أمير غزة الصغير.. قصّة طفل قبّل يد من قدم له الطعام وقتله الجيش الإسرائيلي بدم بارد

منذ 18 ساعات
أمير غزة الصغير.. قصّة طفل قبّل يد من قدم له الطعام وقتله الجيش الإسرائيلي بدم بارد

في شهادة مؤلمة، يروي جندي أمريكي سابق خدم في مركز توزيع مساعدات في غزة قصة “أمير غزة”، الطفل الغزاوي الذي قبل يد الشخص الذي أحضر له الطعام، فقُتل بدم بارد على يد الجيش الإسرائيلي. في شهادته، وصف الجندي الأمريكي أنتوني أغيلار اللحظات الأخيرة في حياة الطفل الفلسطيني أمير، الذي قتل بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي في 28 مايو/أيار الماضي أثناء محاولته الحصول على بعض الطعام.

قال الجندي الأمريكي: “أمير، وهو فتى نحيف حافي القدمين، سار اثني عشر كيلومترًا تحت أشعة الشمس الحارقة، آملًا في الحصول على ما يكفي من الطعام بعد ساعات من الانتظار. لم يحصل على شيء سوى حفنة من الأرز والعدس جمعها من الأرض”.

يصف أغيلار اللحظة المؤثرة التي سبقت وفاة أمير على النحو التالي: “اقترب مني، ووضع أغراضه على الأرض، ووضع يديه النحيلتين على وجهي، وقبّل يدي، وقال “شكرًا” باللغة الإنجليزية. ثم أخذ أغراضه وعاد إلى الحشد. وبعد دقائق قليلة، وبينما كان يغادر مع المدنيين الآخرين، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي الغاز المسيل للدموع والرصاص على الحشد، فأصاب أمير وقتله على الفور”.

وقال الجندي إن ذلك اليوم لم يكن مختلفا عن الأيام الأخرى في غزة، إلا أن الموت كان يأتي أسرع.

وأوضح أنه رأى آلاف المدنيين يعانون من الجوع فقط، وعائلات تنام على الرمال، وأطفالًا يتقاتلون على أكياس الدقيق الفارغة، مضيفًا: “لكن أمير كان مختلفًا. وجهه يُشبه عمره، وعيناه تُخبران الكثير”.

وزعم أغيلار، وهو ضابط متقاعد في الجيش الأميركي تقاعد من مؤسسة الإغاثة الإنسانية في غزة، أن الجيش الإسرائيلي ارتكب انتهاكات وجرائم حرب ضد الفلسطينيين في غزة.

وفي تصريحات لبي بي سي أكد فيها أنه شهد جرائم حرب ارتكبتها القوات الإسرائيلية، قال أغيلار إن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار على المدنيين الفلسطينيين.

وذكر أنه شاهد جيش الاحتلال يطلق قذائف مدفعية من دبابة ميركافا على حشد من المدنيين، ويدمر سيارة تقل مدنيين أثناء مغادرتها المنطقة.

وأكد أيضاً أنه شاهد جنوداً يطلقون قذائف الهاون، قائلاً: “كجندي محترف، أستطيع أن أقول إن العمليات تمت بطريقة هواة، وغير متمرسة، وغير مدربة”.

أستطيع أن أقول بصدق إنهم مذنبون، تابع. لم أشهد طوال مسيرتي المهنية استخدامًا وحشيًا وعشوائيًا وغير مبرر للقوة ضد مدنيين عُزّل يتضورون جوعًا.

وتابع: “بلا شك، لقد شهدتُ جرائم حرب. شهدتُ جرائم حرب ارتكبها الجيش الإسرائيلي. إن استخدام المدفعية وقذائف الهاون، وكذلك الهجمات على المدنيين بقذائف الدبابات، تُعدّ جرائم حرب. لقد عملت في أماكن مختلفة حول العالم، لكنني لم أشهد شيئًا كهذا في أي مكان آخر غير غزة”.


شارك