المالية ترجئ الموافقة على مبادرة جديدة لدعم القطاع السياحي لحين الانتهاء من التقييم الفني والمالي

منذ 4 ساعات
المالية ترجئ الموافقة على مبادرة جديدة لدعم القطاع السياحي لحين الانتهاء من التقييم الفني والمالي

وزير السياحة: سيتم تقديم مقترح حكومي موحد لتطبيق إجراءات منح التراخيص للمشاريع السياحية، وتراخيص البناء تشكل التحدي الأكبر.

أرجأت وزارة المالية الموافقة على مبادرة جديدة لدعم قطاع السياحة وتمويل المشاريع السياحية والفندقية. وصرح شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، لصحيفة الشروق، بأن المبادرة، التي كانت تهدف إلى تخصيص 100 مليار جنيه مصري لزيادة الطاقة الاستيعابية للفنادق في مصر، قد أُجّلت لحين الانتهاء من التقييم الفني والمالي لضمان الاستخدام الأمثل للأموال وتحقيق أقصى استفادة لقطاع السياحة.

أفادت مصادر في قطاع السياحة لصحيفة الشروق للأعمال والمالية أن وزارة السياحة والآثار تتفاوض مع وزارة المالية والبنك المركزي المصري حول مبادرة جديدة لدعم قطاع السياحة بقيمة تصل إلى 100 مليار جنيه مصري. وبعد صرف كامل مساهمات المبادرة الحالية، والمقدرة بـ 50 مليار جنيه مصري، تهدف المبادرة إلى استفادة أكبر عدد ممكن من الشركات والفنادق المرتبطة بالقطاع السياحي.

استنفدت الطلبات التي قدمتها شركات الاستثمار السياحي لوزارة السياحة والآثار لتجهيز تحويلاتها للبنوك المختصة، جميع مخصصات مبادرة الـ50 مليار جنيه لدعم المشروعات السياحية والفندقية، التي أقرتها الحكومة في الربع الأخير من العام الماضي.

يأمل قطاع السياحة في اعتماد مبادرة جديدة لمضاعفة الطاقة الاستيعابية للفنادق الحالية، لتحقيق هدف الحكومة المتمثل في استقبال 30 مليون سائح خلال السنوات الخمس المقبلة. وسيستفيد من ذلك أيضًا شركات الاستثمار السياحي الأخرى، التي تعمل حاليًا على استكمال إجراءاتها وإعداد الوثائق اللازمة لدعم المشاريع السياحية والفندقية في معظم المناطق السياحية. فيما يتعلق بمبادرة الخمسين مليار جنيه الحالية لدعم قطاع السياحة، أكد الوزير أن شروط المبادرة قد لا تكون جاذبة بما يكفي للمشاريع وبناء غرف فندقية جديدة تستغرق وقتًا طويلًا، لكنها مناسبة جدًا لتوسعة الفنادق القائمة. وأكد أن هناك طلبات تمويل تتجاوز نطاق المبادرة المتاحة حتى الآن، وأن البنوك تمنح الموافقات بناءً على متطلبات مختلفة، منها الجدارة الائتمانية لشركات الاستثمار السياحي وجميع العملاء، وأن هذه المتطلبات تختلف من بنك لآخر.

وفيما يتعلق بجذب الاستثمار السياحي، أوضح وزير السياحة أن ذلك يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية: رسوم تنافسية، وسرعة إصدار الموافقات، وتوفير فرص استثمارية مناسبة. وأشار إلى أن الوزارة تعمل مع وزارة الاستثمار على تسريع إجراءات تراخيص المشاريع الجديدة وتبسيط الإجراءات من خلال نظام إلكتروني موحد لتسهيل دخول المستثمرين.

وأوضح أنه يجري حاليًا تطوير تطبيق موحد يتكون من عدة وثائق، سيتضمن جميع موافقات الوزارات والجهات المعنية لترخيص المشاريع الجديدة. ومن شأن ذلك أن يُذلل العقبات أمام المستثمرين ويوفر الوقت والجهد، لا سيما وأن الوزارات والجهات المختلفة تشترط إجراءات ومعلومات متشابهة من المستثمرين عند بدء إجراءات الترخيص اللازمة لمشاريعهم.

وأضاف أن الوزارة تُصدر تصاريح تشغيل مؤقتة لعدة مشاريع سياحية ريثما تُستكمل شروط الترخيص، وذلك لتسريع وتيرة الاستثمارات السياحية. وأشار إلى أن مسألة تراخيص البناء لا تزال تُمثل التحدي الأكبر للمستثمرين حاليًا، إلا أن هناك توجيهات حكومية لحلّها في أسرع وقت ممكن.

من جانبهم، طالب مستثمرو السياحة بتسهيلات واضحة للمستثمرين لتشجيع استثمارات جديدة، مؤكدين على استفادة جميع المستثمرين من مبادرات الترويج والتمويل السياحي. كما طالبوا بمبادرة جديدة لدعم المشاريع الفندقية الجديدة والقائمة التي تحتاج إلى مزيد من التطوير والتجديد لاستيعاب السياح، في ظل تزايد الطلب على الوجهات السياحية المصرية في الفترة المقبلة. وأشاروا إلى ضرورة إطلاق مبادرة جديدة، تضاعف المبادرة الأولى، لزيادة الطاقة الاستيعابية للفنادق وتحقيق هدف الحكومة المتمثل في استقبال 30 مليون سائح.

يهدف قطاع السياحة في مصر إلى جذب أكثر من 30 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2030. وسيتطلب ذلك مضاعفة الطاقة الاستيعابية للفنادق الحالية، وافتتاح فنادق جديدة، وإعادة فتح الفنادق المغلقة، ورحلات النيل، والشركات المتعثرة. وسيتم تحقيق ذلك من خلال توفير الأموال اللازمة لتنشيط قطاع السياحة في مصر. وقد أطلق البنك المركزي مبادرة بقيمة 50 مليار جنيه مصري لتلبية احتياجات الشركات العاملة في قطاع السياحة وزيادة الطاقة الاستيعابية للغرف الفندقية. وستُستخدم الأموال لبناء غرف فندقية جديدة أو شراء غرف مغلقة، بما في ذلك استبدالها وتجديدها. كما ستُموّل هذه الأموال شراء المباني المغلقة لتحويلها إلى فنادق، وتسريع إصدار تراخيص التشغيل. علاوة على ذلك، وافق البنك على بيع 40% من عائدات النقد الأجنبي للبنوك.

أعلن وزير السياحة والآثار أن طلبات شركات الاستثمار السياحي استنفدت جميع مخصصات مبادرة الخمسين مليار يورو لدعم المشاريع السياحية والفندقية، التي أقرتها الحكومة في الربع الأخير من العام الماضي. وأشار إلى أن وزارة السياحة والآثار وافقت على طلبات مئات المنشآت الفندقية والسياحية الراغبة في الاستفادة من المبادرة، سواءً للمشاريع الجديدة أو القائمة التي تحتاج بنيتها التحتية إلى إعادة تطوير وتأهيل، وأحالتها إلى البنوك المتخصصة التي تتعاون معها هذه المنشآت.

أكد الخبير السياحي سامح حويدق، نائب رئيس جمعية الاستثمار السياحي بالبحر الأحمر، أن مبادرات البنك المركزي لدعم وتمويل السياحة كان لها دورٌ فعّال في تحفيز المستثمرين وتشجيعهم على الاستثمار في بناء فنادق جديدة واستكمال المشاريع القائمة المتوقفة لأسبابٍ قاهرة. وهذا من شأنه أن يُنعش السياحة، ويدعم الاقتصاد المصري، ويزيد من إيرادات النقد الأجنبي للبلاد.

وأوضح حويدق أن شركات الاستثمار السياحي التي تقدمت بطلبات للحصول على منحة تطوير السياحة بقيمة 50 مليار جنيه، والتي أقرها مجلس الوزراء مؤخرا بدعم من وزارة المالية ووزارة السياحة والآثار والبنوك، تقوم حاليا بصرف قروض من المبادرة لتمويل مشروعاتها الفندقية.

وأكد على ضرورة تطبيق هذه المبادرات بالدرجة الأولى في المدن الأكثر إقبالاً من السياح الأجانب وشركات السياحة ومنظمي الرحلات، مثل الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم، إذ يُفضل 85% من السياح العالميين السياحة الشاطئية، بينما يرغب 15% فقط في الاستفادة من السياحة الثقافية. لذا، من الضروري التركيز على مدن السياحة الشاطئية الأكثر إقبالاً من السياح المصريين.

ودعا إلى مضاعفة هذا المبلغ أو طرح مبادرة تمويلية جديدة لدعم المزيد من المستثمرين ومساعدتهم على استكمال مشاريعهم، مما سيساهم في زيادة الطاقة الاستيعابية الفندقية الإجمالية لمصر ومضاعفتها، ويؤهلنا لاستقبال 30 مليون سائح. وأشار إلى أن هذه المبادرة ساهمت في إنعاش مشاريع السياحة والاستثمار الفندقي الراكدة خلال السنوات الأخيرة.

وأضاف أن هذه المبادرة ستساهم بشكل كبير في تحقيق هدف الحكومة باستقبال 30 مليون سائح سنويا خلال السنوات الخمس المقبلة، خاصة وأنها ستساعد في خلق قدرات فندقية جديدة وإعادة فتح المشاريع الفندقية بعد تطويرها وتأهيلها لاستقبال السياح مجددا.

وشدد على أهمية وضع خطة شاملة لتجديد وتطوير المنشآت السياحية والفندقية بشكل دوري لتلبية كافة احتياجات السائح الأجنبي خاصة في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة التي يشهدها العالم.

وأكد حويدق أن مبادرة الترويج السياحي الحالية والتي خفضت أسعار الفائدة بأكثر من 40% مقارنة بأسعار الفائدة المصرفية وتستفيد منها شركات الاستثمار السياحي والفندقي حصرياً، تهدف إلى زيادة الطاقة الاستيعابية الإجمالية للغرف الفندقية واستكمال وتوسعة المرافق السياحية، مما سيساهم في زيادة أعداد السائحين إلى مصر وبالتالي زيادة موارد النقد الأجنبي وتسهيل مهمة المستثمرين في قطاع السياحة في التوسعات الجديدة والتطوير الفندقي، في ظل التحديات الاقتصادية العالمية وسعي مصر إلى زيادة أعداد السائحين بشكل ملحوظ.


شارك