أبرز تصريحات وزير الشئون النيابية عن قانون الإيجار القديم.. ماذا قال للمواطنين؟

منذ 19 ساعات
أبرز تصريحات وزير الشئون النيابية عن قانون الإيجار القديم.. ماذا قال للمواطنين؟

تلتزم الدولة قانونيا وبشكل كامل بتوفير السكن المناسب وفقا لقانون الإيجار في الحالات المؤهلة حتى نهاية الفترة الانتقالية.

يقضي قانون الإيجار على مشاكل الشقق الشاغرة وتدهور العقارات بسبب نقص الصيانة وإهدار الأصول العقارية.

– لا تخضع عقود الإيجار المختلفة المبرمة اعتباراً من 31 يناير 1996 لأحكام هذا القانون.

حضر المستشار محمود فوزي، وزير الاتصال البرلماني والقانوني والسياسي، اليوم، المؤتمر الصحفي الأسبوعي لرئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والذي عقد عقب ختام الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء بمقره بالعاصمة الإدارية الجديدة.

أكد فوزي أن مشاركته في المؤتمر الصحفي اليوم تهدف إلى تقديم بعض التفاصيل القانونية التي من شأنها الإجابة على بعض استفسارات الجمهور حول إقرار القانون رقم 164 لسنة 2025، الذي ينظم عقد إيجار الأماكن وإعادة هيكلة العلاقة بين المؤجر والمستأجر. وأوضح أن إقرار هذا القانون جاء بعد مناقشات مطولة امتدت لأشهر في مجلس النواب، بين جلسات استماع ومناقشات عامة، طُرحت فيها وجهات نظر مختلفة حوله.

أشار فوزي إلى أن القانون يُمثل حلاً شاملاً لمشكلة المساكن الإيجارية القديمة، قائلاً: “في حين أن المحكمة الدستورية العليا، في حكمها الصادر في نوفمبر 2024، قضت بعدم دستورية الأحكام التي تُثبت الإيجار دون أي تعديل، فإن هذه المشكلة لا تقتصر على مجرد تحديد الإيجار، بل تتطلب حلاً شاملاً، تتحمل مسؤوليته الحكومة وجميع المؤسسات المعنية بإقرار هذا القانون وسنّه”.

ومن بين الأهداف الإيجابية للقانون، قال فوزي إنه سيقضي على مشكلة السكن الشاغر، وتدهور العقارات بسبب قلة الصيانة، وإهدار الأصول العقارية.

أكد فوزي في كلمته على ضرورة تحديد الحدود بين القوانين، مشيرًا إلى أن جميع عقود الإيجار المبرمة منذ 31 يناير 1996، أيًا كانت مدتها أو قيمتها الإيجارية، لا تخضع لأحكام هذا القانون، وأنها صحيحة ويسري عليها قانون المتعاقدين.

وأضاف الوزير أنه بالنسبة للعقود المبرمة قبل 31 يناير/كانون الثاني 1996، تُفسخ العلاقة بين الطرفين بعد سبع سنوات (للوحدات السكنية) وخمس سنوات (للوحدات غير السكنية). وهذه المدة، التي أقرها المشرع، هي فترة معقولة ومتوازنة للغاية، يمكن خلالها للأطراف المختلفة تسوية شؤونهم. وأوضح أنه يقصد بـ “الأطراف” المالك والمستأجر والحكومة. وأكد أن معنى فسخ العلاقة لا يعني الإخلاء أو الطرد، بل دعوة للاتفاق على الإيجار ومدته. وفي حال التوصل إلى اتفاق، فلا مصلحة للحكومة أو الدولة في التدخل في هذه العلاقة.

أوضح فوزي أنه في حال الخلاف، يحتفظ المؤجر بحقه في استرداد عقاره، بينما تتوفر للمستأجر خيارات متعددة. وأكد أن القانون لا ينص إلا على إجراءات استثنائية تتعلق بعقود الإيجار، مضيفًا: “إذا اتفق الطرفان على مدة عقد الإيجار وقيمة الإيجار، تنشأ عقد إيجار جديد وفقًا لأحكام القانون المدني، ويُشكل العقد الأساس الحاكم بين الطرفين”.

وأكد الوزير أنه لا يوجد ما يسمى بالإخلاء الإجباري بحكم القانون، ولكن الإخلاء لا يكون إلا بعد تقديم المالك طلباً قضائياً في حال عدم الاتفاق على المدة أو القيمة الإيجارية، وبعد انقضاء المدة المقررة قانوناً (5 سنوات للعقارات غير السكنية) أو (7 سنوات للعقارات السكنية).

كما أكد فوزي التزام الدولة التام بتوفير السكن الملائم للمحتاجين قبل انتهاء الفترة الانتقالية، وضمان عدم تشريد أي أسرة. وهذا أمرٌ لا يُصدق، ولن تسمح به الدولة، إذ سُنّت قوانين ذات صلة لضمان تطبيقها في جميع الحكومات. وأضاف أن الدولة قادرة على توفير العدد المتوقع من الوحدات السكنية المطلوبة، وستكون جميع الوحدات اللازمة متاحة، لا سيما وأن تطبيق القانون يبدأ بعد سبع سنوات.

أشار فوزي إلى الاجتماعات التي عقدها رئيس الوزراء بحضور الوزارات المعنية قبل إقرار القانون، والتي تضمنت طرح رؤى واضحة لتطبيقه، مما يدل على جدية الحكومة في وضع خطوات عملية لتطبيقه. وأكد أن الحكومة لا تنحاز لأي طرف، بل تسعى إلى حل مشكلة مزمنة قائمة منذ عقود. وقد عالجت العديد من الدول هذه المشكلة بأساليب مشابهة لتلك التي اتبعتها الحكومة المصرية، إلا أن الحكومة المصرية أخذت على عاتقها التحدي الأكبر المتمثل في توفير مسكن بديل ملائم وكافٍ.

قال الوزير: “هذه ليست المرة الأولى التي يتناول فيها التشريع العقود القائمة”. واستشهد بمثالين مختلفين في هذا الصدد. الأول هو قانون عام ١٩٩٢ الذي حرر عقود إيجار الأراضي الزراعية. وقد تم تحرير هذه العقود بعد خمس سنوات، مما أثار جدلاً اجتماعياً واسع النطاق. أما المثال الثاني فهو القانون رقم ١٠ لعام ٢٠٢٢، الذي اشترط إخلاء العقارات المؤجرة للجهات الاعتبارية لأغراض غير السكن خلال خمس سنوات.

وأضاف فوزي: “إن المثالين يمثلان عقودًا قائمة، لكن المصلحة العامة الأوسع اقتضت حل الأوضاع الناتجة، لأنها كانت في الأساس نتيجة لظروف استثنائية”.

وأكد وزير الشؤون البرلمانية والقانونية أن قانون الإيجارات صدر بعد دراسة متأنية وهو متوافق مع الأحكام الدستورية، مشيرا إلى أن أي قانون يصدر يكون دستوريا حتى تقرر المحكمة الدستورية خلاف ذلك.

وتابع الوزير: “فيما يتعلق بالمستأجرين وتاريخ سريان القانون، سيدخل حيز التنفيذ في 5 أغسطس 2025. والقاعدة العامة هي أن الإيجار سيكون 250 جنيهًا مصريًا ابتداءً من سبتمبر 2025. ومع ذلك، فإن بعض العقود التي يُستحق فيها الإيجار بعد الخامس من الشهر لن يُستحق حتى أغسطس المقبل. ومع ذلك، بشكل عام، يُستحق الإيجار ابتداءً من سبتمبر المقبل”.

وتابع: “من حيث القيمة، هناك فرق بين المناطق السكنية وغير السكنية. بالنسبة للمناطق السكنية، سيتم تطبيق التفاصيل المذكورة أعلاه اعتبارًا من سبتمبر. سيتم دفع 250 جنيهًا مصريًا فورًا عن كل وحدة مشغولة حتى يتم تحديد المناطق وتقسيمها. هناك ثلاثة تقسيمات فرعية: المناطق المتميزة، والمناطق المتوسطة، والمناطق الاقتصادية”.

وأشار إلى أنه في المناطق الراقية، يُدفع 20 ضعف الإيجار المتفق عليه، بحد أدنى 1000 جنيه مصري. أما في المناطق المتوسطة، فيُدفع 10 أضعاف الإيجار المتفق عليه، بحد أدنى 400 جنيه مصري. أما المناطق الاقتصادية، فيُدفع 10 أضعاف الإيجار المتفق عليه، بحد أدنى 250 جنية مصري.

فيما يتعلق بالوحدات غير السكنية، أوضح فوزي أنها تخضع لخمسة أضعاف قيمة الإيجار، دون حد أدنى. ومع ذلك، لا توجد فترة انتظار للقرارات الإدارية لهذه الوحدات، ومواعيد استحقاقها واحدة: تبدأ عادةً في سبتمبر أو أغسطس للعقود التي يُستحق فيها الإيجار في الخامس من كل شهر أو بعده.

وفيما يتعلق بآليات التنفيذ، أوضح فوزي أنه وفقًا للقانون، سيصدر رئيس مجلس الوزراء قرارًا بشأن القواعد واللوائح المنظمة لعمل لجان الجرد. وسيتضمن هذا القرار القواعد العامة التي ستعمل بموجبها جميع لجان الجرد في جميع أنحاء الجمهورية. وعقب صدور هذا القرار، سيصدر كل محافظ قرارًا بإنشاء لجان جرد لتكوين لجان الجرد بأنواعها الثلاثة: لجان الجرد الخاصة، ولجان الجرد المتوسطة، ولجان الجرد الاقتصادية، مع مراعاة المعايير المنصوص عليها في القانون.

أشار الوزير إلى أن مدة عمل اللجان ثلاثة أشهر، قابلة للتمديد لثلاثة أشهر أخرى. واعتبر أن هذه الأشهر الثلاثة كافية لإتمام عملية الحصر، إذ لن تبدأ من الصفر. وستُعتمد مخصصات اللجان من قبل المحافظ، وتُنشر في الجريدة الرسمية.

وأضاف فوزي أنه بالتوازي مع ذلك، ستُنشئ وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بالتعاون مع الجهات المعنية بالدولة، منصة إلكترونية لتلقي طلبات المتضررين من تطبيق القانون. وبعد تقديم جميع المستندات، ستُراجع الطلبات بعناية وشفافية. كما يُمكن للمواطنين الذين لا يستطيعون الوصول إلى المنصة تقديم طلباتهم في أي مكتب بريد على مستوى الجمهورية باستخدام النماذج المُتاحة من وزارة الإسكان.

وأوضح فوزي أيضًا أن الطلبات ستُقيّم وفقًا لمعايير واضحة ومعلنة. وأوضح أن الدولة لن تُقدّم مستوى سكنيًا واحدًا فحسب، بل عدة أنواع من المساكن: الراقية، والمتوسطة، والفقيرة. كما أوضح أن هناك عدة أنظمة سكنية: الإيجار، والإيجار المنتهي بالتمليك، والتملك.

كما أكد فوزي أن الأسعار المطبقة في هذا البرنامج لا تتطابق بالضرورة مع أسعار الإسكان الاجتماعي، إذ يختلف غرض هذا القانون عن غرض وآلية ومدة وأعمار المتقدمين لقانون الإسكان الاجتماعي. وأضاف فوزي أن هذا يُطمئن المواطنين، مشيرًا إلى وجود آليات، وأن الضمان هو السكن نفسه، وليس الشخص أو عمره.

أكد فوزي أن الدولة لا يمكن أن تسمح بتشرد المواطنين. كما أشار الوزير إلى تحول الدولة من المركز إلى الأطراف والقرى في تنفيذ المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، وإنفاق مئات المليارات دون أي التزام ملموس من الحكومة، مع أن ذلك كان لتحقيق العدالة الاجتماعية. كما أشار إلى تعامل الدولة مع مشكلة العشوائيات، متسائلاً: “هل ستسمح الدولة، وهي تنفذ هذين البرنامجين الرئيسيين، بتشرد مواطنيها وغياب المأوى؟!” وأشار إلى تصريح رئيس الوزراء بأن هذا الالتزام قد أعلنه رئيس الدولة، مؤكداً أنه لا داعي للقلق في هذا الشأن، إلا أنه قانون يجب إنفاذه واحترامه.

فيما يتعلق بحيادية اللجان المزمع إنشاؤها وآليات عملها، أوضح فوزي أن هذه اللجان لن تُكلف بتحديد القيم الإيجارية، إذ تُحدد بعقود، وينص القانون على حد أدنى لها. وستقتصر مسؤولية اللجان على تصنيف المناطق إلى ثلاث فئات: العليا، والمتوسطة، والدنيا. ولا يجوز لأعضاء هذه اللجان أن يكون لديهم أقارب من الدرجة الأولى في مناطق مسؤوليتهم. وسيتم توقيع إقرارات بذلك، وستترتب على مخالفة هذه الإقرارات عواقب قانونية مختلفة. وسيكون تشكيل اللجان متنوعًا وغير حزبي، وسيكون رئيسها أحد شاغلي المناصب العليا في الحكومة. وستضم ممثلين عن وزارة الإسكان، والهيئة العامة للمساحة، ومصلحة الضرائب العقارية، بما يضمن أعلى مستوى من الدقة والمعلومات.

وأضاف الوزير: “اللجان تعمل يوميًا، كما أشار رئيس الوزراء. إنها تعمل منذ البداية. رئيس الوزراء يفكر في التسليم الفعلي، وليس تسليمًا يتم فقط بعد انقضاء فترة السنوات السبع أو قبل عام. يريد رئيس الوزراء البدء بتسليم الوحدات فورًا بعد العام التالي، مما يؤكد مصداقية الدولة في تنفيذ هذا البرنامج”.

وتابع: “سيتم تسجيل أعمال اللجان وتوثيقها وأرشفتها من خلال إنشاء سجل إلكتروني مركزي. وأود أن أؤكد مرة أخرى أن جميع أعمال اللجان ذات طابع إداري، وتخضع في نهاية المطاف للرقابة القضائية”.

أوضح فوزي أن المادة الثامنة من القانون تُرسي بوضوح حق وواجب التخصيص للمستأجر الأصلي وزوجته، وهي التزامات قانونية، إن لم تُنفذ بالتراضي، يُمكن مصادرتها وتنفيذها قضائيًا. وأكد أن ذلك لن يحدث، مُشيرًا إلى أن جميع المتضررين أو المتضررين من تطبيق أحكام هذا القانون ستكون لهم الأولوية في جميع الوحدات المُعلنة والمتاحة.

كما أكد وزير الشؤون البرلمانية والقانونية والاتصال السياسي أن القانون يتناول مستويين: الأهلية ومستوى الأولوية المكفول لجميع المتضررين الذين يتقدمون بطلبات للحصول على سكن بديل. وينصب التركيز الأساسي والمباشر والأول على المستأجر الأصلي وزوجه/زوجته.

أكد فوزي على رسالة رئيس الوزراء بأنه لا ينبغي ترك أي شخص بلا مأوى أو سكن. فهذه مشكلة مزمنة لم تُحل منذ عقود. وأوضح أن المشكلة نفسها موجودة في بعض الدول الأخرى، لكن الحقيقة التاريخية والواقع المثبت أن مشكلة إيجارات المساكن طويلة الأجل بأسعار معقولة لم تُحل. ومع ذلك، تستحق الحكومة التقدير لمعالجتها هذه المشكلة بإجراءات متوازنة لا تُحابي أي طرف.

 


شارك