حائز جائزة أوسكار.. الهذالين أحدث ضحايا عنف المستوطنين بالضفة

ويعد عودة الهذالين أحد المساهمين في إنتاج فيلم “لا أرض أخرى” الحائز على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي لعام 2025. المخرج والصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام: المستوطن الذي أطلق النار على الرجلين كان قد فرضت عليه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات بسبب عنفه ضد الفلسطينيين. وقال علاء الهذالين، أحد سكان أم الخير، لوكالة الأناضول: “الاعتداء على عودة الهذالين لم يكن الأول، وتم بدعم من الجيش والحكومة الإسرائيلية”. – منظمة بتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان: مقتل الهذالين على يد مستوطن يدل على أن طبيعة “عنف النظام” هي التوسع المستمر.
وفي قرية أم الخير بمسافر يطا جنوب الضفة الغربية، استشهد المواطن الفلسطيني عودة محمد خليل الهذالين (31 عاماً) برصاص مستوطن إسرائيلي متطرف، مساء الاثنين.
وأظهر مقطع فيديو نشره المخرج والصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام على منصة X، المستوطن وهو يطلق النار على الشاب الفلسطيني دون أن يسبب أي خطر.
وبحسب إبراهيم، فإن الهذالين هو أحد المساهمين في إنتاج فيلم “لا أرض أخرى”، وهو فيلم فلسطيني نرويجي مشترك فاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل عام 2025.
وأشار إلى أن شهود العيان “تمكنوا من التعرف على مطلق النار على أنه ينون ليفي، وهو مستوطن سبق أن فرض عليه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات بسبب عنفه ضد الفلسطينيين”.
“لا أرض أخرى” من إخراج الفلسطينيين باسل عدرا وحمدان بلال والإسرائيليين يوفال أبراهام وراشيل تسور، المعروفين بنشاطهم المؤيد للفلسطينيين.
يتناول الفيلم عمليات التهجير القسري التي تقوم بها إسرائيل للفلسطينيين في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل، وما نتج عنها من هدم المنازل بين عامي 2019 و2023.
وفي مارس/آذار الماضي، انتقد وزير الثقافة الإسرائيلي ميكي زوهار فوز الفيلم بجائزة الأوسكار، ووصفه بأنه “لحظة حزينة لعالم السينما”.
الأذى الجسدي المتعمد
وقال المواطن علاء الهذالين من أم الخير، إن مستوطناً اقتحم أرضه بجرافة، وحطم أشجار زيتون، وأطلق الرصاص الحي من مسدس خاص، ما أدى إلى استشهاد عودة.
وأضاف الهذالين لوكالة الأناضول أن “المستوطن متطرف ومجرم وله تاريخ من الجرائم ضد الفلسطينيين”.
وأشار إلى أن هذا الاعتداء “يأتي بدعم من جيش الاحتلال والحكومة، اللذين يعملان على توفير الحماية القانونية والسلاح للمستوطنين”.
من جهتها، قالت منظمة “بتسيلم” الإسرائيلية لحقوق الإنسان، إن مقتل الهذالين على يد مستوطن في جنوب الضفة الغربية المحتلة، يدلل على طبيعة العنف الممارس ضد الفلسطينيين دون اتخاذ إجراءات حاسمة وفعالة لإنهائه.
وأضافت أن “المواطنة عودة الهذالين من قرية أم الخير قتلت أمس بإطلاق النار عليها”.
وأضافت المنظمة: “كان عودة صديقًا وشريكًا في النضال من أجل حقوق الإنسان لجميع شعوب المنطقة بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن”.
وتابعت: “كان عودة معلمًا وصانع سلام وناضل طوال حياته من أجل حقه الأساسي في العيش مع عائلته على أرضه في مسقط رأسه”.
وقالت منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية إن عودة “قُتل وترك خلفه ثلاثة أطفال صغار”.
ونشرت مقطع فيديو يوثق إطلاق النار على عودة ويظهر فيه “ليفي” وهو يحاول دخول القرية بجرافة. ويظهر في الفيديو أيضًا عدد من المواطنين الفلسطينيين وهم يحاولون منع المستوطن من الدخول إلى ممتلكاتهم الخاصة، فيما يقوم المستوطن برفع سلاحه في كل الاتجاهات وإطلاق النار.
وذكرت منظمة بتسيلم أن عودة أصيب بالرصاص وأعلن عن وفاته لاحقا، فيما أصيب فلسطينيان آخران برصاص مستوطن آخر استخدمه جرافة.
وحذرت المنظمة من أن “حياة الفلسطينيين في كل مكان تتعرض للتدنيس الكامل في ظل النظام الإبادي الإسرائيلي، ويظلون عاجزين عن الدفاع عن أنفسهم ضد عنف النظام ووكلائه”.
وأضافت أن “مقتل عودة الموثق يثبت مرة أخرى أن عنف النظام سيستمر في التصاعد ما لم يتم اتخاذ تدابير حاسمة وفعالة لوقفه ووقف مرتكبيه”.
وأكدت أن “عنف المستوطنين هو جزء لا يتجزأ من العنف اليومي الذي يمارسه النظام الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، ولن يتوقف ما دام الدمار والفصل والقمع يشكل أساسه”.
مقتل 29 فلسطينيا على يد المستوطنين
وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في منظمة التحرير الفلسطينية مؤيد شعبان: “منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قُتل 29 فلسطينياً في الضفة الغربية بنيران المستوطنين المتطرفين، بما في ذلك سبعة منذ بداية العام”.
وقال لوكالة أنباء الأناضول إن “أياً من الجناة لم يُقدَّم للعدالة من قِبَل السلطات القضائية الإسرائيلية، باستثناء واحد. وحينها، تدخل مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى، ولم يُفرض عليه أي عقاب”.
وأشار إلى أن “هذا العنف المتزايد من قبل المستوطنين يتم التغطية عليه ودعمه من قبل الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الداخلية إيتمار بن جفير”.
وأكد شعبان أن الحكومة الإسرائيلية “لا تعتبر اعتداءات المستوطنين إرهابا”.
وتابع: “إن الصمت الدولي على هذه الجرائم وعدم فرض عقوبات على منظومة الاستيطان والمستوطنين يشجعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم”.
وأوضح أن قاتل عودة “مستوطن متطرف فرضت عليه عقوبات من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لكن هذه العقوبات لم تردعه، ولن تردع منظومة الاستيطان ومليشياتها”.
وأوضح المسؤول الفلسطيني أن مسافر يطا تعرضت لـ400 اعتداء من قبل المستوطنين الإسرائيليين منذ بداية العام 2025.
وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، نفذ المستوطنون 2153 اعتداءً في الضفة الغربية خلال النصف الأول من العام الجاري، ما أدى إلى استشهاد سبعة مواطنين.
وبذلك يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا جراء تصعيد جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ بدء حرب الإبادة على غزة إلى 1009، بحسب أرقام رسمية فلسطينية، فيما أصيب أكثر من 7 آلاف.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل، بدعم أمريكي، حربًا إبادة جماعية على قطاع غزة. قُتل وجُرح أكثر من 205 آلاف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء. وما زال أكثر من 9 آلاف شخص في عداد المفقودين. كما شُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين.