ضغوط مالية ومنافسة سعرية حادة تهدد شركات السيارات الكهربائية في الصين

منذ 2 ساعات
ضغوط مالية ومنافسة سعرية حادة تهدد شركات السيارات الكهربائية في الصين

وتواجه صناعة السيارات الكهربائية في الصين، أكبر سوق في العالم لهذا القطاع، تحديات متزايدة من الضغوط المالية الساحقة والمنافسة الشديدة في الأسعار على الرغم من النمو المستمر في المبيعات الإجمالية، وفقا لتقارير من رويترز وبلومبرج.

وفقًا لبيانات حديثة، أعلنت شركة هوازون نيو إنرجي، مالكة علامة نيتا أوتو التجارية، إفلاسها رسميًا في يونيو الماضي، وفقًا لوثائق قضائية نُشرت في الصين. ويرجع ذلك إلى تراجع المبيعات وصعوبات التمويل. واضطرت الشركة لاحقًا إلى إغلاق العديد من مراكز البيع والخدمة في الصين وخارجها، بما في ذلك في تايلاند، حيث اشتكى العملاء من انقطاع الصيانة.

ويأتي هذا في ظل ما وصفته معاهد الأبحاث بـ”حرب أسعار غير مسبوقة”، حيث خفضت العشرات من الشركات أسعار نماذجها منذ بداية العام لمواجهة الضعف النسبي في الطلب وزيادة العرض.

وفقًا لجمعية مصنعي السيارات الصينية، شهدت أسعار أكثر من 100 طراز انخفاضًا في شهر مايو وحده، بعضها بأكثر من 50 ألف يوان. وقد أدى ذلك إلى انخفاض متوسط ربحية الصناعة عن المتوسط العالمي.

وبحسب محللي بلومبرج، فإن هذه المنافسة الشديدة تفرض ضغوطا على سلاسل التوريد، وخاصة في إنتاج البطاريات والصلب، وتهدد بزيادة خروج الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم من السوق، بحيث من المتوقع أن تبقى العلامات التجارية الأكبر فقط في السوق في السنوات المقبلة.

في ضوء هذه التطورات، دعت الحكومة الصينية في يوليو الماضي الشركات العاملة في هذا القطاع إلى ضبط المنافسة السعرية، والحفاظ على جودة المنتجات، والالتزام بالعقود مع الموردين. ويهدف هذا إلى دعم استدامة القطاع وتجنب تفاقم الاضطرابات الاقتصادية.

رغم هذه التحديات، تواصل المبيعات الإجمالية ارتفاعها. ففي أبريل 2025، بِيعَ أكثر من 900 ألف سيارة كهربائية وهجينة قابلة للشحن في الصين، بزيادة قدرها 29% على أساس سنوي. ويعكس هذا الطلب المحلي القوي وارتفاع الصادرات، بالإضافة إلى بيئة تنافسية متغيرة وحاجة متزايدة لإعادة هيكلة السوق.


شارك