السلطات السورية تتهم مجموعات مسلحة في السويداء بخرق اتفاق وقف إطلاق النار

أعلنت السلطات السورية مقتل ضابط في الأمن الداخلي وإصابة عدد آخر في محافظة السويداء يوم الأحد. ونفذت الهجمات ما وصفته بـ”مجموعات خارجة عن القانون”. ونقلت قناة الإخبارية السورية الرسمية عن مصدر أمني قوله إن هذا يُعدّ أحدث انتهاك لوقف إطلاق النار في المحافظة ذات الأغلبية الدرزية.
وذكرت صحيفة الإخبارية السورية أن “مجموعات خارجة عن القانون هاجمت قوات الأمن السورية في السويداء”.
وفي الشهر الماضي، وقعت السلطات السورية اتفاق وقف إطلاق النار متعدد المراحل مع الجماعات المسلحة في السويداء، في أعقاب اشتباكات دامية بين الجماعات القبلية والدرزية في المحافظة.
وبحسب قناة الإخبارية، أفاد المصدر الأمني السوري بأن مجموعات مسلحة “تهاجم قوى الأمن الداخلي وتقصف عدة قرى في أطراف المحافظة”، مضيفاً أن “هذه الهجمات تتزامن مع جهود الحكومة لضمان الاستقرار والهدوء في محافظة السويداء تمهيداً لاستئناف الخدمات والحياة فيها”.
وأضاف المصدر أن هذه الاعتداءات “تؤكد إصرار المجموعات الخارجة عن القانون على إبقاء السويداء في دوامة التوتر والتصعيد والفلتان الأمني، كما تعيق عمل قوافل المساعدات الواصلة إلى أهلنا في المحافظة”.
– تصادمات عرضية
وأكدت مصادر محلية لـ”الشرق الأوسط” أن اشتباكات اندلعت بين الحين والآخر في قرى ذيبين والثعلة وتل الحديد.
أعلنت وزارة العدل السورية عن تشكيل لجنة تحقيق في الأحداث الأخيرة في السويداء. وكانت وزارتا الدفاع والداخلية قد أعلنتا سابقًا عن تشكيل لجنتين للتحقيق في “الجرائم والانتهاكات” المرتكبة في المحافظة الجنوبية السورية قبل أسبوع.
في محافظة السويداء، اندلعت اشتباكات دامية بعد تدخل القوات الحكومية لإنهاء نزاع بين البدو والدروز. إلا أن الوضع خرج عن السيطرة، لا سيما بعد تدخل عشرات الآلاف من مقاتلي العشائر العربية الموالية لدمشق وتقدمهم إلى السويداء. وانتشرت مقاطع فيديو عديدة توثق انتهاكات حقوق الإنسان ضد الدروز. وفي أعقاب ذلك، أعلنت ثلاث وزارات – هي الدفاع والداخلية والعدل – عن تشكيل لجان تحقيق ومقاضاة المتورطين.
في 22 يوليو/تموز، أدانت وزارة الداخلية السورية تداول مقاطع فيديو تُظهر عمليات إعدام نفذها “مجهولون” في مدينة السويداء. وفي بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، جددت الوزارة التأكيد على أن هذه الأفعال تُشكل جرائم خطيرة تستوجب أشد العقوبات.
وأعلن المكتب الرئاسي السوري في بيان “وقف إطلاق نار شامل وفوري” ودعا جميع الأطراف، دون استثناء، إلى “الامتثال الكامل لهذا القرار، ووقف جميع الأعمال العدائية على الفور في جميع المناطق، وضمان حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق”.
أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع أن سوريا “ليست ساحةً للمشاريع الانفصالية أو التحريض الطائفي”. واتهم الاضطرابات في السويداء بـ”مصالح ضيقة” و”أطماع انفصالية”، مضيفًا أن هذه المصالح “لا تمثل الطائفة الدرزية بأكملها”. وأكد أن الدروز “ركيزة من ركائز النسيج الوطني السوري”.
وأضاف الشرع أن “الوساطة الأمريكية والعربية” ساهمت في تهدئة الوضع في السويداء في ظل “ظروف معقدة”. وانتقد إسرائيل بسبب الغارات الجوية على قوات الحكومة السورية ودمشق في الأيام الأخيرة.
-مواجهة بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية
تبادل الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) الاتهامات يوم السبت بشأن الاشتباكات في محيط منبج شمال البلاد. وأعلنت وزارة الدفاع السورية إصابة أربعة جنود وثلاثة مدنيين في هجوم شنته قسد. وأكدت قسد أنها “مارست حقها في الدفاع عن النفس” وردّت على النيران.
وذكرت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية لوكالة الأنباء السورية (سانا) أن قوات الجيش تصدت لـ”محاولة تسلل” من قبل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على أحد مواقع الجيش في منطقة منبج قرب قرية القيارة.
وأضافت: “نفذت وحدات من الجيش هجمات دقيقة على مصادر النيران التي تستخدمها قوات سوريا الديمقراطية في قصف قرية الكيارية ومحيطها في محافظة منبج”.
وأشارت إلى أن قوات سوريا الديمقراطية “نفذت هجمات صاروخية غير مسؤولة ومجهولة المصدر على منازل أهالي قرية الكيارية ومحيطها، ما أدى إلى إصابة أربعة عناصر من الجيش وثلاثة مدنيين بإصابات متفاوتة”، بحسب سانا.
وتابعت: “تمكنت قواتنا من رصد منصة صواريخ وقطعة مدفعية ميدانية استخدمت في الهجوم في محيط بلدة مسكنة شرق محافظة حلب”.
من جانبه، قال المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية في بيان إن “قواتنا المسلحة مارست حقها الكامل في الدفاع عن النفس وردت على مصادر إطلاق النار”، ونفت أن تكون قد هاجمت أي حواجز للجيش السوري.