إمعانا بالتجويع.. إسرائيل تقتل 6 من عناصر تأمين المساعدات شمالي غزة

مساء الاثنين، قتل الجيش الإسرائيلي ستة جنود كانوا يحرسون شاحنات محملة بمساعدات إنسانية قبل وصولها إلى معبر زيكيم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية شمال غرب قطاع غزة. ويُعدّ هذا الهجوم جزءًا من سياسة التجويع والفوضى التي تنتهجها تل أبيب منذ أكثر من واحد وعشرين شهرًا.
وقال مصدر طبي وشهود عيان لوكالة الأناضول، إن ستة عمال إغاثة فلسطينيين قتلوا في غارة جوية إسرائيلية استهدفتهم بشكل مباشر أثناء انتظارهم الشاحنات لعبور معبر زيكيم شمال قطاع غزة.
وبحسب شهود عيان، سمح الجيش الإسرائيلي لشاحنات المساعدات بدخول غزة بعد إطلاق النار على قوات الأمن. ويعتقد مراقبون أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى خلق حالة من الفوضى في قطاع غزة وتسهيل سرقة المساعدات.
وأفاد مراسل وكالة الأناضول نقلا عن مصادر محلية، أن عناصر الأمن الذين استهدفهم جيش الاحتلال هم من العشائر الفلسطينية.
في الأشهر الأخيرة، كثّف الجيش الإسرائيلي هجماته على العاملين في مجال توزيع المساعدات الإنسانية لقطاع غزة. ويعتقد مسؤولون حكوميون ومنظمات حقوق الإنسان أن هذا الإجراء يهدف إلى تسهيل سرقة الشاحنات من قبل عصابات محلية تعمل تحت حماية الجيش.
وكان الجيش الإسرائيلي سمح يوم الاثنين الماضي لعدد قليل من شاحنات المساعدات بالمرور عبر معبر نتساريم الحدودي جنوب غرب مدينة غزة.
وأفاد مراسل وكالة الأناضول أن جيش الاحتلال أطلق النار على المواطنين الذين تجمعوا بانتظار المساعدة، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم.
وقال شهود عيان لوكالة الأناضول إن الهجمات الإسرائيلية المتعمدة على الفلسطينيين ساهمت في سرقة شاحنات المساعدات.
فيما يتعلق بتصريح إسرائيل المزعوم بإدخال مساعدات إلى البلاد، صرّح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يوم الأحد: “الواقع مُخزٍ… لم تدخل سوى 73 شاحنة إلى شمال وجنوب قطاع غزة (هناك حاجة إلى 600 شاحنة يوميًا)، وقد نُهبت وسُرقت معظمها تحت أعين قوات الاحتلال وطائراتها المُسيّرة. رغبتهم الواضحة هي منع وصول الحمولة إلى مراكز التوزيع. هذا جزء من سياسة مُصممة لإحداث الفوضى والمجاعة”.
وأضاف المكتب: “إن ما يحدث هنا هو مسرحية هزلية يتآمر فيها المجتمع الدولي ضد سكان قطاع غزة الجائعين من خلال وعود كاذبة أو معلومات مضللة تنشرها دول كبرى مثل الولايات المتحدة ورئيسها (دونالد ترامب) الذين فقدوا هم أنفسهم حتى الحد الأدنى من المصداقية”.
منذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تسببت إسرائيل في مجاعة متزامنة للفلسطينيين في قطاع غزة. وفي 2 مارس/آذار، شددت إجراءاتها وأغلقت جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية. ونتيجةً لذلك، اتسع نطاق المجاعة ووصلت إلى أبعاد كارثية.
وبحسب آخر إحصائيات وزارة الصحة في غزة، فإن حصيلة القتلى جراء الجوع وسوء التغذية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى اليوم الاثنين، بلغت نحو 147 فلسطينياً، بينهم 88 طفلاً.
خلّفت الإبادة الجماعية، التي نُفِّذت بدعم أمريكي، أكثر من 205 آلاف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود. كما هجّر مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بينهم عشرات الأطفال.