فلسطينيون بمنطقة مسافر يطا جنوبي الضفة: سنموت هنا ولا ندع أرضنا للمستوطنين

منذ 18 ساعات
فلسطينيون بمنطقة مسافر يطا جنوبي الضفة: سنموت هنا ولا ندع أرضنا للمستوطنين

أطلق مستوطن إسرائيلي النار على الفلسطيني عودة الهذالين، الذي شارك في إنتاج الفيلم الحائز على جائزة الأوسكار. وقال أحد أقارب الهذالين لوكالة الأناضول: “إن المستوطن أطلق الرصاص الحي بشكل مباشر على عودة”. فلسطينية من بلدة التونة: لم نعد نشعر بالأمان ولكننا لن نغادر البلاد. – رئيس مجلس قروي الطوانة: جيش الاحتلال دمر قرية خلة الضبع بالكامل قبل أشهر.

 

يواجه الفلسطينيون في منطقة مسافر يطا جنوب الضفة الغربية المحتلة تصعيداً كبيراً من قبل المستوطنين الإسرائيليين الذين يعتدون على ممتلكاتهم وسبل عيشهم، رغم تأكيدهم على تمسكهم بأرضهم ورفضهم لخطط التهجير.

أقدم مستوطن متطرف، مساء اليوم الاثنين، على قتل المواطن الفلسطيني عودة الهذالين (31 عاماً)، في قرية أم الخير بمسافر يطا.

وأظهر مقطع فيديو نشره المخرج والصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام المستوطن وهو يطلق النار على الشاب الفلسطيني الذي لم يشكل أي تهديد.

وبحسب إبراهيم، فإن الهذالين كان أحد المساهمين في إنتاج فيلم “لا أرض أخرى” الحائز على جائزة الأوسكار.

وأشار إلى أن شهود العيان تمكنوا من التعرف على مطلق النار باعتباره ينون ليفي، وهو مستوطن سبق أن فرض عليه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات بسبب عنفه ضد الفلسطينيين.

يسلط فيلم “لا أرض أخرى” الضوء على عمليات التهجير القسري التي تقوم بها إسرائيل للفلسطينيين في منطقة مسافر يطا وما نتج عنها من تدمير منازلهم.

وفي مارس/آذار الماضي، انتقد وزير الثقافة الإسرائيلي ميكي زوهار ترشيح الفيلم لجائزة الأوسكار، ووصفه بأنه “لحظة حزينة لعالم السينما”.

** الجيش يدعم الهجمات.

وفي هذا السياق، قال علاء الهذالين، أحد أقارب الشهيد الفلسطيني، لوكالة الأناضول، إن مستوطناً اقتحم أرضهم، وحطم أشجار زيتون، وأطلق الرصاص الحي من مسدس خاص، ما أدى إلى إصابة عودة الهذالين بشكل مباشر، واستشهاده.

وأضاف: “المستوطن متطرف ومجرم وسبق أن ارتكب جرائم بحق الفلسطينيين”.

وأشار إلى أن “هذا الهجوم ليس الأول، وأنه تم بدعم من الجيش الإسرائيلي والحكومة، اللذين يحاولان توفير الغطاء والسلاح للمستوطنين”.

وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (جهة حكومية)، نفذ المستوطنون الإسرائيليون 2153 اعتداءً خلال النصف الأول من العام الجاري.

وإلى جوار أم الخير تقع بلدة التونة التي تعاني هي الأخرى من تزايد كبير في اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين.

وفي هذا السياق تقول الفلسطينية جميلة الرباعي (59 عاماً) إنها تعاني يومياً بسبب اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين.

وأضافت في حديث لوكالة الأناضول أن المستوطنين، تحت حماية الجيش والشرطة الإسرائيليين، بدأوا بمهاجمة المنازل وتدمير الممتلكات وسرقة الأغنام.

وتشير إلى أن المستوطنين يسيطرون على الأراضي والمراعي ويمنعون الرعاة الفلسطينيين من الوصول إلى المراعي بحجة أن الأرض ملك لهم.

**لن نغادر البلاد

تُعبّر الرباعي عن تعلقها بالأرض قائلةً: “هذه الأرض لنا، وليس لهم حقٌّ فيها. بل استوطنوا فيها وبدأوا يُضطهدون السكان، على سبيل المثال، باعتقال الرعاة وسرقة الأغنام”.

واتهم الرباعي جيش الاحتلال بالتعاون مع المستوطنين، مؤكدا أنهم سرقوا قسما كبيرا من مواشيهم داخل المنطقة المسيّجة تحت حماية جيش الاحتلال.

قالت: «يدّعي المستوطن زورًا أن القطيع والأغنام ملكٌ له. لم نعد آمنين، لا على أموالنا ولا على أنفسنا».

رغم معاناة المرأة التي وُلدت ونشأت في توانا، إلا أنها ترفض التهجير. تقول: “كل هذه الممارسات تهدف إلى طردنا من أرضنا، لكن ليس لدينا أرض أخرى. لن نغادر. فليفعلوا ما يشاؤون، لن نغادر. سنموت هنا، لكننا لن نغادر هذه الأرض”.

وقال خالد الرباعي (68 عاما)، وهو فلسطيني من المدينة ذاتها، لوكالة الأناضول: “نعيش في صراع مع المستوطنين على مدار 24 ساعة يوميا”.

وأشار إلى أنه يملك قطيعاً من الأغنام، وحصل على أمر من محكمة إسرائيلية يسمح له برعي قطيعه في أراضي المدينة، إلا أن المستوطنين منعوه من ذلك تحت تهديد السلاح.

وأشار إلى أن جنود الاحتلال يدعمون المستوطنين، ولخص هذا الدعم بقوله: “الجندي هو مستوطن”.

وأضاف الربيعي أنه خسر الكثير من قطيعه وأرضه، لكنه أضاف: “لن نترك هذه الأرض”.

وأشار إلى أن “المستوطن يتجول في المراعي بسلاحه، ويمكنه قتل أي فلسطيني في أي وقت دون عقاب”.

**استكمال خطة النزوح

أما الموقف الرسمي فقد وصف محمد الرباعي رئيس مجلس قروي الطوانة وتجمعات مسافر يطا ما يجري على الأرض بأنه “استمرار للمخطط الاستيطاني الإسرائيلي لتهجير جميع تجمعات مسافر يطا”.

وأضاف لوكالة الأناضول: “حاولت قوات الاحتلال تهجير السكان من أراضيهم عبر هدم المنازل، لكنها فشلت. واليوم، تدفع بالمستوطنين المتطرفين للضغط على السكان وتنفيذ عمليات قتل واعتداءات خارج نطاق القانون لتحقيق ما فشلت في تحقيقه”.

وبحسب رئيس مجلس قروي طوانا، أقام المستوطنون تسعة بؤر استيطانية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتسيطر هذه البؤر الاستيطانية على آلاف الدونمات من الأراضي والتلال والمناطق السكنية الفلسطينية.

ورأى الربيعي أن “الهدف هو تهجير الفلسطينيين، وأن يبقى السكان في أراضيهم رغم تصعيد هذه الاعتداءات وتنفيذ سياسة الهدم الإسرائيلية”.

وأشار إلى تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي لقرية خلة الضبع بالكامل قبل أشهر، قائلاً: “رغم المجزرة، بقي الأهالي على أرضهم، يعيشون في الكهوف ويعيدون بناء الخيام. بصمود الأهالي، نُحبط هذه المخططات الاستيطانية”.

وفي الخامس من مايو/أيار، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية هدم واسعة النطاق في خلة الضبع، حيث دمرت 25 منزلاً ومنشأة زراعية وآبار مياه، بحجة القيام بأعمال بناء غير مرخصة في المنطقة (ج) الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.

وقد قسمت اتفاقيات أوسلو الثانية (1995) الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق: “أ” تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة، و”ب” تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية والسيطرة المدنية والإدارية الفلسطينية، و”ج” تحت السيطرة المدنية والإدارية والأمنية الإسرائيلية.

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كثّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون هجماتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. ووفقًا لمصادر فلسطينية، قُتل ما لا يقل عن 1009 فلسطينيين وجُرح نحو 7000 آخرين.

ويتزامن هذا مع الحرب الإبادة الجماعية التي تقودها إسرائيل في قطاع غزة والتي خلفت أكثر من 205 آلاف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بين قتيل وجريح، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات الآلاف مشردين، ومجاعة أودت بحياة العديد من الأشخاص.


شارك