ليبيا.. البعثة الأممية ترحب بإعادة انتخاب محمد تكالة رئيسا للمجلس الأعلى

رحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بإعادة انتخاب محمد تكالا رئيسا للمجلس الأعلى للدولة.
جاء ذلك في بيان أصدرته البعثة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء ردا على الجدل الدائر بين أعضاء مجلس الدولة حول انتخاب رئيس جديد.
في أغسطس/آب 2024، نشأ خلاف خلال جلسة انتخابية في مجلس الدولة. حصل خالد المشري على 69 صوتًا، بينما حصل محمد تكالا على 68 صوتًا. نشأ خلاف حول شرعية تصويت أحد الأعضاء، مما أدى إلى عقد جلسة ثانية يوم الأحد. انتهت هذه الجلسة بانتخاب تكالا. إلا أن المشري، الذي ترأس المجلس بين عامي 2018 و2022، اعتذر.
ومنذ ذلك التاريخ وحتى اجتماع الأحد، اعتبر كل من تكالا والمشري نفسيهما رئيسين للمجلس الأعلى، مما أدى إلى تفاقم الانقسام الداخلي.
وفي تعليق لها على اجتماع الأحد، قالت بعثة الأمم المتحدة إن “التصويت جرى في ظل ظروف طبيعية وشفافة”.
وأكدت أن “حضور ثلثي أعضاء المجلس يعكس توافقاً واسعاً بين الأعضاء لتجاوز الانقسامات التي منعت المجلس من أداء واجباته خلال العام الماضي”.
وأعربت عن أملها في “التزام جميع أعضاء المجلس بالتغلب على الجمود السياسي ودفع العملية السياسية إلى الأمام”.
ودعت البعثة أيضًا أعضاء المجلس إلى “الوفاء بالتزاماتهم الوطنية وتلبية توقعات الشعب الليبي من خلال دعم العملية السياسية التي يقودها الليبيون ويملكها الليبيون والتي تيسرها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا”.
-المشري ينتقد
وفي تعليقه على بيان البعثة، قال المشري إنه “تابع بيان البعثة الأممية باستغراب شديد، لأنه لم يكن دقيقاً بما فيه الكفاية ويتناقض مع الحقيقة والواقع”، حسب قوله.
وأضاف في بيان أن “الاجتماع لم يكن شرعيا قانونيا ولم يولد أي إجماع حقيقي حيث قاطعه أكثر من 45 عضوا وخالف بشكل واضح أحكام النظام الداخلي للمجلس”.
ورفض المشري “تدخل البعثة في نزاع قانوني قائم”، واعتبر موقفها “انتهاكا غير مبرر ينتقص من استقلال القضاء ويدعم طرفا على آخر”.
وأكد أن “شرعية المؤسسات ترتكز على القوانين والإجراءات السليمة وليس على التصريحات الخارجية”، داعياً “الجميع إلى احترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في سير العدالة”.
ويشغل تاكالا حاليا منصب رئيس المجلس الأعلى للدولة ما لم يطلب مشري من المحكمة إصدار أمر بسحب رئاسته، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
في 6 أغسطس 2023، فاز تكالا برئاسة المجلس الأعلى للدولة لأول مرة، حيث حصل على 67 صوتًا مقابل 62 لخالد المشري.
هذه هي الدورة العاشرة لانتخابات المجلس الأعلى للدولة. مدة عضوية أعضاء مكتب الرئاسة عام واحد من تاريخ انتخابهم.
تقود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (UNSMIL) جهودًا لإجراء انتخابات في ليبيا لحل النزاع بين حكومتين. إحدى هاتين الحكومتين، التي عيّنها مجلس النواب مطلع عام ٢٠٢٢، يقودها أسامة حمد، ومقرها بنغازي (شرق)، حيث تحكم شرق البلاد بأكمله ومعظم مدن الجنوب.
أما الحكومة الأخرى فهي حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا بقيادة عبد الحميد دبيبة، ومقرها طرابلس (غرب)، حيث تحكم كامل الجزء الغربي من البلاد.
ويأمل الليبيون أن تضع الانتخابات التي طال انتظارها نهاية للصراعات السياسية والمسلحة والمراحل الانتقالية المستمرة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي (1969-2011).