم عشرات الأطفال.