صحفي عسكري: روسيا تستعد لمواجهة عملية شبكة عنكبوت أوكرانية أخرى

منذ 18 ساعات
صحفي عسكري: روسيا تستعد لمواجهة عملية شبكة عنكبوت أوكرانية أخرى

بعد موجة من الهجمات المذهلة والقاتلة، تعمل المؤسسة العسكرية الروسية جاهدة على الحد من فعالية الطائرات بدون طيار الأوكرانية، بحسب الصحفي العسكري ستافروس أتالامازوجلو.

وفي الوقت نفسه، تتلقى أوكرانيا عشرات الآلاف من المركبات الجوية غير المأهولة من شركائها الغربيين مع توسع الحرب في أوكرانيا بشكل متزايد لتشمل الأصول التي يتم التحكم فيها عن بعد، حسبما قال أتالامازوجلو، وهو صحفي عسكري متخصص في العمليات الخاصة وحاصل على درجة البكالوريوس من جامعة جونز هوبكنز ودرجة الماجستير من كلية الدراسات الدولية المتقدمة.

الطائرات بدون طيار هي السلاح الرئيسي في الحرب الأوكرانية.

وأضاف أتالامازوجلو في تقرير لمجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، أنه في أعقاب الهجمات الأوكرانية الأخيرة بطائرات بدون طيار في عمق روسيا، نشرت القوات الروسية موارد ضخمة لمواجهة التهديد الذي تشكله الطائرات الأوكرانية بدون طيار.

رداً على هجمات كييف، وخاصة عملية “شبكة العنكبوت” في يونيو/حزيران، والتي دمرت أو ألحقت أضراراً بعشرات القاذفات الروسية بعيدة المدى بعيداً عن خطوط المواجهة، أطلقت روسيا برنامجاً لحماية القواعد الجوية والطائرات الرئيسية بالقرب من الحدود الروسية الأوكرانية.

يقوم الجيش الروسي بتحصين القواعد الجوية مثل ميلروفو وكورسك فوستوتشني وهفارديسكي بحظائر وملاجئ معززة بشكل كبير.

وفقًا لتقارير استخباراتية غربية، أصبحت حظائر الطائرات الروسية مزودة بأسقف مقببة وأبواب سميكة لاحتواء الانفجارات. كما أن بعض الحظائر مغطاة بالتراب كطبقة حماية إضافية.

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث بشأن حرب الطائرات بدون طيار في أوكرانيا: “إن بناء هذه الملاجئ المعززة للطائرات سيوفر للطائرات المتمركزة في القواعد الجوية الروسية طبقة من الحماية ضد الهجمات المستقبلية بواسطة طائرات بدون طيار يمكن التخلص منها”.

مع ذلك، لا تعني هذه التحصينات بالضرورة أن الطائرات المسيرة ستكون غير فعّالة ضد هذه القواعد الجوية. فقيمة الطائرة المسيرة تكمن في صغر حجمها ومرونتها أكثر منها في قوتها التفجيرية.

وأضاف أتالامازوجلو أن الطائرات المسيرة تُظهر فعاليتها القاتلة بفضل التحكم فيها بدقة عالية. وتُظهر مقاطع فيديو عديدة طياري الطائرات المسيرة الأوكرانيين وهم يوجهون طائرات صغيرة نحو الدبابات الروسية وناقلات الجند المدرعة ومراكز القيادة، وحتى المخابئ في الخنادق. وبمجرد دخولها، يمكن للطائرات المسيرة أن تُلحق أضرارًا جسيمة.

وتجري روسيا أيضًا تجارب على وسائل أخرى لوقف أسطول الطائرات بدون طيار المتنامي في أوكرانيا.

ستقدم بريطانيا لأوكرانيا 100 ألف طائرة بدون طيار في عام 2025 وحده.

يزود شركاء كييف الدوليون الجيشَ وأجهزةَ الاستخبارات الأوكرانية بعشرات الآلاف من أنظمة الطائرات المسيرة من جميع الأنواع والأحجام. على سبيل المثال، سلّمت بريطانيا العظمى 50 ألف طائرة مسيّرة خلال الأشهر الستة الماضية وحدها.

ويأتي تسليم هذه الطائرات بالإضافة إلى ما يقرب من 20 ألف طائرة بدون طيار سلمها تحالف الطائرات بدون طيار بقيادة المملكة المتحدة ولاتفيا إلى أوكرانيا خلال نفس الفترة.

ويعمل التحالف بشكل وثيق مع الصناعة لتسريع عملية شراء وتسليم أنظمة الطائرات بدون طيار إلى الوحدات الأوكرانية في الخطوط الأمامية.

وفي المجمل، تعهدت الحكومة البريطانية بتقديم نحو 465 مليون دولار (350 مليون جنيه مصري) لتزويد أوكرانيا بـ 100 ألف نظام جوي بدون طيار في عام 2025.

وسيكون هذا العدد زيادة قدرها عشرة أضعاف عن العشرة آلاف طائرة بدون طيار التي سلمتها لندن لأوكرانيا في عام 2024. وتوضح هذه الزيادة الفلكية أن الجيش يولي أهمية متزايدة لحرب الطائرات بدون طيار.

اختتم أتالامازوجلو تقريره بالإشارة إلى أنه قبل بدء الغزو الواسع النطاق لأوكرانيا، تزايد استخدام الطائرات المسيرة من قِبَل المنظمات الحكومية وغير الحكومية في مهام أوسع نطاقًا. ومنذ بداية الحرب، أصبحت الطائرات المسيرة ركيزة أساسية في الصراعات الحديثة.


شارك