ارتباك في سوق المحمول بسبب مخاوف الأثر الرجعي للضريبة

تتراكم الشكاوى على مواقع التواصل الاجتماعي. ويُبلغ المستخدمون عن أن بعض أجهزتهم، التي فعّلوها منذ أكثر من عام أو اشتروها قبل تطبيق النظام الإلكتروني الجديد في يناير 2025، تواجه الآن مطالبات ضريبية.
اشتكى عدد من مستخدمي الهواتف المحمولة من رسائل من مصلحة الضرائب تطالبهم بدفع رسوم على هواتف اشتروها منذ سنوات. وقد أثار هذا الأمر بلبلة وجدلاً، وفقًا لموقع ايجي برس خلال زيارة لشارع عبد العزيز، أحد أشهر شوارع التسوق للأجهزة الكهربائية والإلكترونية.
وقال شريف، وهو رجل في الثلاثينيات من عمره، إنه فوجئ بضرورة دفع الضرائب على هاتف قديم كان يملكه منذ نحو عشر سنوات، مضيفا:
كنتُ قد أوقفتُ تشغيل الجهاز لفترة، ثم شغّلته مؤخرًا، فتلقيتُ رسالةً تطلب دفع ضريبة. كيف يُطلب مني دفع ضرائب على جهاز قديم، وأنا لا أملك حتى الإيصال؟
وأثارت هذه المطالبات جدلا بين المواطنين والتجار حول قانونية فرض الضريبة بأثر رجعي، وتسببت في توترات في السوق.
أكد الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات استمرار إعفاء الهواتف المحمولة المستوردة من قبل المسافرين، لكنه أعلن إيقاف 60 ألف جهاز بسبب الاشتباه في عدم استيفائها للإعفاء. وأفرج عن 47 ألف جهاز بعد الفحص، فيما لا يزال 13 ألف جهاز موقوفا لحين سداد الرسوم المقررة.
آراء تجار التجزئة والمستهلكين
وأعربت أماني حسن، وهي سيدة في الأربعينيات من عمرها، عن استيائها قائلة:
طلبوا مني دفع 1200 جنيه مصري ثمنًا لهاتفي، الذي أستخدمه منذ سنوات. وهو تقريبًا نفس سعر الجهاز الحالي. لذا لن أدفع.
وقال حسن جمال الذي اشترى هاتفا لخطيبته إنه لم يكن يعلم بوجود ضرائب على الهواتف المحمولة:
“وحتى بعد صدور القانون كان الهاتف معفى، والآن يطالبون بالدفع، ولا توجد طريقة لمعرفة حالة الهاتف قبل شرائه”.
ومع ذلك، أشار أحد التجار إلى أن العديد من الزبائن يترددون على المتاجر للاستفسار عن هذه المسألة. وأوضح أن المتاجر اضطرت لدفع الضريبة نيابةً عن الزبائن، مما أدى إلى خسائر فادحة. وأضاف:
إذا دفعنا ضريبة على جهاز واحد، فإنها تعادل ربح بيع أكثر من عشرين جهازًا. وإذا رفضنا، فسيواجه المستهلكون إجراءات قانونية. ولذلك أغلقت بعض المتاجر أبوابها مؤقتًا ريثما تُحل الأزمة.
ووصف مصطفى عرفات، وهو أحد المسوقين عبر الهاتف، الوضع بأنه “مربك”، موضحًا أن “العملاء أصبحوا خائفين من الشراء بسبب الأسئلة المستمرة التي تُطرح عليهم حول الضرائب وضمانات الهاتف”.
نصائح للمستهلك
ونصح محمد علي، وهو موظف في أحد محلات بيع الهواتف، المستهلكين بشراء الهواتف من الموزعين المعتمدين فقط، والتأكد من حالة الجهاز والتأكد من عدم وجود ضرائب مستحقة عليه قبل الشراء لتجنب أي مشاكل مستقبلية.
أكد محمد طلعت، رئيس قطاع الاتصالات والهواتف المحمولة باتحاد الغرف التجارية المصرية، أن تطبيق التعريفات بأثر رجعي تسبب في اضطراب كبير بالسوق، خاصة بسبب شكاوى تعطل الهواتف المفعلة قبل أول يناير 2025. وأكد رئيس الوزراء أن القرار لا ينطبق على الهواتف المفعلة قبل تطبيق النظام.
وأشار طلعت إلى أن الأزمة تؤثر بالدرجة الأولى على الهواتف التي تم تفعيلها منذ أكتوبر 2024، حيث تم بيع بعض هذه الهواتف بشكل قانوني، ثم توقف توزيعها فيما بعد، ما أدى إلى أزمة بين تجار التجزئة والمستهلكين.
وأضاف أن بعض تجار التجزئة باعوا هذه الأجهزة في أواخر عام 2024، ليجدوا أن عملاءهم عادوا منزعجين لأن هواتفهم لم تعمل، على الرغم من أنهم اشتروها وقاموا بتفعيلها قبل يناير/كانون الثاني.
وأضاف أن هذه الإجراءات دفعت بعض المحلات التجارية إلى إغلاق أبوابها تجنبًا للنزاعات، لا سيما مع تزايد الشكاوى المقدمة لجهاز حماية المستهلك. وأعرب عن استياء الغرفة التجارية من عدم استجابة الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لطلبات عقد اجتماع لحل الأزمة، مما اضطر الغرفة إلى التوجه مباشرةً إلى وزير الاتصالات.
وأوضح أن الهيئة حجبت 60 ألف جهاز، أُعيد تفعيل 47 ألفًا منها. إلا أن 13 ألف جهاز لا يزال محظورًا بسبب حصولها على إعفاءات غير مقبولة. ويحتج بعض تجار التجزئة على الإجراءات غير الدقيقة.
وأكد أن الحجب المتزامن لـ 60 ألف جهاز أثر على العدد نفسه من المواطنين. فالهواتف المحمولة لم تعد ترفًا، بل ضرورة، وكان من الممكن حل المشكلة بنظام إلكتروني دون حظر شامل.
وأشار إلى اجتماع قادم مع السلطات الجمركية لبحث الحلول، خاصة للهواتف التي تم شراؤها قبل يناير 2025 أو التي تحمل ضمانًا دوليًا.
حالة الهواتف المفعلة قبل أكتوبر 2024
أكد طلعت أن جميع الهواتف المحمولة المشتراة والمفعّلة قبل أكتوبر 2024 معفاة من الضريبة الجديدة، ولا يجوز إلغاؤها. في حال إلغائها، يُنصح بالتواصل مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وتقديم شكوى، مع ذكر الرقم التسلسلي، لإعادة تفعيل الهاتف فورًا.