فلسطين: إبعاد مفتي البلاد محاولة لإفراغ الأقصى من المرجعيات الدينية

منذ 1 شهر
فلسطين: إبعاد مفتي البلاد محاولة لإفراغ الأقصى من المرجعيات الدينية

اعتبرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، اليوم الأربعاء، قرار الاحتلال إبعاد مفتي فلسطين والأراضي المقدسة عن المسجد الأقصى المبارك، محاولة لإفراغ المسجد من المرجعيات الدينية.

قررت إسرائيل، فور انتهاء مهلة الإبعاد المحددة بثمانية أيام، تمديد إبعاد مفتي فلسطين والديار المقدسة الشيخ محمد حسين عن المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة لمدة ستة أشهر، وفق ما أعلنت محافظة القدس، اليوم الأربعاء، نقلاً عن المحامي خلدون نجم.

وقال نجم: “إن ما يسمى قائد لواء القدس في شرطة الاحتلال، أمير أرزاني، اتخذ قرارًا نهائيًا بمنع مفتي فلسطين والأراضي المقدسة، سماحة الشيخ محمد حسين، من دخول المسجد الأقصى المبارك لمدة ستة أشهر”. وأوضح أن القرار جاء بعد أن مُنع الشيخ حسين من دخول المسجد لمدة ثمانية أيام.

وقالت الوزارة في بيان لها: “إن طرد المفتي محاولة واضحة من قبل دولة الاحتلال لتفريغ الأقصى من المرجعيات الدينية المعارضة لخططها، ويكشف عن حجم انتهاكاتها في قطاع غزة والضفة الغربية عمومًا، وفي المسجد الأقصى خصوصًا”.

وأكدت أن “الاحتلال الإسرائيلي بقيادة حكومته اليمينية المتطرفة يرتكب انتهاكات ممنهجة من خلال سعيه الدؤوب لبسط سيادته الكاملة على الأقصى، سواء من خلال الحفاظ على التقسيم الزماني والمكاني داخل المسجد أو من خلال الممارسات التلمودية التي يمارسها مستوطنوه تحت الغطاء السياسي والديني لهذه الحكومة”.

وحذرت المؤسسات من أن “إبعاد الشيخ حسين خطوة نحو مزيد من الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية دون أي رد فعل أو مقاومة”.

وطالبت الأوقاف المؤسسات الحقوقية والمجتمع الدولي “بمواجهة هذه الاعتداءات بشكل عام والتراجع عن القرار الجائر وغير القانوني بإبعاد الشيخ حسين، كونه يأتي من جهة لا سلطة لها ولا سيادة على المسجد الأقصى”.

وأعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، في 25 تموز/يوليو الماضي، أن شرطة الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت الشيخ حسين من داخل ساحات المسجد الأقصى.

وأظهرت صور، أن عناصر الشرطة الإسرائيلية اقتادوا الشيخ حسين إلى باب المغاربة في الحائط الغربي للمسجد.

وفي 25 يوليو/تموز، ألقى الشيخ حسين خطبة في المسجد الأقصى، أدان فيها الصمت الدولي على الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين من رفح جنوب قطاع غزة إلى جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.

وفي إبريل/نيسان الماضي، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية خطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد سليم، بعد إلقائه خطبة الجمعة التي تناول فيها حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومُنع على إثر ذلك من دخول المسجد الأقصى لمدة أسبوع.

كما اعتقلت شرطة الاحتلال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري أكثر من مرة، وأبعدته عن دخول المسجد لعدة أشهر في كل مرة.

ويقول الفلسطينيون إن الإبعاد جريمة ترتكبها إسرائيل، والتي تهدف من بين أمور أخرى إلى تهويد القدس الشرقية المحتلة، بما في ذلك المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.

ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة، مستندين إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف بالاحتلال الإسرائيلي للمدينة عام 1967 ولا بضمها عام 1980.

يحدث هذا بينما تشن إسرائيل، بدعم أمريكي، حرب إبادة على غزة، مما أسفر عن مقتل وجرح أكثر من 212 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء. وشُرد مئات الآلاف، ويواجه كثيرون آخرون خطر المجاعة.

وبالتوازي مع الإبادة الجماعية في قطاع غزة، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1013 فلسطينياً، وأصابوا نحو 7 آلاف آخرين، واعتقلوا أكثر من 18500 آخرين، بحسب مصادر فلسطينية.

لقد احتلت إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان لعقود من الزمن، وترفض الانسحاب من هذه الأراضي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل عام 1967.


شارك