الجيش الإسرائيلي يلغي قرار تمديد الخدمة الإلزامية لمدة 4 أشهر

قرر الجيش الإسرائيلي رفع أمر تمديد التجنيد الإجباري للجنود أربعة أشهر. وجاءت هذه الخطوة على خلفية ما وصفه بـ”الإرهاق المتزايد” في صفوفه.
ويأتي القرار بعد أيام من ظهور تقارير تتحدث عن ارتفاع معدلات الانتحار بين الجنود الإسرائيليين، والتي قيل إنها بسبب الظروف التي تعرض لها الجنود خلال القتال في قطاع غزة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن رئيس الأركان إيال زامير قرر إلغاء ما يسمى “الأمر رقم 8″، الذي يمدد فترة خدمة الجنود النظاميين أربعة أشهر مباشرة بعد انتهاء خدمتهم النظامية.
وأشارت الوكالة إلى أن القرار اتخذ في أعقاب مناقشات جرت داخل هيئة الأركان العامة قبل أسبوعين لدراسة إمكانية استدعاء قوات احتياطية إضافية لتوسيع العمليات البرية في غزة إذا تعثرت مفاوضات إطلاق سراح الأسرى ولم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
لكن بحسب المصدر نفسه، أصر زامير على الوفاء بوعده السابق للجنود الاحتياطيين بأن فترة خدمتهم لن تزيد عن 74 يوما في السنة، ورفض استدعاء أي جنود آخرين بما يتجاوز الخطة السنوية المعتمدة.
وقالت الوكالة إن قرار زامير اتخذ “بعد زيارات ميدانية أجراها واستماعه إلى القادة والجنود الاحتياطيين وملاحظة مستوى الإرهاق والصعوبات التي يواجهونها وعائلاتهم” في ضوء العمليات العسكرية في غزة المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي 27 أبريل/نيسان، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن الجيش الإسرائيلي بدأ بإجبار جنوده النظاميين على البقاء في الخدمة لمدة أربعة أشهر إضافية بعد انتهاء مدة خدمتهم بسبب نقص الجنود المقاتلين.
وذكرت الصحيفة أنه “بسبب النقص في القوات المقاتلة في الجيش الإسرائيلي، اعتمدت شعبة القوى البشرية في الأيام الأخيرة “قانون الطوارئ 77″، الذي يلزم المقاتلين بالبقاء في الجيش بعد انتهاء خدمتهم العسكرية”.
يشار إلى أن تحقيقا عسكريا إسرائيليا نشر أمس وجد أن معظم حالات الانتحار بين صفوفه كانت بسبب الظروف القاسية التي واجهها الجنود خلال القتال في قطاع غزة.
وقالت هيئة الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، الأحد، إن “16 جنديا انتحروا منذ بداية عام 2025، والجيش الإسرائيلي يخشى من انتشار هذه الظاهرة”.
تنشر كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تقارير شبه يومية عن مقتل وإصابة جنود إسرائيليين، بالإضافة إلى تدمير آليات عسكرية خلال القتال في قطاع غزة. وتُبث بعض “عملياتها الخاصة” بالصوت والصورة. إلا أن تل أبيب تُقر ببعض هذه الخسائر وتفرض رقابة صارمة على الباقي. ويتوقع المراقبون ازدياد حجم الخسائر.
خلّفت المجزرة الإسرائيلية في قطاع غزة أكثر من 209 آلاف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود. إضافةً إلى ذلك، شُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين.