محمد بشير أبو نمو لـ«الشروق»: لا بد من موافقة الخرطوم على توسيع مظلة الوساطة لإنهاء الأزمة السودانية

يرفض الشعب السوداني في دارفور وكردفان بشدة تقسيم السودان تحت أي ذريعة. مئات الآلاف مهددون بالمجاعة في الفاشر.
صرّح محمد بشير أبو نمو، مساعد رئيس حركة تحرير السودان للعلاقات الخارجية والرئيس السابق لوفد الحكومة السودانية المفاوض، بأن السعودية والولايات المتحدة كانتا الطرفان الرئيسيان اللذان قادا المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عبر منصة جدة بعد اندلاع الحرب في السودان. وأشار إلى أن توسيع إطار الوساطة بين البلدين لن يتأتى إلا بالتشاور مع الحكومة السودانية وموافقتها.
وفي تصريحات خاصة لـ”الشروق”، أضاف أبو نمو أن السودان رحب فورًا بمشاركة مصر في الوساطة، باعتباره جارًا محايدًا، ويدعم الدولة السودانية وقيادتها ومؤسساتها الرسمية. وأضاف أن الأمن القومي المصري مرتبط باستقرار السودان الموحد.
وتابع: “لكن الأزمة الحقيقية تكمن في إشراك دول أخرى في عملية الوساطة، وهو ما يرفضه السودان لأسباب موضوعية، لا سيما دعمها العسكري والسياسي لميليشيات الدعم السريع. وبالتالي، لا يمكن قبول وساطة هذه الدول”.
وتابع: “مع أنني لستُ في الحكومة حاليًا، إلا أنني أعتقد أننا شركاء في الحكم بموجب اتفاق جوبا للسلام. وإذا ما مورست ضغوط لقبول هذه الوساطة في صيغتها الموسعة، فإنني أوصي بذلك مقابل إشراك قطر وإريتريا لخلق نوع من التوازن في صنع القرار، فهما دولتان محايدتان تدعمان السلطات السودانية”.
فيما يتعلق بتصريحات والي دارفور حول إمكانية التفاوض مع قوات الدعم السريع أو الكيان السياسي “الصمود”، قال أبو نمو إن الدخول في مفاوضات مع جهة لا يعني بالضرورة قبول شروطها مُسبقًا. وأشار إلى أن المفاوضات الأولية جرت في إطار ملتقى جدة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتم التوصل إلى اتفاق لم تُنفذه قوات الدعم السريع، مما أدى إلى تعليق المفاوضات.
وأضاف أبو نمو: “لاحقًا، طلب الجانب الأمريكي إجراء مشاورات مع الحكومة السودانية بشأن نقل منتدى جدة إلى جنيف. وقررت الحكومة إرسال وفد حكومي بقيادة مدنية بدلًا من الوفد العسكري الذي كان يتفاوض سابقًا. وكُلِّفتُ شخصيًا بقيادة هذا الوفد، لكننا لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق مع الجانب الأمريكي بشأن نقل المنتدى وتوسيع نطاق الوساطة”.
وتابع: “منذ ذلك الحين، تغير ميزان القوى العسكرية على الأرض، وأصبحت الميليشيات المتمردة في أضعف حالاتها. ومع ذلك، فإننا نعمل على إنهاء هذه الحرب وتحقيق السلام في ظل ظروف جديدة تواكب التطورات على الأرض”.
أكد نائب رئيس العلاقات الخارجية في حركة تحرير السودان على عدم الاعتراف بالمنظمات المدنية التي تأسست بعد الحرب، والتي انتمت إلى قوات الدعم السريع، مثل “المؤسسة” و”الصمود”. وأشار إلى أن هذه المنظمات مواطنون سودانيون، وتنظم قوانين البلاد وضعهم فيما يتعلق بانتمائهم إلى الأطراف المهاجمة، بغض النظر عن انتمائهم إلى الميليشيات المتمردة أو الولايات الداعمة لها.
فيما يتعلق بإعلان قوات الدعم السريع تشكيل حكومة موازية في نيالا، أكد أبو نمو أنه بعد فشل الميليشيا في الاستيلاء على السلطة في العاصمة الخرطوم والولايات السودانية الأخرى، فإن الخطة البديلة هي السيطرة على إقليم دارفور، وربما أجزاء من كردفان، وإعلان دولة موازية على غرار الحكم الليبي أو اليمني. ويمثل إعلان نيالا التطبيق العملي لهذه الخطة.
وأضاف: “هذه الفرضية محكوم عليها بالفشل حتى لو لم تحدث مواجهة عسكرية، لأن الشعب السوداني في دارفور وكردفان يرفض بشدة تقسيم السودان تحت أي ذريعة”.
في إشارة إلى حصار الفاشر، أكد أبو نمو أن الوضع الإنساني والمعيشي هناك في أسوأ حالاته، وأن هناك نقصًا حادًا في الغذاء. الوضع لا يحتمل التأخير، وإلا سيموت مئات الآلاف جوعًا في المستقبل القريب.