الرئيس عون يدعو إلى إعادة ربط لبنان بدور إقليمي منتج

منذ 4 ساعات
الرئيس عون يدعو إلى إعادة ربط لبنان بدور إقليمي منتج

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، الجمعة، أن على بلاده أن تلعب مجددا دورا بناء في المنطقة حتى تتمكن من التواجد في مشاريع إعادة الإعمار والإقليمية.

كلام عون جاء خلال رعايته افتتاح مؤتمر بيروت الرابع للاقتصاد الاغترابي الذي تنظمه مجموعة الاقتصاد والأعمال بالشراكة مع وزارة الخارجية والمغتربين، وبالتعاون مع منظمات الأعمال المقيمة في لبنان والمقيمة في الخارج.

وقال: “علينا أن نستعيد دور لبنان الإنتاجي في المنطقة من خلال دعمه في إعادة الإعمار والمشاريع الإقليمية والتحولات الكبرى التي تعيد تشكيل المشهد الاقتصادي في المنطقة”.

وأشار إلى أن “منطقتنا تشهد حاليًا تحولًا كبيرًا، مع استثمارات ضخمة في قطاعات جديدة. ولذلك، علينا انتهاج دبلوماسية اقتصادية جادة تفتح الأبواب أمام اللبنانيين للعمل والاستثمار ليس فقط في الخارج، بل أيضًا في لبنان”.

وشدد عون على أنه “من الضروري خلق الفرص هنا وإعطاء أمل جديد لجميع الشباب والشابات الذين يتطلعون إلى مستقبل يتناسب مع طموحاتهم ويسمح لهم بالبقاء في هذا البلد”.

وأشار إلى أن “نحو 450 ممثلاً من رجال الأعمال سيشاركون في المؤتمر، معظمهم من المغتربين من 37 دولة، وخاصة من دول الخليج العربي”.

وقال: “لم يكن العالم العربي يومًا بعيدًا عن لبنان، لا جغرافيًا ولا عاطفيًا. كانت الدول العربية ولا تزال الركيزة الاستراتيجية للبنان، ولا تزال تُقدّم له الدعم السياسي والاقتصادي”.

وأضاف الرئيس اللبناني: “لا يمكننا البحث في خطة إعادة الإعمار من دون إحياء العلاقات مع أشقائنا العرب، كل العرب”.

وأشار إلى أن لبنان “يحتاج إلى إعادة صياغة العقد الاجتماعي بين الدولة ومواطنيها، وهذا لا يمكن أن يتحقق من دون سيادة القانون والعدالة ورؤية اقتصادية واجتماعية واستراتيجية تبدأ وتنتهي بالفرد”.

وأشار إلى أن لبنان “يواجه لحظة تأسيسية حقيقية تتطلب المسؤولية والشجاعة، وأنه ليس أمامنا خيار سوى الظهور مجدداً كدولة ذات سيادة وقابلة للحياة”.

وأوضح أن الاقتصاد يحتاج إلى “النمو، والنمو يحتاج إلى الاستثمار، والاستثمار يحتاج إلى المغتربين، الذين بدورهم يحتاجون إلى الاستقرار والثقة”.

تجدر الإشارة إلى أن المغتربين ركيزة أساسية في الاقتصاد اللبناني، إذ تُعدّ تحويلاتهم مصدرًا مهمًا للعملات الأجنبية، وتُسهم في تعزيز الاستقرار المالي للبلاد. ووفقًا لمنظمي المؤتمر، تُقدّر قيمة التحويلات الرسمية وغير الرسمية بنحو 10 مليارات دولار سنويًا.

ونظراً للأزمات العديدة التي يمر بها لبنان حالياً، أصبحت هذه التحويلات المالية ذات أهمية متزايدة لتلبية احتياجات آلاف الأسر اللبنانية ودعم القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والخدمات العامة.

إضافة إلى دورهم الاقتصادي، يلعب المغتربون دوراً أساسياً في الحفاظ على حضور لبنان في مختلف المحافل الدولية من خلال نجاحاتهم في مجالات مختلفة، لا سيما الطب والهندسة والإعلام وريادة الأعمال.

ويستعرض المؤتمر السنوي الإنجازات اللبنانية في الداخل والخارج ويكرم شخصيات بارزة، بحسب المنظمين.

يمثل المؤتمر دعوة مفتوحة إلى ورشة عمل وطنية عميقة للتأمل تهدف إلى استعادة الروابط المكسورة بين الدولة والمجتمع، وبين المحليين والمغتربين، وبين لبنان وإخوته العرب، وبين الحاضر المضطرب والمستقبل المشرق.


شارك