أطباء بلا حدود: التجويع الإسرائيلي يفاقم سوء التغذية بين أطفال غزة

منذ 2 أيام
أطباء بلا حدود: التجويع الإسرائيلي يفاقم سوء التغذية بين أطفال غزة

** وقالت المتحدثة الرسمية باسم المنظمة، إيناس أبو خلف، لوكالة الأناضول: وبحسب مشاهدات فرق المنظمة على الأرض، فإن الوضع في غزة كارثي بكل المقاييس. لقد عملت فرقنا في غزة لمدة 25 عامًا، ولم نشهد أبدًا كارثة إنسانية بهذا الحجم، حتى خلال الحروب السابقة.

 

بينما تواصل إسرائيل حرب الإبادة والتجويع ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، تحذر منظمة أطباء بلا حدود من تفاقم أزمة سوء التغذية بين الأطفال في القطاع المحاصر.

وأكدت المنظمة أن عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في قطاع غزة تضاعف ثلاث مرات خلال الأسابيع الأخيرة.

وأشارت إلى أن فرق أطباء بلا حدود في قطاع غزة تستقبل 25 حالة من سوء التغذية الحاد يومياً بسبب استمرار الحصار والاعتداءات الإسرائيلية.

وقالت إيناس أبو خلف، مسؤولة الاتصال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة أطباء بلا حدود، لوكالة الأناضول للأنباء، نقلاً عن مشاهدات فرق المنظمة العاملة على الأرض، إن “الوضع في قطاع غزة كارثي بكل المقاييس ويتدهور يوماً بعد يوم”.

وصفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، اليوم الثلاثاء، الوضع في قطاع غزة بأنه “أسوأ سيناريو للمجاعة”، وأكدت أن الطريقة الوحيدة لمنع هذه الكارثة هي إغراق قطاع غزة بمساعدات إنسانية ضخمة.

وأضاف أبو خلف: “لم نشهد كارثة إنسانية بهذا الحجم من قبل. فرقنا تعمل في غزة بشكل متواصل منذ 25 عامًا، ولم نشهد شيئًا كهذا من قبل، حتى في الحروب السابقة”.

وتابعت: “لا كهرباء ولا طعام ولا مساعدات إنسانية. هناك جوع ممنهج، وأوامر طرد جماعي، وتوغلات متواصلة. وتواصل إسرائيل إجبار المدنيين في غزة على القتال يوميًا، بمن فيهم موظفو منظمة الصحة العالمية والمرضى، وحتى الأطفال الصغار”.

وأشارت إلى أن أحد موظفي المنظمة وابنه أصيبا بجروح خطيرة في قصف إسرائيلي على كنيسة، وأكدت أنه “لا يوجد مكان آمن أو مقدس في غزة”.

وفي 17 يوليو/تموز، قصفت إسرائيل كنيسة العائلة المقدسة شرقي مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة آخرين، بمن فيهم كاهن الرعية الأب غابرييل رومانيللي، بحسب بيان صادر عن بطريركية اللاتين في القدس آنذاك.

وأكد أبو خلف: “إن هذه الإبادة الجماعية تستهدف جميع جوانب الحياة الفلسطينية في قطاع غزة. السكان المدنيون الآن محاصرون في مساحة تتقلص باستمرار. 13% فقط من مساحة قطاع غزة (365 كيلومترًا مربعًا) متاحة لمليوني نسمة. يجب أن ينتهي هذا الوضع فورًا”.

** 25 حالة سوء تغذية يوميًا

وأوضح أبو خلف أن إسرائيل تستخدم الغذاء كسلاح في هذه الحرب، حيث سجلت فرق المنظمة ارتفاعاً غير مسبوق في حالات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل في عياداتها ومرافقها الطبية في غزة.

وأضافت أن “عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في قطاع غزة تضاعف ثلاث مرات خلال الأسابيع الأخيرة”.

وأوضحت: “نتحدث عن ربع الحالات بين الأطفال والنساء الحوامل، ونتلقى حوالي 25 حالة جديدة من سوء التغذية يوميًا. وتستمر هذه الأرقام في الارتفاع مع استمرار الحصار على قطاع غزة”.

وفيما لم يقدم ممثل المنظمة رقما محددا، قال محمد أبو سلمية مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة لمراسل وكالة الأناضول، الخميس، إن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في قطاع غزة وصل إلى نحو 20 ألف طفل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر يوم الاثنين إن واحدا من كل ثلاثة فلسطينيين في قطاع غزة لم يأكل منذ أيام ودعا إلى تسليم المساعدات الإنسانية بسرعة.

وأشار أبو خلف إلى أن القصف الإسرائيلي أجبر منظمة أطباء بلا حدود على إخلاء بعض المراكز الصحية، مؤكدا أن انعدام الأمن في غزة يقوض القدرة على تقديم الخدمات الطبية.

وأكدت أنه لا يوجد أي “مساحة إنسانية” تقريبا في قطاع غزة وأن الدعوات لإنهاء الحصار الإسرائيلي ووقف إطلاق النار لم تجد أي صدى.

وأضافت: “يواصل المجتمع الدولي وقادة العالم تجاهل ما يحدث في غزة. نحن نمر بمنعطف تاريخي في المساعدات الإنسانية. المساعدات التي تصل إلى قطاع غزة المحاصر ليست كافية على الإطلاق، بل هي مجرد قطرة في بحر”.

** الناس يخاطرون بحياتهم من أجل الغذاء.

وحذرت أبو خلف من نقص حاد في حليب الأطفال والمستلزمات الأساسية مثل الحاضنات وأجهزة الموجات فوق الصوتية، خاصة في مستشفيات شمال قطاع غزة، وأكدت أن أقسام الأطفال حديثي الولادة تواجه صعوبات (لم توضح تفاصيلها).

وانتقدت ما يُسمى “مؤسسة غزة الإنسانية”، التي تديرها إسرائيل والولايات المتحدة، ووصفتها بأنها “غطاء لعمليات القتل اليومية المستمرة”. وأكدت أن “الناس يخاطرون بحياتهم للحصول على الطعام بينما تُكافح المستشفيات للبقاء على قيد الحياة”.

ودعت إلى وقف إطلاق النار الدائم وغير المشروط ورفع الحصار والالتزام الكامل بالقانون الإنساني الدولي باعتباره السبيل الوحيد لتغيير الواقع في غزة.

وخارج إشراف الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية، بدأت تل أبيب في تنفيذ خطة توزيع المساعدات في 27 مايو/أيار الماضي من خلال ما يسمى “مؤسسة الإغاثة الإنسانية في غزة”، وهي منظمة تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة ولكن تعارضها الأمم المتحدة.

وبحسب مكتب الإعلام الحكومي في غزة، فإن الجيش الإسرائيلي يطلق النار يومياً على الفلسطينيين المصطفين قرب مراكز توزيع المساعدات، ما يتركهم بين الجوع والإعدام.

غزة تموت من الجوع

يواجه قطاع غزة المحاصر وضعًا إنسانيًا كارثيًا منذ أشهر. هناك جوع واسع النطاق ونقص في المياه والأدوية والمستلزمات الطبية ومستلزمات النظافة.

وبحسب آخر إحصائيات وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد القتلى جراء الجوع وسوء التغذية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 154 فلسطينياً، بينهم 89 طفلاً.

منذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتكبت إسرائيل بالتزامن جريمة مجاعة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. ففي 2 مارس/آذار، شددت إجراءاتها، فأغلقت جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة والإمدادات الطبية. ونتيجةً لذلك، اتسع نطاق المجاعة ووصلت إلى أبعاد “كارثية”.

خلّفت الإبادة الجماعية المدعومة من الولايات المتحدة أكثر من 207 آلاف قتيل وجريح في فلسطين، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود. إضافةً إلى ذلك، شُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين.


شارك