انخفاض الدولار والتصنيع المحلي يُهبطان بأسعار السيارات 25% محليا

– يتوقع أبو المجد أن يستمر الانخفاض بنحو 10% أخرى حتى نهاية عام 2025.
شهدت أسعار السيارات في السوق المحلية انخفاضًا حادًا خلال الأسبوعين الماضيين، حيث انخفضت أسعار بعض الطرازات بأكثر من 200 ألف جنيه مصري، وفقًا لعدد من التجار الذين تحدثوا إلى صحيفة الشروق. وعزا ذلك إلى عاملين رئيسيين: زيادة الإنتاج المحلي وانخفاض سعر الدولار.
وانخفض سعر صرف الدولار أمام الجنيه بنحو 5% منذ بداية العام، ليصل حالياً إلى 48.5 جنيه، مقارنة بـ51 جنيهاً في يناير/كانون الثاني الماضي.
يرى أسامة أبو المجد، نائب رئيس شعبة السيارات بغرفة تجارة القاهرة، أن تعزيز الصناعة المحلية هو السبب الرئيسي لانخفاض الأسعار حاليًا في السوق المحلي. وأشار إلى افتتاح سبعة مصانع محلية لتجميع السيارات منذ بداية عام ٢٠٢٥، ومن المقرر افتتاح أكثر من ثلاثة مصانع أخرى بنهاية العام.
وأضاف أبو المجد لـ “الشروق” أن المصانع المحلية أججت المنافسة بين التجار والوكلاء في السوق المحلي، مما أدى إلى انخفاض كبير في الأسعار. وتابع: “إذا طرحت شركة محلية سيارة أوبترا موديل 2025 بسعر 720 ألف جنيه مصري، بينما سيارات في نفس الفئة السعرية، مثل لانسر شارك موديل 2016، يبلغ سعرها 750 ألف جنيه مصري، سيؤدي ذلك إلى انخفاض كبير في أسعار هذه الأخيرة”.
وبحسب أبو المجد، انخفضت أسعار السيارات المستعملة بأكثر من 25%، والجديدة بنسبة 20%. ويتوقع أن تواصل الأسعار انخفاضها، وأن تنخفض بنسبة 10% أخرى في النصف الثاني من العام.
وفي مايو الماضي، واستجابة لاهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وافق مجلس الوزراء على برنامج جديد لتشجيع إنتاج السيارات، والذي يأتي في إطار الاستراتيجية الوطنية لصناعة السيارات المصرية.
يهدف البرنامج الجديد إلى زيادة القيمة المضافة المحلية إلى 60%، ورفع حصة الصناعة إلى أكثر من 35%، وزيادة الإنتاج السنوي إلى 100 ألف مركبة. كما يهدف إلى تعزيز التحول إلى المركبات الصديقة للبيئة، وبناء مصانع في مناطق التنمية ذات الأولوية.
من جانبه، قال عبد السلام عبد الجواد، عضو مجلس إدارة قطاع السيارات باتحاد الغرف التجارية المصرية، إن المعروض من السيارات في السوق المحلي سيزيد بنسبة تزيد عن 100% بحلول عام 2025، مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار بشكل كبير.
وأضاف عبد الجواد لـ«الشروق»، أن استيراد السيارات مفتوح بشكل كامل هذا العام، ما يسمح للتجار والمستوردين باستيراد كميات كبيرة من السيارات، سواء للأغراض التجارية أو الخاصة.
ويعتقد أن الانخفاض الكبير في قيمة الدولار هذا العام أدى إلى خفض تكاليف الاستيراد، وأن توافر العملة الأجنبية بسهولة من البنوك وفّر على المستوردين آلاف الدولارات من رسوم مكبات النفايات لكل مركبة.
انزلقت صناعة السيارات في أزمة حادة عام ٢٠٢٤ بعد أن اكتشفت شركات الاستيراد في مايو من ذلك العام خللًا في نظام التسجيل المسبق للبضائع (ACI)، مما منعها من الإفراج عن المركبات المستوردة المخزنة في الموانئ. أدى ذلك إلى نقص حاد في المعروض وارتفاع غير مسبوق في الأسعار.
أشار عبد الجواد إلى أن انخفاض أسعار الفائدة عامل رئيسي في انخفاض أسعار السيارات حاليًا. وأوضح أن انخفاض تكاليف التمويل مكّن التجار من خفض الأسعار، وشجع المستهلكين على الحصول على قروض شخصية لشراء السلع الاستهلاكية، وخاصة السيارات، مما أدى إلى انتعاش ملحوظ في السوق مؤخرًا.
وبحسب تقرير حديث صادر عن مجلس معلومات سوق السيارات (أميك)، اطلعت عليه «الشروق»، ارتفعت مبيعات السيارات في السوق المحلي بنسبة 97% على أساس سنوي خلال النصف الأول من العام الجاري، لتصل إلى 74.4 ألف مركبة.
من جانبه، يرى عضو مجلس إدارة قسم السيارات في جمعية غرفة التجارة منتصر زيتون، أن القطاع بدأ يستعيد نشاطه الطبيعي، لكنه لا يزال بعيداً عن أحجام المبيعات التي حققها قبل عام 2022.
وأضاف زيتون لـ«الشروق» أن مبيعات السيارات كانت تتجاوز 400 ألف سيارة سنويا، بينما هي حاليا أقل من 150 ألف سيارة على مدار العام بأكمله.
وعزا الانخفاض الكبير الحالي في أسعار السيارات إلى عوامل تسويقية لدى التجار والوكلاء، موضحاً: «التجار حريصون على بيع سياراتهم الراكدة موديل 2025 حتى يتمكنوا من استيراد موديلات 2026 المتوقعة».