بلدات فلسطينية وسط الضفة في مرمى نار المستوطنين

منذ 2 أيام
بلدات فلسطينية وسط الضفة في مرمى نار المستوطنين

– تعرضت بلدات سلواد وريمون وأبو فلاح شرق رام الله، اليوم الخميس، لاعتداءات متزامنة من قبل المستوطنين، حيث أحرقوا 16 مركبة. الفلسطيني رأفت حامد: وفر جيش الاحتلال الإسرائيلي مأوى للمستوطنين أثناء اقتحامه الحي، وأطلق الغاز المسيل للدموع تجاه السكان. الفلسطينية نور حامد: كانت ليلة صعبة بين إطفاء الحرائق وملاحقة المستوطنين وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع من قبل جيش الاحتلال. الفلسطيني لطفي حامد: المواطنون هرعوا لإطفاء الحرائق المشتعلة في السيارات التي أدت إلى وفاة الشاب خميس عياد اختناقاً.

ووقع هجوم متزامن نفذه مستوطنون متطرفون، وصفه شهود عيان بالعنيف، في بلدات شرق رام الله وسط الضفة الغربية، فجر الخميس.

وطال الهجوم أيضًا بلدات سلواد ورامون وأبو فلاح. وأفادت مصادر محلية أن نحو 16 مركبة أُحرقت، وأُصيب فلسطيني واحد.

ويأتي الهجوم الأخير ضمن سلسلة هجمات تنفذها مجموعات المستوطنين في الضفة الغربية، والتي تزايدت بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة في الضواحي الشرقية لمدينة رام الله.

وقال شهود عيان لوكالة الأناضول، إن مجموعات المستوطنين القاطنة في المستوطنات وبؤرة استيطانية شرق رام الله، تنفذ سلسلة هجمات منظمة.

وتعرضت بلدات الطيبة وكفر مالك والمغير وأبو فلاح وبرقة وبيتين والمزرعة الشرقية وسلواد وترمسعيا وسنجل، لهجمات مماثلة مؤخراً.

وفي بلدة سلواد، توفي المواطن الفلسطيني خميس عياد (46 عاما)، جراء استنشاقه الدخان أثناء مساعدته في إخماد حريق في مركبة أشعلها المستوطنون، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).

وكانت مصادر محلية قالت لوكالة الأناضول في وقت سابق إن “عياد استشهد جراء استنشاقه الغاز المسيل للدموع بعد اقتحام جيش الاحتلال للمنزل عقب هجوم للمستوطنين”.

** حرق المركبات

وفي منزل الفلسطيني رأفت حامد في بلدة سلواد، احترقت أربع مركبات، ثلاث منها بشكل كامل وشاحنة بشكل جزئي.

وقال حامد لوكالة الأناضول: “في الساعة الثانية من فجر اليوم، هاجمت مجموعة من المستوطنين الحي وأضرمت النار في أربع مركبات كانت متوقفة أمام المنزل”.

وأشار إلى أن عملية الاحتراق “تتم بمواد سريعة الاشتعال ويصعب السيطرة على الحريق”.

وأضاف حامد الذي خسر أربع سيارات: “الحمد لله كانت الأضرار التي لحقت بالسيارات وواجهة المنزل كبيرة، لكن الحمد لله نجاة العائلة”.

لمنزل حامد مخرج خلفي. قال: “لولا المخرج الخلفي، لاختنقت عائلتي من الدخان الذي دخل المنزل”.

وقال حامد إن “13 شخصاً يسكنون منزله المكون من ثلاثة طوابق”.

واتهم حامد جيش الاحتلال بـ”توفير المأوى للمستوطنين”، قائلاً: “قبل الهجوم حلقت طائرات استطلاع في سماء البلدة، وبعد فرار المستوطنين اقتحم جيش الاحتلال الحي وأطلق الغاز المسيل للدموع على السكان أثناء إخمادهم النيران”.

وأضاف أن “الهجوم منظم وينفذ تحت غطاء الجيش”.

** ليلة صعبة

قال الفلسطيني نور حامد، وهو يتفقد بقايا الحريق في سيارته، لوكالة الأناضول: “عندما استيقظنا، رأينا النيران تلتهم سيارتنا. كان الدخان يتسلل إلى غرف النوم”.

وأضاف “كانت ليلة صعبة اضطررنا فيها لإطفاء الحرائق وملاحقة المستوطنين وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقها جيش الاحتلال”.

وأضاف حامد: “قوات الاحتلال لم تكتف بإحراق مركبات المواطنين، بل اقتحمت المدينة ليس لحمايتنا، بل لحماية المستوطنين، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع”.

وأوضح أن “الأهالي يلاحقون المستوطنين الذين فروا من البلدة بالمركبات بعد جريمتهم”.

ووصف حامد الحدث بأنه “منظم”.

** وفاة فلسطيني

وفي الأطراف الغربية لبلدة سلواد، توفي الفلسطيني خميس عياد اختناقاً، وفق ما أفاد شاهد عيان لطفي حامد لوكالة الأناضول.

وقال حامد لوكالة الأناضول: “بعد اقتحام المستوطنين البلدة وإشعالهم النيران في عدد من المركبات، سارع الجميع لمواجهتهم ومحاولة إخماد النيران”.

وأضاف: “إياد كان من بين الشباب الذين ساعدوا في إخماد الحريق، إلا أنه أصيب باختناق بالدخان، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية”.

وتابع حامد: “حاولنا إنقاذ عياد، لكنه بدا متعبًا جدًا. نُقل إلى المستشفى بسيارة إسعاف لتلقي العلاج، لكن أُعلن عن وفاته”.

وتكرر المشهد نفسه صباح الخميس في بلدتي ريمون وأبو فلاح.

وقال الفلسطيني أبو سامي بعد أن تفقد مركبته المحترقة التي تحولت إلى كومة من المعدن المحترق: “نشهد حالة من عدم الاستقرار بسبب تصاعد هجمات المستوطنين”.

وأضاف لوكالة أنباء الأناضول: “الخطر يحيط بكل منزل. أطفالنا ليسوا بأمان. اليوم يُحرقون السيارات، وغدًا لا نعلم ما سيحدث”.

ودعا الفلسطيني أبو سامي إلى “حماية الفلسطينيين وردع المستوطنين”.

وبالتوازي مع حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل بدعم أميركي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1011 فلسطينياً، وجرحوا ما يقرب من 7 آلاف، واعتقلوا أكثر من 18 ألفاً، بحسب أرقام فلسطينية رسمية.

خلّفت المجزرة الإسرائيلية في قطاع غزة ما يقارب 206 آلاف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود. إضافةً إلى ذلك، شُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين.

لقد احتلت إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان لعقود من الزمن، وترفض الانسحاب من هذه الأراضي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل عام 1967.

 


شارك