كيف يتفاعل قادة العالم مع خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة؟

منذ 4 ساعات
كيف يتفاعل قادة العالم مع خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة؟

القاهرة – ايجي برس:

وأثارت خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة موجة من الانتقادات على المستويين الدولي والإقليمي.

وعلى الصعيد الدولي، دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إسرائيل إلى “إعادة النظر فوراً” في هذه الخطوة، مؤكداً أن المملكة المتحدة تعمل على تأمين السلام في إطار حل الدولتين.

قال ستارمر يوم الجمعة إن قرار إسرائيل بالسيطرة على قطاع غزة خاطئ، ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى إعادة النظر فيه. وأضاف: “قرار الحكومة الإسرائيلية بتصعيد هجومها على غزة خاطئ، ونحثها على إعادة النظر فيه فورًا”.

وأكد أن “هذا الإجراء لن يساهم في إنهاء الصراع أو إطلاق سراح السجناء، بل سيؤدي إلى المزيد من إراقة الدماء”.

1_11zon

في هذه الأثناء، دعت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ إسرائيل إلى سحب خطتها، مؤكدة أن التهجير القسري الدائم ينتهك القانون الدولي.

وأضافت بيني في بيانٍ لها يوم الجمعة: “التهجير القسري الدائم انتهاكٌ للقانون الدولي”، مجددةً دعوتها لوقف إطلاق النار وتدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق. كما دعت حماس إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأكدت أن حل الدولتين هو “السبيل الوحيد” لضمان السلام الدائم، “دولة فلسطينية ودولة إسرائيل تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن داخل حدود معترف بها دولياً”.

وكان وزير البيئة الأسترالي موراي وات قد أعرب في وقت سابق عن انتقاده للخطط الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الحكومة “تعارض بشدة الاحتلال العنيف لقطاع غزة”.

أعرب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، عن هذا الرأي، قائلاً إن الخطة خطوة سيئة للغاية في الاتجاه الخاطئ تمامًا. وأشار إلى أن موسكو انتقدت مرارًا وتكرارًا تصرفات إسرائيل في قطاع غزة منذ بداية الحرب، ودعت إلى وقف إطلاق النار.

2_11zon

من جانبها، قالت وزارة الخارجية التركية، الجمعة، إن أنقرة تدين بشدة قرار إسرائيل السيطرة على مدينة غزة، ودعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تنفيذ الخطة.

وأضافت الوزارة أن على إسرائيل وقف خططها الحربية فورًا، والموافقة على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وبدء مفاوضات حول حل الدولتين. وأكدت أن أي تحرك من جانب الحكومة الإسرائيلية لمواصلة ما تسميه تركيا “الإبادة الجماعية واحتلال الأراضي الفلسطينية” سيُشكل ضربةً قاصمة للأمن العالمي.

كما علق رئيس وزراء اسكتلندا، جون سويني، على موافقة الحكومة الإسرائيلية على الاستيلاء على مدينة غزة، قائلاً إن ذلك “يُصعّد الصراع، ويُفاقم معاناة الفلسطينيين، وهو أمر غير مقبول”. ودعا المجتمع الدولي إلى وقف إسرائيل وضمان وقف إطلاق النار.

أدانت وزارة الخارجية الصينية قرار الحكومة الإسرائيلية الاستيلاء على مدينة غزة وتوسيع العمليات البرية هناك. وأعربت عن قلقها البالغ إزاء الخطة الإسرائيلية للسيطرة على غزة، ودعت تل أبيب إلى “التوقف فورًا عن أعمالها الخطيرة”، وفقًا لوكالة فرانس برس.

في إسرائيل، انتقد زعيم المعارضة يائير لابيد الخطة بشدة، قائلاً إنها تتناقض تمامًا مع موقف الجيش والمؤسسة الدفاعية، ولا تأخذ في الاعتبار إرهاق القوات القتالية وإرهاقها. حتى أنه وصف قرار مجلس الوزراء بأنه “كارثة” ستؤدي إلى “كوارث أخرى كثيرة”.

وقال يائير لابيد إن تنفيذ الخطة سيؤدي إلى مقتل الأسرى المتبقين والعديد من الجنود الإسرائيليين، مضيفا أن الخطة “تتعارض تماما مع الرأي العسكري والأمني”.

في هذه الأثناء، حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير من هذه الخطوة، واتهم نتنياهو بالاستسلام لضغوط وزيري الأمن اليمينيين إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش.

أصدر منتدى أهالي الأسرى الإسرائيلي بيانًا زعم فيه أن الحكومة الإسرائيلية “حكمت على الأسرى بالإعدام”. وانتقد قرار مجلس الوزراء الأمني بالسيطرة على مدينة غزة، واصفًا إياه بالإهمال المخادع الذي لا يُغتفر.

أكد المنتدى أن الحكومة الحالية، التي شهدت إسرائيل في عهدها أكبر كارثة لها، تُفاقم معاناة الأسرى والجنود. وأشار إلى أنه رغم التحذيرات العسكرية وإرادة الشعب الإسرائيلي، تُمثل هذه الأحداث تخليًا واضحًا عن الأسرى. وأكد أن الحل الوحيد لإنقاذ الأسرى يكمن في اتفاق شامل.

3_11zon

من جانبها، أعربت الرئاسة الفلسطينية عن رفضها وإدانتها لقرارات مجلس الوزراء الإسرائيلي الخطيرة، مؤكدة أن مخططات إسرائيل القائمة على القتل والتجويع والتهجير القسري ستؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.

أكد ديوان الرئاسة الفلسطينية أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بسياسة الاستبداد أو فرض الأمر الواقع بالقوة، وسيدافع عن حقوقه. ولذلك، “قررنا التوجه فورًا إلى مجلس الأمن الدولي والمطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة وملزمة لوقف الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة”.

ودعا مكتب الرئاسة الفلسطينية الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التدخل لوقف قرارات إسرائيل، والوفاء بوعده بإنهاء الحرب، والعمل على تحقيق السلام الدائم.

وفي سياق متصل، وصف السياسي الفلسطيني مصطفى البرغوثي القرار بأنه إعلان لجريمة حرب، وزعم أن الخطوة تكشف عن النوايا الحقيقية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته في التطهير العرقي للشعب الفلسطيني بأكمله في قطاع غزة.

يشار إلى أن المجلس الوزاري الأمني المصغر الإسرائيلي صادق صباح اليوم الجمعة على خطة “السيطرة” على مدينة غزة.

وجاء القرار بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تنوي تولي السيطرة العسكرية على قطاع غزة بأكمله، على الرغم من الانتقادات المتزايدة في الداخل والخارج للحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين في الجيب الفلسطيني.

وقال المكتب في بيان إن الجيش الإسرائيلي يستعد بموجب هذه الخطة “للسيطرة على مدينة غزة مع توزيع المساعدات الإنسانية على المدنيين خارج مناطق القتال”.


شارك