قتلى ومصابون في اشتباكات دموية في بغداد.. ماذا حدث؟ (فيديو- صور)

القاهرة – ايجي برس:
اقتحمت مجموعة مسلحة من الحشد الشعبي العراقي مبنى وزارة الزراعة في حي الدورة قرب الكرخ بالعاصمة العراقية بغداد. وقع الهجوم أثناء اجتماع إداري حضره المدير الجديد، الذي كان من المقرر أن يتولى منصبه رسميًا الأحد الماضي. أثار الهجوم حالة من الذعر بين الموظفين، الذين طالبوا على إثرها بنشر قوات أمنية.
عند وصول الشرطة إلى موقع الحادث، تعرضوا لإطلاق نار مباشر من المسلحين. أصيب عدد من الضباط والجنود. قُتل نقيب شرطة وسائق سيارة أجرة مدني وأحد أفراد المجموعة المسلحة في الاشتباكات. أُلقي القبض على أربعة عشر من المهاجمين.
صرحت وزارة الداخلية أن المجموعة المسلحة دخلت إلى المديرية دون تنسيق أو تصريح قانوني، تزامنًا مع تنصيب المدير الجديد، بهدف فرض أمر واقع بالقوة. وأكدت الوزارة أن المعتقلين ينتمون إلى اللواءين 45 و46 من الحشد الشعبي، وفقًا لبيان صادر عن قوة المهام المشتركة بعد التحقق من هوياتهم.
نقلت وكالة فرانس برس عن مصادر أن المسلحين مرتبطون بكتائب حزب الله، وهي فصيل بارز ضمن قوات الحشد الشعبي وقوة مؤثرة في منطقة الدورة. وأشارت الوكالة إلى أن قيادة كتائب حزب الله عارضت تعيين المدير الجديد، مما أدى إلى تصعيد التوترات التي بلغت ذروتها بمواجهة مسلحة مع قوات الأمن.
وكانت النتيجة النهائية للاشتباكات: ثلاثة قتلى (شرطي ومدني ومسلح من كتائب حزب الله)، وجرح ستة من عناصر كتائب حزب الله وثمانية من رجال الشرطة، بينهم ثلاثة ضباط.
وأمر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في وقت لاحق بتشكيل لجنة رفيعة المستوى للتحقيق في الحادثة وتوضيح ملابسات تحرك قوات الحشد الشعبي دون أوامر رسمية، ومحاولتهم السيطرة على وزارة حكومية بقوة السلاح، وهجومهم على القوات الأمنية.
في اليوم التالي، أعلنت وزارة الداخلية اعتقال المدير السابق لوزارة زراعة الكرخ، وهو متهم بالتورط المباشر في الحادث. وأكدت الوزارة إيداع المشتبه به الحبس الاحتياطي على ذمة المحاكمة، مؤكدةً أن قواتها الأمنية لن تتهاون مع أي سلوك يهدد الأمن أو ينال من هيبة الدولة.
وزارة الداخلية تلقي القبض على مدير الزراعة السابق في الكرخ بتهمة الهجوم المسلح https://t.co/xdG27gs4jq pic.twitter.com/mN5zNgvBMd
— وزارة الداخلية العراقية (@socialmoigoqiq) ٢٨ يوليو ٢٠٢٥
من جهتها، أصدرت كتائب حزب الله بياناً زعمت فيه أن الحادثة كانت نتيجة اشتباك غير مقصود نشأ عن خلاف على منصب إداري وتفاقم بعد تدخل فريق حماية المدير المقال وأقاربه.
ونفى البيان مسؤولية الكتائب عن الاشتباكات، وحذر من التصعيد الذي يخدم “النوايا الخبيثة” ويؤجج الصراع بين الأجهزة الحكومية.
واتهمت السفارة الأميركية، الاثنين، كتائب حزب الله بالوقوف وراء الاشتباكات المسلحة التي اندلعت، أول من أمس، بين عناصر من الحشد الشعبي وقوات الأمن على منصب في وزارة الزراعة ببغداد، واتهمت علانية كتائب حزب الله بالوقوف وراء الاشتباكات.
هذه ليست حرباً ولا مناورة تكتيكية، بل اشتباكات مسلحة بين القوات الأمنية وقوات الحشد الشعبي التي ترفض تعيين مدير جديد لإحدى دوائر وزارة الزراعة في منطقة السيدية جنوب بغداد.
وقد يتساءل غير العراقي: لماذا هذه الحرب التي تقوم بها قوات الحشد الشعبي لتعيين مدير لوزارة الزراعة؟!
الجواب يا عرب: لأن هذا… pic.twitter.com/NJuFdX3qCA— محمد أحمد الجميلي (@MdUbaida) ٢٧ يوليو ٢٠٢٥
وقالت السفارة في بيان: “نعرب عن تعازينا لأسر الضحايا الذين قتلوا في 27 يوليو/تموز في مبنى وزارة الزراعة في بغداد على يد كتائب حزب الله، وهي منظمة إرهابية صنفتها الولايات المتحدة ضمن قوات الحشد الشعبي”.
تُصنّف الولايات المتحدة عدة فصائل من قوات الحشد الشعبي كمنظمات إرهابية، بما في ذلك كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق. يُعقّد هذا العلاقات بين بغداد وواشنطن ويُعرّض الحكومة العراقية لضغوط دولية متزايدة.