خبراء: اعتراف أوروبا بدولة فلسطين منعطف في سياساتها تجاه إسرائيل
ويرى خبراء العلاقات الدولية أن الإعلانات المتتالية من جانب الدول الأوروبية والغربية، وخاصة فرنسا وبريطانيا وكندا، بالاعتراف بدولة فلسطين، تعكس انتهاء الدعم غير المشروط لإسرائيل، وتغيراً جذرياً في سياسات هذه الدول تجاه المنطقة.
وبحسب خبراء تحدثوا لوكالة الأناضول، فإن اعتراف إسبانيا والنرويج وإيرلندا بدولة فلسطين على حدود عام 1967 في عام 2024، وما تبعه من قرار مماثل من فرنسا، وإعلان بريطانيا أنها ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل إذا لم تستجب إسرائيل لشروط معينة أو توافق على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، كلها مؤشرات على تغير في السياسة الأوروبية تجاه إسرائيل.
– الأهمية الرمزية والسياسية
وقال البروفيسور جون كويجلي، خبير القانون الدولي المتقاعد من جامعة أوهايو، إن إعلان فرنسا عن نيتها الاعتراف بفلسطين كان له أهمية رمزية وسياسية وقانونية كبيرة.
وأكد كويجلي أن هناك علاقة بين قرار فرنسا الاعتراف بفلسطين والإبادة الجماعية في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أشار صراحة إلى هذه العلاقة.
أكدت الخبيرة في القانون الدولي الدكتورة لينا الملك أن اعتراف الدول بفلسطين سيكون له آثار قانونية.
وأضافت أنه “يتعين على الدول أن تتحمل مسؤوليتها بعدم دعم الاحتلال المستمر وانتهاكات القانون الدولي بأي شكل من الأشكال”.
وأضافت أن هذه المسؤولية موجودة بالفعل، ولكن يجب على هذه الدول أن تتحمل هذه المسؤولية بشكل أكثر وضوحا من خلال الاعتراف بفلسطين كدولة.
القرار البريطاني “إشكالي”
وأكدت لارا بيرد ليكي، الباحثة في الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان البريطاني، أن نهج لندن المتمثل في جعل الاعتراف بفلسطين مشروطا أمر إشكالي. قالت: “من المهم توضيح ما تقوله الحكومة البريطانية بدقة. أعلنت بريطانيا أنها ستعترف بفلسطين في سبتمبر، لكنها ربطت ذلك بشروط تتعلق بأفعال إسرائيل”.
وأكدت أن “هذا يعطي إسرائيل دورا مهما في تحديد ما ستفعله الحكومة البريطانية”.
أصدرت 15 دولة غربية، منها فرنسا، يوم الأربعاء دعوةً مشتركةً للاعتراف بدولة فلسطين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. ونشرت وزارة الخارجية الفرنسية الدعوة على موقعها الإلكتروني.
جاء ذلك عقب “مؤتمر حل الدولتين” الذي عُقد في نيويورك يوم الاثنين برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية وفرنسا. وشارك ممثلون رفيعو المستوى في المؤتمر الذي استمر يومين، وحضرته فلسطين دون الولايات المتحدة. وناقش المؤتمر سبل تطبيق حل الدولتين ودعم عملية الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 24 يوليو/تموز الماضي، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل بنيويورك.
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الثلاثاء، في مؤتمر صحفي، إن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر/أيلول المقبل إذا لم تتخذ إسرائيل “خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع” في قطاع غزة.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي، إبادة جماعية في قطاع غزة. قُتل وجُرح أكثر من 207 آلاف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وفُقد أكثر من 9 آلاف آخرين. كما شُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين.
أعلنت مالطا، الأربعاء، أنها ستعترف رسميا بدولة فلسطين في سبتمبر/أيلول المقبل. في 28 مايو/أيار 2024، أعلنت إسبانيا والنرويج وأيرلندا اعترافها بدولة فلسطين، تلتها سلوفينيا في 5 يونيو/حزيران من العام نفسه. وبذلك، يصل إجمالي عدد الدول الممثلة في الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى 148 من أصل 193.