كاتب إسرائيلي: الاعتراف الدولي بدولة فلسطين بديل مضلل لمعاقبة تل أبيب

جدعون ليفي في مقال نشر في صحيفة هآرتس: إن الاعتراف بفلسطين هو مجرد كلام فارغ من قبل الحكومات الأوروبية لإظهار لشعوبها الغاضبة أنها لن تظل صامتة. سكان قطاع غزة يتضورون جوعًا، وأوروبا ترد بالاعتراف بدولة فلسطينية. فهل سينقذ هذا سكان غزة الجائعين؟ وفي الأمد القريب، تستفيد إسرائيل من موجة الاعترافات كبديل للعقاب الذي تستحقه. وعلى المدى الطويل فإن الاعتراف بدولة وهمية مفيد لأنه يزيد من الحاجة إلى حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ومن الأفضل أن نتخذ في البداية إجراءات عقابية عملية لإجبار إسرائيل على إنهاء الحرب في قطاع غزة.
قال كاتب إسرائيلي، الأحد، إن الاعتراف الدولي بفلسطين هو “مكافأة لإسرائيل” لأنه يمثل “بديلا مضللاً لفرض العقوبات على تل أبيب”، التي ترتكب إبادة جماعية مستمرة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.وقال الصحافي جدعون ليفي في مقال نشره في صحيفة هآرتس إن “الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين هو بديل زائف للإجراءات العقابية التي يجب اتخاذها ضد دولة ترتكب إبادة جماعية”، في إشارة إلى إسرائيل.وتابع ليفي: “إن الاعتراف الحالي بدولة فلسطين ليس أكثر من مجرد كلام من جانب الحكومات الأوروبية المترددة والضعيفة لإظهار لشعوبها الغاضبة أنها لن تبقى صامتة” بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.أصدرت 15 دولة غربية، منها فرنسا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا والبرتغال، يوم الأربعاء، نداءً مشتركًا يدعو إلى الاعتراف بدولة فلسطين وإنهاء وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ونشرت وزارة الخارجية الفرنسية النداء على موقعها الإلكتروني.جاء ذلك عقب “مؤتمر حل الدولتين” الذي عُقد في نيويورك يوم الاثنين برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية وفرنسا. وشارك ممثلون رفيعو المستوى في المؤتمر الذي استمر يومين، وحضرته فلسطين دون الولايات المتحدة. وناقش المؤتمر سبل تطبيق حل الدولتين ودعم عملية الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.وأضاف ليفي “إن الناس في غزة يعانون من الجوع ورد أوروبا هو الاعتراف بالدولة الفلسطينية”.وتساءل: “هل سينقذ هذا شعب غزة الجائع؟ بدعم من الولايات المتحدة، تستطيع إسرائيل تجاهل هذه التصريحات (بشأن الاعتراف بدولة فلسطين)”.وعلق الكاتب الإسرائيلي على إعلان لندن الاعتراف بدولة فلسطين قائلاً: “سارع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وهو من أوائل من اعترفوا بفلسطين بعد فرنسا في الموجة الحالية، إلى تصوير خطوته على أنها عقاب (مشروط)، قائلاً إنه سيسحب اعترافه بفلسطين إذا تصرفت إسرائيل بشكل مناسب”.وأضاف: “هذا ما يحدث عندما يسيطر خوف (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب على أوروبا ويشلها، ويصبح واضحا أن كل من يفرض عقوبات على إسرائيل سيدفع الثمن”.وقال رئيس الوزراء البريطاني، الثلاثاء، في مؤتمر صحفي، إن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر/أيلول المقبل “إذا لم تتخذ إسرائيل خطوات جوهرية لإنهاء الوضع الرهيب في قطاع غزة”.قال ليفي: “دفعت خطوة ستارمر الكثيرين إلى السير على خطاه، ويُصوَّر ذلك في إسرائيل على أنه انهيار دبلوماسي. لكن هذا لن يوقف الإبادة الجماعية، التي لن تنتهي إلا بخطوات عملية من المجتمع الدولي”.وأكد أن الخطوات العملية من قبل المجتمع الدولي “ضرورية للغاية في ظل استمرار القتل والجوع على نطاق واسع في غزة”.ويرى الكاتب الإسرائيلي أن “إسرائيل تستفيد على المدى القصير من هذه الموجة من الاعترافات لأنها تمثل بديلاً عن العقوبة التي تستحقها بسبب انتهاكاتها المستمرة ضد الفلسطينيين”.وأضاف: “على المدى الطويل، قد يكون الاعتراف بدولة وهمية مفيدا، لأنه يزيد من الحاجة إلى حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر منذ عقود”.وأكد ليفي أن “من الأفضل أن نتخذ أولا تدابير عقابية عملية لإجبار إسرائيل على إنهاء الحرب، لأن أوروبا تملك الوسائل اللازمة للقيام بذلك”.أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 24 يوليو/تموز الماضي، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل بنيويورك.في 28 مايو/أيار 2024، أعلنت إسبانيا والنرويج وأيرلندا اعترافها بدولة فلسطين، تلتها سلوفينيا في 5 يونيو/حزيران من العام نفسه. وبذلك، يرتفع إجمالي عدد الدول الممثلة في الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى 149 دولة من أصل 193.تتصاعد حركة الاعتراف بدولة فلسطين على خلفية حرب إبادة تشنها إسرائيل على غزة بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتتحدى كل النداءات والأوامر الدولية الصادرة عن محكمة العدل الدولية لإنهائها.ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة، إذ قتلت أو جرحت أكثر من 210 آلاف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، واختفى أكثر من 9 آلاف آخرين. إضافةً إلى ذلك، نزح مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين.