سوريا: اعتداءات إسرائيل محاولة لإذكاء الفتنة وفرض واقع احتلالي

• دعا الممثل السوري لدى الأمم المتحدة مجلس الأمن إلى إجبار إسرائيل على الالتزام باتفاقية فك الاشتباك لعام 1974.
وقال المبعوث السوري إلى الأمم المتحدة قصي الضحاك إن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على بلاده “محاولة لإثارة الاضطرابات وفرض واقع جديد من الاحتلال”.
جاء ذلك خلال كلمته أمام مجلس الأمن مساء الاثنين حول “الوضع في الشرق الأوسط”، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.
وقال الضحاك: “إن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية تقوض الجهود المبذولة للنهوض بسوريا وتحقيق آمال وتطلعات شعبها”.
وأكد أن “قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل العمل على فرض واقع احتلالي جديد من خلال سعيها لتقويض الوحدة الوطنية السورية وإثارة الفتنة وعرقلة جهود ترسيخ الأمن والاستقرار”.
ودعا مجلس الأمن والأمم المتحدة وأمانتها العامة إلى إدانة الاعتداءات الإسرائيلية ومنع تكرارها وإجبار سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق فك الاشتباك لعام 1974 وسحب قواتها من الأراضي التي غزتها في الأشهر الأخيرة وإنهاء احتلالها لهضبة الجولان السورية وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وفيما يتعلق بالأحداث في محافظة السويداء جنوب سورية، قال الضحاك: “إن الحكومة السورية إذ تعرب عن أسفها للأحداث الدموية والمؤلمة التي شهدتها السويداء فإنها ترفض رفضاً قاطعاً محاولات القوة المحتلة استغلال هذه الأحداث للعدوان”.
بذريعة “حماية” الدروز، استغلت إسرائيل التوترات في السويداء على مدار أسبوع وصعّدت عدوانها على سوريا. وكانت الاشتباكات المسلحة بين القبائل البدوية والجماعات الدرزية قد حُمّيت سابقًا بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يوليو/تموز.
منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في أواخر عام 2024، نفذت إسرائيل غارات جوية على سوريا، مما أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين وتدمير مواقع ومركبات عسكرية سورية.
لقد احتلت إسرائيل معظم مرتفعات الجولان السورية منذ عام 1967. وبعد الإطاحة بالأسد، استغلت الوضع الجديد، واحتلت المنطقة العازلة السورية، وأعلنت انتهاء اتفاقية انسحاب القوات بين الجانبين.
وفي هذا السياق أشار الضحاك إلى أن الحكومة السورية، بالتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة، نجحت في إجلاء موظفي الأمم المتحدة والمواطنين الأجانب (من السويد) بشكل آمن، رغم الوضع الأمني غير المستقر والخطير.
وأكد عزم الحكومة السورية على ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المتضررين من خلال دعم عمليات تقييم الاحتياجات المشتركة التي يقوم بها الهلال الأحمر العربي السوري في محافظتي السويداء ودرعا المجاورتين وإعادة تأهيل المرافق العامة وخاصة الكهرباء والمياه.
وأشار المندوب السوري إلى التزام الحكومة بملاحقة ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات التي شهدتها محافظة السويداء.
دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في محافظة السويداء منذ مساء 19 يوليو/تموز. وهذا هو اتفاق وقف إطلاق النار الرابع بعد فشل ثلاثة اتفاقات سابقة. وقد جاء هذا الاتفاق نتيجة تجدد الاشتباكات ونزوح عدد من العشائر البدوية، بالإضافة إلى أعمال عنف ارتكبتها مجموعة مقربة من الشيخ الدرزي حكمت الهاجري.
وتبذل الحكومة السورية الجديدة جهودا مكثفة للحفاظ على الأمن في البلاد منذ الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بعد 24 عاما في السلطة.