إسرائيل بعد فيديو أسير إسرائيلي يعاني الجوع في غزة: يجب الإفراج عن جميع الأسرى فورا

أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية يوم السبت أنه “يجب إطلاق سراح أفيتار وجميع الرهائن فورًا”، ردًا على نشر كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مقطع فيديو لأفيتار داوود. يُظهر المقطع أسيرًا في قطاع غزة، تشن عليه تل أبيب حرب جوع وإبادة منذ 22 شهرًا.
وفي تجاهل للجوع المستمر لأكثر من مليوني فلسطيني في غزة وجهود تل أبيب لعرقلة المفاوضات، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان: “يجب إطلاق سراح أفتار وجميع الرهائن (السجناء في غزة) على الفور وتوفير المساعدة الطبية والغذاء الكافي على وجه السرعة”.
وجاء في بيان وزارة الداخلية الإسرائيلية أنه “بينما يبدو ديفيد المسجون كهيكل عظمي يمشي، إلا أنه على بعد أمتار قليلة منه، يحتفل مقاتلو حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني”.
وفي هذا السياق، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه شاهد فيديوهات “أفيتار” خلال الـ24 ساعة الماضية، بحسب ما أوردته القناة العبرية الخاصة (12)، والتي لم تقدم تفاصيل أخرى.
نشرت كتائب القسام، الجمعة، شريط فيديو للأسير عويطار، يظهر فيه وهو يعاني من خسارة كبيرة في الوزن نتيجة سياسة التجويع الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة.
يُظهر الفيديو الأسير جالسًا على سرير في غرفة ضيقة، وتظهر عظامه بوضوح بسبب سوء التغذية. ويتضمن المقطع أيضًا مشاهد سابقة يجلس فيها في سيارة مع أسير آخر، يشاهدان مراسم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين ضمن اتفاقية تبادل سابقة خلال وقف إطلاق النار في يناير/كانون الثاني الماضي.
في الفيديو، الذي بُثّ بثلاث لغات (العربية والعبرية والإنجليزية)، أعلنت كتائب القسام أن أسراها “يأكلون مما نأكل ويشربون مما نشرب”. ورافق الفيديو لقطات لأطفال غزة تظهر عليهم علامات سوء التغذية في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر.
جاء بيان وزارة الخارجية الإسرائيلية عقب تقريرٍ باللغة العبرية يفيد بأن مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أبلغ عائلات الأسرى الإسرائيليين يوم السبت بأنهم يعملون على “اتفاق شامل لإعادة جميع الأسرى” من قطاع غزة. كما زعم ويتكوف أن حماس “مستعدة لنزع سلاحها”، وهو ادعاءٌ نفته الحركة.
في السادس من يوليو/تموز، بدأت حماس وإسرائيل مفاوضات غير مباشرة في الدوحة بشأن تبادل أسرى واتفاق وقف إطلاق نار. توسطت مصر وقطر، ودعمت الولايات المتحدة المفاوضات. إلا أن تل أبيب وحليفتها واشنطن أعلنتا قبل أيام انسحاب وفديهما الوطنيين من المشاورات.
وأعلنت حماس مراراً وتكراراً استعدادها لإطلاق سراح السجناء الإسرائيليين “دفعة واحدة” إذا انتهت حرب الإبادة، وانسحب الجيش الإسرائيلي من غزة، وأطلق سراح السجناء الفلسطينيين.
لكن نتنياهو المطلوب من قبل العدالة الدولية يتملص من الوضع من خلال اقتراح شروط جديدة، بما في ذلك نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال قطاع غزة.
تُقدّر تل أبيب وجود 50 سجينًا إسرائيليًا في غزة، 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة. في الوقت نفسه، يقبع أكثر من 10,800 فلسطيني في السجون، يعانون من التعذيب والجوع والإهمال الطبي. وقد لقي العديد منهم حتفهم بالفعل، وفقًا لتقارير حقوق الإنسان ووسائل الإعلام الفلسطينية والإسرائيلية.
منذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتكبت إسرائيل بالتزامن جريمة مجاعة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. ففي 2 مارس/آذار، شددت إجراءاتها، فأغلقت جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة والإمدادات الطبية. ونتيجةً لذلك، اتسع نطاق المجاعة ووصلت إلى أبعاد “كارثية”.
خلّفت الإبادة الجماعية المدعومة من الولايات المتحدة أكثر من 209 آلاف قتيل وجريح في فلسطين، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود. إضافةً إلى ذلك، شُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين.