مفتي شيعة لبنان يحذر من مواقف تخدم إسرائيل وتغامر بالسلم الأهلي

منذ 3 ساعات
مفتي شيعة لبنان يحذر من مواقف تخدم إسرائيل وتغامر بالسلم الأهلي

حذر مفتي عام المذهب الجعفري الشيعي في لبنان أحمد قبلان، الأربعاء، من اتخاذ مواقف في قضية ضبط السلاح “تخدم” إسرائيل وتعرض السلم الداخلي للخطر.

وعلق قبلان على قرار مجلس الوزراء يوم الثلاثاء بتكليف الجيش بوضع خطة لتقييد ملكية الأسلحة الحكومية (بما في ذلك أسلحة حزب الله) بحلول نهاية عام 2025 وتقديمها إلى مجلس الوزراء في وقت لاحق من هذا الشهر.

ويعد المفتي الجعفري في لبنان أعلى سلطة دينية لدى الطائفة الشيعية في البلاد، وهو مقرب من حزب الله.

قال قبلان في بيان: “لبنان أكثر من مجرد رمز يخدم إسرائيل. فالسلم الأهلي يتطلب حماية وتعزيز القوى الوطنية السيادية، لا تدميرها ومحاصرتها”.

وأضاف: “المقاومة هي التي استعادت لبنان عندما كان بعضهم جزءاً من الاحتلال الإسرائيلي، ناهيك عن الذين سافروا حول العالم للسياحة والترفيه”.

وتابع: “الحكومة مهمة وطنية وليست سوقًا للبضائع الأمريكية أو الإقليمية. من يُعرّض السلم الأهلي للخطر يضع لبنان في حالة من عدم اليقين”.

ودان قبلان ادعاءات جهات لم يسمها بشأن السيادة اللبنانية وضبط الأسلحة، ووصف تاريخها بأنه “ملطخ بالتعاون مع إسرائيل والقتال ضد الجيش اللبناني”.

وجاء في البيان “إن من يضع لبنان في مركز الكارثة سيتحمل عواقب مواقفه التي تخدم إسرائيل”.

ووصف المرحلة التي يمر بها لبنان بالتاريخية، مؤكداً أن السيادة الوطنية للبلاد تقوم على “الجيش والشعب والمقاومة”.

وتابع مفتي الطائفة الشيعية الجعفرية: “إن الجيش اللبناني شريك للمقاومة ورفيق في السلاح والتضحية”.

وحذر قبلان من أي اتفاق جديد في 17 مايو/أيار، قائلاً: “البلد كالبارود، وإذا أطفأته بالبنزين سيحترق لبنان كله”.

اتفاقية 17 مايو هي مسودة اتفاقية سلام توصل إليها لبنان وإسرائيل عام 1983 بوساطة أمريكية. إلا أنها أُلغيت قبل أقل من عام من التصديق عليها بسبب المعارضة الشعبية والمقاومة السورية.

حذر الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، الثلاثاء، من معالجة قضية سلاح الحزب “من دون توافق لبناني داخلي”.

وقال قاسم في خطاب متلفز “لا نقبل التنازل التدريجي عن قوتنا مقابل استمرار العدوان الإسرائيلي، ولا نقبل ممارسة الضغوط علينا”.

وأكد حزب الله مراراً وتكراراً أنه يرفض إثارة قضية سلاحه قبل أن تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية ويتم إصلاح الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

ودعا الرئيس اللبناني جوزيف عون، الخميس، إلى نزع سلاح كل القوى المسلحة، بما في ذلك حزب الله، وتسليمها للجيش.

ووصف مراقبون لبنانيون الدعوة بأنها غير مسبوقة، ويعتقدون أنها تعكس تحولا في الخطاب الرسمي مع تزايد الضغوط الإقليمية والدولية لتقييد إنتاج الأسلحة.

وفي الأشهر الأخيرة، زار المبعوث الأميركي توماس باراك بيروت أكثر من مرة، في إطار الضغوط الأميركية المكثفة على لبنان لنزع سلاح حزب الله، بحسب مراقبين.

في أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدواناً على لبنان، والذي تصاعد إلى حرب شاملة في سبتمبر/أيلول 2024، مما أسفر عن مقتل أكثر من 4000 شخص وإصابة حوالي 17 ألفاً.

انتهكت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أكثر من 3000 مرة، مما أسفر عن مقتل 267 شخصا وإصابة 567 آخرين.

وفي انتهاك للاتفاق، انسحب الجيش الإسرائيلي جزئياً من جنوب لبنان، لكنه واصل احتلال خمسة تلال احتلها في الحرب الأخيرة، فضلاً عن أراضٍ لبنانية أخرى احتلها لعقود من الزمن.

كما أن إسرائيل تحتل فلسطين وأراضٍ في سوريا منذ عقود، وترفض الانسحاب من هذه الأراضي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل عام 1967.


شارك