وصلت لتجويع الرضع.. الاحتلال الإسرائيلي يحرم أطفال من الحليب ويقصفهم في الحضانات

تتواصل جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال في قطاع غزة. وتؤكد التقارير أن الحصار والقصف والحرمان من الغذاء والدواء أصبحت أدوات ممنهجة ضد هذه الفئة المستضعفة. وأكدت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 100 ألف طفل يعانون من سوء التغذية ونقص الحليب، ويواجهون مجاعة حقيقية. ويُعد هذا أحد أشد أشكال انتهاكات حقوق الإنسان وحشية خلال العامين والنصف الماضيين من العدوان المتواصل.
نقلاً عن بيانات من منظمات دولية كاليونيسف وأطباء بلا حدود وأوكسفام، نشرت صحيفة الشروق روايات مروعة عن معاناة الرضّع في غزة. وُلد أكثر من 40 ألفًا منهم منذ بداية عام 2025، خلال أسوأ فترات التصعيد والدمار. جميع هؤلاء الأطفال تعرّضوا لظروف صحية مهددة للحياة منذ ولادتهم.
القتل في المهد: القصف لا يرحم أحداً
الأرقام التي وثقتها وزارة الصحة صادمة. فهي تُشير إلى استشهاد 916 رضيعًا على يد الاحتلال الإسرائيلي خلال العامين والنصف الماضيين. ولم تسلم أقسام الولادة في المستشفيات من الهجمات، رغم علم قوات الاحتلال بوجود الرضّع والأمهات فيها. وتعرضت هذه الأقسام لقصف جوي متكرر، ما أدى إلى استشهاد أطفال في الحاضنات. كما قُصفت مخيمات المدنيين، ما أسفر عن استشهاد العديد من الرضّع وعائلاتهم. وتُظهر مقاطع فيديو مروّعة رضّعًا محاصرين تحت الأنقاض، وقد لقي بعضهم حتفه قبل أن تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليهم.
الشتاء بلا حماية والصيف بلا ظل: الأمراض تأكل الأجسام الشابة.
تفاقمت معاناة الأطفال الصغار نتيجة تهجير مئات الآلاف من العائلات إلى خيام متداعية تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، بأوامر مباشرة من جيش الاحتلال. يعيش الأطفال الصغار في بيئة ملوثة تعج بالجراثيم والأمراض المنتقلة بسهولة، ويعانون من نقص الرعاية الطبية والحفاضات والملابس النظيفة.
وثّقت منظمة أوكسفام العديد من الوفيات بسبب الإسهال الحاد والحمى، بينما أكدت منظمة أطباء بلا حدود زيادة ملحوظة في التهابات الجلد بين الرضع. وتزيد الولادات المبكرة ونقص التطعيمات الأساسية ضد الأمراض المعدية من خطر الإصابة.
– اضطرابات النمو ونقص أجنحة الأطفال: الأطفال الخدج يدفعون الثمن
من أبشع الجرائم استهداف الأطفال الخُدّج، الذين يحتاجون إلى رعاية مكثفة في الحاضنات. كما أجبرت القصف الأمهات الحوامل على النزوح، مما أدى إلى ولادة مبكرة تعاني من ضائقة نفسية وجسدية.
تشير منظمة أطباء بلا حدود إلى أن العديد من هذه الولادات حدثت خلال رحلات طويلة في ظروف قاسية. ومع ذلك، ووفقًا لليونيسف، انخفض عدد الحاضنات المتاحة بنسبة 70%، مما ترك حوالي 4000 طفل خديج دون علاج. في الوقت نفسه، يحتاج 6000 رضيع إلى حاضنات، منهم 54 فقط في حالة جيدة في قطاع غزة.
لم يكتفِ الاحتلال الإسرائيلي بحرمان هؤلاء الأطفال من العلاج، بل استهدف أيضًا مستشفيات، مثل مستشفى الشفاء، حيث اضطرت الطواقم الطبية لإخلاء الأطفال الخُدّج، مما أسفر عن وفاة ثمانية رضّع. وكرّر الاحتلال الجريمة نفسها في مستشفى ناصر، حيث توفي خمسة رضّع، ثم في مستشفى كمال عدوان، حيث توفي ثلاثة رضّع خُدّج، وفقًا لتقرير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.
– اختطاف الأطفال وفصلهم عن أمهاتهم: جريمة لاإنسانية
حُرم العديد من الرضع من أمهاتهم جراء الغارات الجوية، وتيتموا منذ نعومة أظفارهم. لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو التقارير التي تتحدث عن اختطاف جنود إسرائيليين رضعًا من قطاع غزة.
أفادت هيئة الإذاعة الإسرائيلية أن ضابطًا في الجيش اختطف طفلة صغيرة وأحضرها إلى إسرائيل. كما وثّق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عشرات التقارير عن اختفاء أطفال صغار في المناطق المتضررة من الهجوم البري.
في حادثة مروعة أخرى، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الشفاء، وأخرجت 20 رضيعًا خديجًا من قطاع غزة دون أمهاتهم. كانت الأمهات في حالة صدمة وخوف لا توصف. علاوة على ذلك، بعد اندلاع الحرب، منعت السلطات الإسرائيلية الأمهات الفلسطينيات من العودة إلى الضفة الغربية بعد الولادة هناك، وأخذت الرضّع وفصلتهم عن أمهاتهم، وفقًا لتحقيق شامل نُشر في صحيفة واشنطن بوست.