محللون اقتصاديون: توقعات متباينة لمعدل التضخم في يوليو وسط تأثيرات أسعار السجائر والسياسة النقدية
تختلف آراء العديد من المحللين الاقتصاديين حول معدل التضخم في مصر لشهر يوليو، والمقرر صدوره الأسبوع المقبل. ويعود ذلك إلى عوامل متضاربة، لا سيما ارتفاع أسعار السجائر وتأثير السياسة النقدية المتساهلة مؤخرًا.
وبحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، انخفض معدل التضخم السنوي بشكل غير متوقع إلى 14.9% في يونيو/حزيران، مقارنة بـ16.8% في مايو/أيار.
من المتوقع ارتفاع التضخم بسبب السجائر
يتوقع محمد أبو باشا، كبير الاقتصاديين في المجموعة المالية هيرميس القابضة، ارتفاع معدل التضخم السنوي إلى نحو 16.5% في يوليو. ويعزو ذلك إلى الزيادة الأخيرة في أسعار السجائر المحلية بنحو 12%، والتي أقرتها الشركة الشرقية للدخان.
وأوضح أن هذه الزيادة قد تنعكس جزئيا على بيانات يوليو بسبب التغييرات الضريبية التي أقرتها الهيئة الضريبية، وأن تأثيرها قد يمتد إلى أغسطس في حال تأخر التسجيل الكامل.
وأشار أيضاً إلى تأثير ما يسمى بـ”سنة الأساس”، والتي تظهر زيادة أكبر على أساس سنوي بسبب انخفاض مستوى الأسعار في نفس الفترة من العام السابق.
رؤية لاستقرار أسعار الفائدة النسبية
وتوقع مصطفى شفيع، رئيس قسم الأبحاث في عربية أونلاين، أن يظل التضخم مستقراً نسبياً في يوليو/تموز المقبل، ما بين 14 و15 في المائة، حيث تباطأت وتيرة ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ مقارنة بالعام السابق.
أكد الشافعي على أهمية مراقبة ليس فقط السعر النهائي، بل أيضًا معدل تغير الأسعار (ديناميكيات التضخم). وأوضح أن تباطؤ معدل ارتفاع الأسعار يدل على تحسن نسبي في السيطرة على التضخم.
وبدعم من السياسة النقدية، من المرجح أن ينخفض التضخم.
في المقابل، توقعت الدكتورة هدى الملاح، المدير العام للمركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى، أن يستمر معدل التضخم في الانخفاض ليصل إلى نحو 12% في يوليو/تموز المقبل.
وأرجعت الشركة ذلك إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك خفض البنك المركزي لأسعار الفائدة بمقدار 3.25 نقطة مئوية على مرحلتين في أبريل/نيسان ومايو/أيار، فضلاً عن سياسات الحكومة لدعم إمدادات السلع، وتحفيز الصناعة المحلية، وخفض أسعار الطاقة، وتشديد ضوابط السوق.
حدد البنك المركزي المصري هدفا لخفض معدل التضخم إلى 7%، زائد أو ناقص 2%، بحلول نهاية الربع الرابع من العام المقبل.