الأمينة العامة للاتحاد الفرنسي للطب النفسي: الاحتباس الحراري يؤثر أيضًا على صحتنا النفسية

وأكدت سوزانا أندريه، الأمينة العامة للجمعية الفرنسية للطب النفسي، أن الاحتباس الحراري لا يؤثر على الصحة الجسدية فحسب، بل يؤثر أيضا على الصحة العقلية، مشيرة إلى زيادة حالات الطوارئ المتعلقة بالصحة العقلية خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة.
أشار تقرير لإذاعة فرنسا الدولية إلى أن مستشفيات مثل مستشفى سانت آن في باريس شهدت زيادة في عدد المرضى النفسيين في الأيام شديدة الحرارة. وهذا ما أكدته دراسة نُشرت في مجلة JAMA Psychiatry، والتي وجدت زيادة بنسبة 8% في زيارات أقسام الطوارئ عندما كانت درجات الحرارة أعلى من المعدل الطبيعي بنسبة 5%.
حذّرت أندريه من أن موجات الحرّ تؤثر أيضًا على الأصحاء، إذ تُضعف مهارات التأقلم الجسدية والنفسية، وتُفاقم الأعراض لدى المصابين بأمراض خفيفة. وأضافت أن مرضى الاضطراب ثنائي القطب، على وجه الخصوص، يبدو أنهم أكثر عرضة للتدهور العقلي في الطقس الحار، وفقًا لدراسة نُشرت في المجلة الدولية لأبحاث البيئة والصحة العامة.
وأشارت إلى أن تناول بعض الأدوية النفسية خلال موجات الحر قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض بسبب الجفاف، ما يؤدي بدوره إلى زيادة تركيز الأدوية في الدم ويزيد من آثارها الجانبية.
تناولت أندريه أيضًا ظاهرة “القلق البيئي”، وهو مصطلح يُستخدم لوصف القلق المفرط بشأن أزمة المناخ. وأكدت أنه على الرغم من أن هذا القلق لا يُصنف رسميًا كاضطراب نفسي، إلا أن الأطباء النفسيين يلاحظون زيادة في انتشاره، لا سيما بين الشباب. ووفقًا لدراسة أوروبية أُجريت عام ٢٠٢٣، أفاد ٤٥٪ من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين ١٦ و٢٥ عامًا بأنه أثر على حياتهم اليومية.
ووجدت أن القدرة على التعامل مع التوتر والقلق الناجم عن تغير المناخ تختلف باختلاف الظروف المعيشية والاقتصادية، حيث كان أولئك الذين لديهم إمكانية الوصول إلى بيئة مريحة وخدمات علاج الصحة العقلية أكثر قدرة على الصمود من الفئات الضعيفة.
وحذر أندريه أيضًا من التأثيرات النفسية المباشرة للكوارث المناخية، مثل الحرائق التي اجتاحت مرسيليا في صيف عام 2025. وأكد أن هذه الكوارث تسببت في صدمات نفسية شديدة لسكان المنطقة، وقد تؤدي إلى اضطرابات نفسية طويلة الأمد، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة.