ماذا قال وزير الخارجية خلال المؤتمر الدولي للتسوية السلمية لقضية فلسطين في نيويورك؟

منذ 13 ساعات
ماذا قال وزير الخارجية خلال المؤتمر الدولي للتسوية السلمية لقضية فلسطين في نيويورك؟

– عبد العاطي: العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تجاوز كل حدود العقل والمنطق والضمير الإنساني.

أكد وزير الخارجية والهجرة الإسرائيلي الدكتور بدر عبد العاطي، في كلمته أمام المؤتمر رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تجاوز كل حدود العقل والمنطق والضمير الإنساني وأدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، طالت أكثر من 2.5 مليون فلسطيني بالحصار والقتل والتجويع والتشريد، وسط صمت دولي مقلق.

وشكر الوزير المملكة العربية السعودية وفرنسا على جهودهما في تنظيم المؤتمر، مشيراً إلى أن الأوضاع الكارثية في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث يعد قتل الأطفال دليلاً واضحاً على انهيار معايير العدالة والإنصاف، أكدت فشل المجتمع الدولي في وقف آلة القتل الإسرائيلية التي أصبحت أداة لقمع وتجويع الفلسطينيين.

وقال عبد العاطي: “لعل الأطفال الذين يقتلون كل يوم يمثلون نقطة تحول ومثالا واضحا على عبثية ما كان يسمى قواعد العدل والإنصاف في عالم لا يعرف إلا لغة العنف، ويستخدم ليس مقياسين بل مئة مقياس، ويصمت عن الحقيقة الميتة والميتة، سواء خوفا أو مصلحة ذاتية”.

وأضاف: “إن آلية توزيع الموت التي تستخدمها القوة المحتلة لإسكات أنين الجوعى في قطاع غزة أصبحت رمزا لعقم وعجز العمل الدولي في هذه الفترة المظلمة من تاريخ البشرية”.

أكد الوزير على أهمية الاجتماع، ليس فقط لتنسيق الجهود الدولية لمعالجة المأساة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل أيضًا لمعالجة جذور الأزمة من خلال إحياء حل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الصراع وإرساء الأمن والاستقرار الإقليمي. وأشار إلى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي، ومصادرة الأراضي، وفرض واقع ديمغرافي جديد، لن يؤدي إلا إلى مزيد من العنف والكراهية.

وفي هذا السياق دعا الوزير إلى وقف دائم لإطلاق النار تمهيداً لمرحلة ما بعد الحرب، وخاصة إعادة إعمار قطاع غزة وفقاً للخطة العربية الإسلامية للإنعاش المبكر، والتي ستدعو مصر إلى تنفيذها في المؤتمر الدولي بالقاهرة فور وقف إطلاق النار.

وأكد أيضاً أهمية دعم السلطة الفلسطينية للقيام بدورها في الضفة الغربية وقطاع غزة من أجل ترسيخ الهدوء وتمهيد الطريق لاستئناف العملية السياسية.

صرح وزير الخارجية بأن العدوان الإسرائيلي يُظهر فشل السياسات الأمنية والاستيطانية والعسكرية في توفير الأمن للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. وأكد أن استمرار تجاهل القضية الفلسطينية من شأنه أن يُقوّض الاستقرار في المنطقة. ورغم كل محاولات تهميش المنطقة، ستبقى فلسطين القضية المركزية للعرب.

جدد الوزير دعوته للاعتراف الدولي الكامل بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. ودعا الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى اتخاذ هذه الخطوة، مشيدًا بالقرار الشجاع للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في هذا الصدد.

واختتم الوزير كلمته بسلسلة من المطالب، منها: دعم جهود وقف العدوان على غزة، وتحقيق وقف شامل لإطلاق النار، وتبادل الأسرى والرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية غير المشروطة. تمكين الأمم المتحدة والأونروا من القيام بعمليات فعالة في قطاع غزة.

ودعا أيضا إلى السماح للسلطة الفلسطينية بالعودة إلى قطاع غزة لضمان وحدة الأراضي الفلسطينية.

ودعا الوزير إلى تنفيذ خطة الإعمار العربية والإسلامية ووقف الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وخاصة الاستيطان والتهويد.

ودعا أيضا إلى بدء عملية تفاوضية سياسية حقيقية تؤدي إلى السلام العادل والشامل وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة.

وأكد أن التزام إسرائيل بالانسحاب من أراضي عام ١٩٦٧ ووقف إجراءاتها الأحادية مطلبٌ لا بد من تنفيذه. وأشار إلى أن محاولات فرض أمر واقع جديد على الأرض من شأنها تقويض فرص إقامة الدولة الفلسطينية، وتقويض أسس حل الدولتين.

وفي الختام، أكد وزير الخارجية أن التعايش والتعاون الإقليمي كانا حلم مصر منذ توقيع اتفاقية السلام عام ١٩٧٩. إلا أن هذا الحلم سيظل بعيد المنال ما دامت إسرائيل تفرض منطق العنف وتتجاهل القانون الدولي. ودعا إلى وضع حد للإفلات من العقاب والالتزام بالشرعية الدولية والعدالة والإنصاف.

ودعا أيضا إلى توحيد الجهود لتجاوز هذا الواقع المؤلم والبناء على مخرجات المؤتمر لتحقيق السلام العادل والشامل لشعوب المنطقة.


شارك