مستثمرو السياحة يراهنون على استمرار التعافي لزيادة معدلات النمو وتحقيق إيرادات تتجاوز 30 مليار دولار في 2030

وضع خبراء السياحة والمستثمرون عدة شروط ليصبح قطاع السياحة المحرك الاقتصادي الأكبر في البلاد، ويحقق هدفه في قيادة اقتصادات أفريقيا. وفي مقدمة هذه الشروط والأولويات تحسين تجربة السائح وتعزيز صورة البلاد. علاوة على ذلك، يجب إزالة العوائق أمام الاستثمار السياحي والمشاريع الجديدة، واستكمال إعادة تأهيل الفنادق المتعثرة والمغلقة التي تأثرت مؤخرًا بتداعيات الأحداث الجيوسياسية في الشرق الأوسط. علاوة على ذلك، يجب تجديد أسطول النقل السياحي، واستعادة العمالة المهاجرة (العمالة الماهرة التي غادرت القطاع). علاوة على ذلك، يجب تكثيف الحملات الترويجية والتسويقية في جميع أسواق تصدير السياحة باستخدام نهج تكنولوجي حديث وغير تقليدي.
تتوقع وزارة السياحة والآثار أن يزور مصر حوالي 18 مليون سائح هذا العام، محققةً إيرادات تتراوح بين 16 و18 مليار دولار. وقد ارتفع عدد السياح الوافدين إلى مصر بنسبة تراوحت بين 22 و26% في النصف الأول من هذا العام مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي. وتشير الإحصاءات إلى أن حوالي 8.7 مليون سائح زاروا مصر في الأشهر الستة الأولى من عام 2025، محققين إيرادات تتجاوز 8 مليارات دولار.
أكد الخبير السياحي سامح حويدق، نائب رئيس جمعية الاستثمار السياحي بالبحر الأحمر، أن الاقتصاد المصري يمتلك القدرة على أن يصبح من أكبر وأهم اقتصادات أفريقيا، بل ويحتل الصدارة. ويتحقق ذلك من خلال تعظيم أهم مصادر العملة الأجنبية، وخاصةً السياحة. فالسياحة قادرة على أن تكون المحرك الأهم للتنمية الاقتصادية في مصر، لا سيما في ظل وجود العنصر السياحي الذي تفتقر إليه البلاد في معظم الدول السياحية.
وأشار إلى وجود عدة أولويات لقطاع السياحة ليساهم بأكبر قدر ممكن في الاقتصاد الوطني ويحقق هدفه في قيادة اقتصادات أفريقيا. ومن أبرز هذه الشروط والأولويات تحسين تجربة السائح وتعزيز صورة البلاد لزيادة تدفقات السياحة إلى مصر خلال الفترة المقبلة. علاوة على ذلك، يجب إزالة العوائق أمام الاستثمارات السياحية والمشاريع الجديدة، وتخفيف الأعباء البيروقراطية والإدارية، واستكمال تأهيل الفنادق المتهالكة والمغلقة نتيجة تداعيات الأحداث الجيوسياسية في الشرق الأوسط. علاوة على ذلك، يجب تجديد الأسطول السياحي وإعادة العمالة المهاجرة (العمالة الماهرة التي غادرت القطاع) إلى أوطانها. علاوة على ذلك، يجب تكثيف الحملات الترويجية والتسويقية في جميع أسواق تصدير السياحة باستخدام التقنيات الحديثة وغير التقليدية.
أكد رامي فايز، عضو مجلس إدارة غرفة الفنادق ورئيس لجنة التسويق بجمعية مستثمري السياحة في مرسى علم، أن الحكومة المصرية تسعى إلى تنفيذ خطة لتطوير قطاع السياحة، تهدف إلى زيادة الإيرادات من خلال زيادة عدد السياح إلى 30 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2030. وتتطلب هذه الخطة خطوات وإجراءات وقرارات سريعة لتحقيق هذا الهدف الحكومي. وأكد أن مصر تستحق أكثر من هذا الرقم، نظرًا للمزايا التي لا توفرها أي وجهة سياحية أخرى. وبالفعل، نفذت الحكومة العديد من مشاريع البنية التحتية في السنوات الأخيرة، مما ساهم في تحقيق هذه الخطة، إلا أنها بحاجة إلى مزيد من الاستثمار في قطاع السياحة.
وأوضح أن تحقيق وتنفيذ خطة الدولة يتطلب عدة أمور، منها جعل السياحة مشروعًا قوميًا لجميع المواطنين، وزيادة الطاقة الاستيعابية للفنادق لأكثر من الضعف، وتوفير وسائل النقل لهم، والاهتمام بجودة الخدمات المقدمة للسائحين، ووجود رؤية واضحة تزيل جميع معوقات الاستثمار السياحي. وأشار إلى أن الدولة، من خلال وزارة المالية والبنك المركزي المصري، قدمت عدة مبادرات لتوفير قروض لتنفيذ خطة توسيع الطاقة الاستيعابية للفنادق، والتي تستهدف زيادة الطاقة الاستيعابية لـ 20 ألف غرفة سنويًا.
أشار فايز إلى أن قطاع السياحة عانى لسنوات من غياب رؤية واضحة وتحرك سريع لمعالجة المشكلات والعقبات. إلا أنه في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، تغير موقف الدولة تجاه قطاع السياحة مؤخرًا، وتعمل الدولة بأكملها على حل المشكلات. حتى أن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي شكّل لجنة استشارية من مستثمري السياحة لمناقشة المشكلات الحقيقية في القطاع والسعي إلى حلها.
أكد الخبير السياحي أمجد حسون، عضو غرفة المنشآت السياحية ورئيس مجلس إدارة شركة فلاش تورز، أن قطاع السياحة، بعد التحسن الملحوظ الذي شهده خلال الأشهر الأخيرة، سيقود عجلة التنمية الاقتصادية، وقد تعافى تمامًا من الأزمات المتتالية وتأثير الأحداث الجيوسياسية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، والتي أدت إلى تراجع السياحة وإغلاق العديد من المنشآت السياحية والفندقية، وهجرة العمالة الماهرة إلى مهن أخرى. وأكد أن السياحة ستظل المحرك الأهم للتنمية الاقتصادية في مصر.
وأضاف أن قطاع السياحة وضع خطة تهدف إلى تعظيم مساهمة السياحة في الاقتصاد المصري وزيادة الاستثمار المحلي والأجنبي في القطاع.
أكد حسون أن الحكومة تولي اهتمامًا بالغًا لقطاع السياحة حتى يتعافى تمامًا ويعود مجددًا ليكون المحرك الرئيسي للتنمية الاقتصادية في مصر، سواء من خلال توفير النقد الأجنبي أو من خلال خلق المزيد من فرص العمل وازدهار أكثر من 75 قطاعًا مختلفًا. وأشار إلى أن الحكومة عقدت عدة اجتماعات مع المستثمرين في القطاع خلال الأيام الماضية للوقوف على المشكلات والمعوقات التي تؤثر سلبًا على الاستثمار وتدفقات السياحة إلى مصر. وقد ركزت هذه الاجتماعات على معالجة بعض المشكلات التي تعيق نمو السياحة في الفترة المقبلة، مما يؤكد دعم الحكومة الصادق لهذا القطاع الذي عانى من تراجع السياحة لسنوات متتالية.
ودعا إلى حوافز لزيادة الطاقة الاستيعابية للفنادق والاستثمار في مشاريع سياحية جديدة. ولا يتحقق ذلك إلا بتوفير التمويل اللازم لبناء مشاريع فندقية جديدة، والقضاء على جميع المعوقات البيروقراطية التي تؤثر سلبًا على نمو الاستثمار السياحي.