إسرائيل.. لابيد يعتبر قرار الكابينت احتلال غزة كارثة

منذ 3 شهور
إسرائيل.. لابيد يعتبر قرار الكابينت احتلال غزة كارثة

وصف زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الجمعة، موافقة مجلس الوزراء الأمني على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بالكامل بأنها “كارثة ستؤدي إلى كوارث أخرى كثيرة”.

وكتب لبيد على تويتر: “قرار مجلس الوزراء الليلة كارثة ستؤدي إلى المزيد من الكوارث”.

وأضاف: “على النقيض تماما من رأي الجيش والأوساط الأمنية، ودون مراعاة لإرهاق القوات المقاتلة وهزالها، أجبر (وزير الأمن القومي إيتمار) بن جفير و(وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل) سموتريتش نتنياهو على اتخاذ خطوة ستستغرق أشهرا عديدة”.

وتابع لبيد: “هذه الخطوة ستؤدي إلى مقتل الأسرى (الإسرائيليين المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة) ومقتل عدد كبير من الجنود، وتكلف دافعي الضرائب الإسرائيليين عشرات المليارات، وتؤدي إلى الانهيار السياسي”.

وأضاف: “هذا بالضبط ما أرادته حماس: أن تتورط إسرائيل في الميدان بلا هدف، من دون تحديد اليوم التالي، في احتلال لا معنى له ولا أحد يعرف إلى أين سيقود”.

وفي ساعة مبكرة من صباح الجمعة، قال مكتب نتنياهو في بيان إن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتلال الأجزاء المتبقية من مدينة غزة، في حين يقوم بتوزيع المساعدات الإنسانية على المدنيين خارج مناطق القتال.

وقال البيان إن الحكومة اعتمدت بأغلبية الأصوات “المبادئ الخمسة لإنهاء الحرب”، والتي وصفها بأنها “نزع سلاح حماس، وإطلاق سراح جميع السجناء (الأحياء والأموات)، ونزع سلاح قطاع غزة، وإنشاء نقطة تفتيش أمنية، وإنشاء إدارة مدنية بديلة منفصلة عن حماس والسلطة الفلسطينية”.

وعرض نتنياهو، مساء الخميس، خلال اجتماع للحكومة، خطة “مرحلية” لإعادة احتلال قطاع غزة، رغم معارضة الجيش بسبب التهديد الذي تشكله الخطة على حياة الأسرى والجنود، بحسب تقارير إعلامية عبرية.

وبحسب المصادر فإن الخطة تقضي بتقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى مناطق لم يدخلها من قبل، بهدف احتلال وسط قطاع غزة ومدينة غزة، رغم تحذيرات رئيس الأركان إيال زامير من مثل هذه الخطوة.

وبحسب اقتراح نتنياهو فإن الخطة ستبدأ بطرد الفلسطينيين من مدينة غزة إلى الجنوب، يليه تطويق المدينة ومزيد من التوغلات في المراكز السكانية.

خلال الحرب الإسرائيلية التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، احتل الجيش الإسرائيلي مدينة غزة بالكامل، باستثناء مناطق صغيرة جداً، وبقي هناك لعدة أشهر قبل أن ينسحب من معظم المناطق في أبريل/نيسان 2024 بعد الإعلان عن “تدمير البنية التحتية لحماس في المدينة”.

وعلى مستوى قطاع غزة، ظلت أجزاء من مدينة دير البلح والمخيمات في المحافظة الوسطى (النصيرات والمغازي والبريج) خالية من احتلال القوات الإسرائيلية، لكن مئات المباني هناك دمرت بفعل الغارات الجوية والمدفعية، بحسب مسؤولين فلسطينيين.

وتبلغ مساحة المناطق غير المحتلة من قبل القوات البرية الإسرائيلية نحو 10 إلى 15 في المائة من مساحة قطاع غزة، بحسب مراسل وكالة الأناضول للأنباء، نقلاً عن معلومات رسمية.

وبحسب وسائل إعلام عبرية، تتصاعد الخلافات في إسرائيل مع سعي نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، بما في ذلك المناطق التي من المرجح احتجاز أسرى إسرائيليين فيها، بحسب مكتب رئيس الوزراء. في هذه الأثناء، يقترح رئيس الأركان إيال زامير “خطة احتواء” تشمل عدة محاور في قطاع غزة، بهدف ممارسة الضغط العسكري على حماس لإجبارها على إطلاق سراح السجناء.

ووصف زامير يوم الأربعاء خطة نتنياهو بأنها “فخ استراتيجي”، مدعيا أنها ستستنزف الجيش لسنوات وتعرض حياة الأسرى للخطر.

تُقدّر تل أبيب وجود 50 سجينًا إسرائيليًا في غزة، 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة. في الوقت نفسه، يقبع أكثر من 10,800 فلسطيني في السجون، يعانون من التعذيب والجوع والإهمال الطبي. وقد توفي الكثيرون، وفقًا لمنظمات حقوق الإنسان الفلسطينية والإسرائيلية وتقارير إعلامية.

وفي 24 يوليو/تموز، انسحبت إسرائيل من المفاوضات غير المباشرة مع حماس في الدوحة، بعد أن أظهرت تل أبيب تعنتاً بشأن الانسحاب من غزة، ونهاية الحرب، والأسرى الفلسطينيين، وآلية توزيع المساعدات الإنسانية.

وأظهر استطلاع للرأي نشره الأحد المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي أن 52% من الإسرائيليين يلومون حكومتهم، كليا أو جزئيا، على فشل الاتفاق مع حماس.

بدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها.

خلّفت الإبادة الجماعية 61,258 قتيلاً، و152,045 جريحًا، وأكثر من 9,000 مفقود. وشُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم عشرات الأطفال.


شارك