وول ستريت جورنال: احتلال غزة يؤجج نقاشا ملحا داخل إسرائيل

منذ 18 ساعات
وول ستريت جورنال: احتلال غزة يؤجج نقاشا ملحا داخل إسرائيل

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن نقاشا عاجلا يدور في إسرائيل بشأن احتلال قطاع غزة، مشيرة إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو تواجه قرارا ذا تداعيات بعيدة المدى على إسرائيل والمنطقة.

** خطوة حاسمة

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الأربعاء أن إسرائيل، بعد سلسلة طويلة من القرارات الصعبة خلال حربها التي استمرت قرابة العامين في غزة، تدرس الآن خطوة حاسمة أخرى: احتلال قطاع غزة بأكمله.

وأشارت وسائل إعلام محلية في الأيام الأخيرة إلى أن نتنياهو قرر بالفعل السيطرة الكاملة على غزة، على الرغم من معارضة رئيس الأركان الإسرائيلي.

وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فإن بعض المسؤولين الحكوميين الإسرائيليين دفعوا بالفكرة علناً، في حين واصلت المعارضة السياسية انتقادها.

وقال نتنياهو يوم الاثنين إنه سيدعو إلى اجتماع لمجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي في وقت لاحق من هذا الأسبوع لتوجيه الجيش بشأن كيفية تحقيق أهداف الحرب، وخاصة هزيمة حماس وضمان عدم تشكيلها أي تهديد لإسرائيل مرة أخرى، بالإضافة إلى إطلاق سراح السجناء المتبقين.

وقال نتنياهو إنه أجرى مشاورات أمنية لمدة ثلاث ساعات مع قائد الجيش، الثلاثاء.

وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، تتزايد التوقعات بتدخل أكبر في قطاع غزة، في ظل سعي إسرائيل لإيجاد مخرج. وتستمر مفاوضات وقف إطلاق النار في الفشل، كما فشلت العملية العسكرية الأولى التي شنتها إسرائيل في تحقيق أهدافها.

قال وزير الدفاع الإسرائيلي المتشدد إيتمار بن جفير، الثلاثاء، إن على رئيس الأركان إيال زامير أن يوضح أنه سيلتزم بشكل كامل بتعليمات القيادة السياسية، حتى لو تم اتخاذ قرار احتلال قطاع غزة.

كان زامير قد أشار سابقًا إلى أنه يُفضّل عمليةً محدودةً للضغط على حماس عبر “قوة نيران دقيقة”. وهذا من شأنه أن يسمح لإسرائيل بتقليص وجودها العسكري في قطاع غزة، ويمنح البلاد فترة راحة بعد عامين من الحرب.

** انتقادات للخطة

وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فإن معارضي خطة الاحتلال، وخاصة من اليسار والوسط، ولكن أيضا بعض من اليمين، يقولون إن إسرائيل يجب أن تركز طاقاتها على تأمين وقف إطلاق النار لتحرير السجناء المتبقين وتخفيف التكاليف الإنسانية المتزايدة للحرب، والتي أدت إلى عزلة إسرائيل الدولية المتزايدة.

يعتقد محللون أمنيون إسرائيليون أنه من الناحية العسكرية، لن يكون من الصعب على الجيش احتلال غزة. ويوضحون أن إسرائيل تسيطر بالفعل على حوالي 75% من قطاع غزة، ولم يعد لدى حماس أي قوة عسكرية منظمة يمكنها أن تقف في طريقها.

وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن التحدي الذي تواجهه إسرائيل لن ينشأ إلا بعد أن تسيطر بشكل كامل على غزة، التي دمرت إلى حد كبير بسبب القتال.

ومن خلال احتلال قطاع غزة، فإن إسرائيل ستكون مسؤولة عن الحياة اليومية لسكان القطاع، بما في ذلك الإمدادات الغذائية والرعاية الصحية والتعليم والخدمات الصحية وجميع جوانب الحياة المدنية الأخرى.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن إسرائيل ستحتاج أيضاً إلى قوة عسكرية كبيرة في قطاع غزة للحفاظ على أمن السكان المعادين إلى حد كبير.

لكن ذلك سيكون مكلفًا. ووفقًا لدراسة أجراها إستيبان كلور، أستاذ الاقتصاد في الجامعة العبرية بالقدس، فإن رواتب الجنود وتمويل الخدمات العامة في قطاع غزة ستكلف إسرائيل حوالي 35 مليار شيكل، أي حوالي 10 مليارات دولار.

وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، يُعادل هذا المبلغ حوالي 2% من الناتج المحلي الإجمالي غير المُدرج في الموازنة الإسرائيلية. إلا أن هذا المبلغ لا يشمل تكلفة إعادة بناء البنية التحتية في قطاع غزة، وهي تكلفة قد تُضطر إسرائيل إلى تحمّلها إذا رفضت الدول المانحة المُحتملة التعاون.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن مقاتلي حماس قد يواصلون قتالهم، وقالت إن الاحتلال قد يوسع صفوفهم في حين يمنحهم قدرة أكبر على الوصول إلى القوات الإسرائيلية المتمركزة بشكل دائم في قطاع غزة لإدارة الحكم العسكري.


شارك