كاتب إسرائيلي: الإبادة الجماعية بغزة استمرار لنكبة 1948

اعترف كاتب إسرائيلي يوم الاثنين بأن تدمير تل أبيب “المتعمد” لمعظم المنازل في قطاع غزة، وتحويل الفلسطينيين إلى لاجئين وتجويعهم “يشكل إبادة جماعية، واستمرارًا للنكبة عام 1948”.
نشر الكاتب الإسرائيلي كوبي نيف مقالاً في صحيفة هآرتس العبرية يرى فيه أن “الإبادة الجماعية في غزة عام 2025 هي استمرار لنكبة عام 1948″، عندما طُرد الشعب الفلسطيني من أرضه لإقامة الدولة اليهودية.
وزعم الكاتب أن “إسرائيل ترتكب حالياً إبادة جماعية في غزة ضد الشعب الفلسطيني الذي يعيش هناك”، مضيفاً أنها “دون ضرورة عسكرية، تقوم بتدمير معظم منازل سكان غزة، وتحويلهم إلى لاجئين وتركهم يتضورون جوعاً”.
وأضاف نيف: “إسرائيل تفعل هذا عمدًا، كما يشرح وزراء حكومتها ووسائل إعلامها مرارًا وتكرارًا، لمحو غزة وشعبها من على وجه الأرض. هذه كلها معايير للإبادة الجماعية”.
وأشار إلى أن “تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم يبدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأن الإبادة الجماعية التي نرتكبها الآن في غزة وإنكارها هي جزء من العملية التاريخية للنكبة التي بدأت عام 1948″، عندما أعلنت العصابات الصهيونية قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين التاريخية بعد ارتكاب المجازر وتهجير نحو 750 ألف فلسطيني.
في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، هاجمت حماس 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية قرب قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل وأسر إسرائيليين. وجاءت هذه العملية ردًا على “جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، وخاصة المسجد الأقصى”، وفقًا للحركة.
وأضاف الكاتب الإسرائيلي: “هدف الإبادة الجماعية في غزة هو إقامة دولة يهودية من النهر إلى البحر”.
وبحسب الرواية الصهيونية فإن شعار “من البحر إلى النهر” يرمز إلى إقامة دولة يهودية كاملة بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الفرات، في حين يستخدمه الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقلة من البحر الأبيض المتوسط إلى نهر الأردن.
تعيش غزة أسوأ أزمة إنسانية في تاريخها: مجاعة شديدة تسير جنبًا إلى جنب مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة منذ 7 أكتوبر 2023.
منذ 2 مارس/آذار 2025، أغلقت إسرائيل جميع المعابر الحدودية إلى قطاع غزة ومنعت دخول معظم المواد الغذائية والإمدادات الطبية، مما أدى إلى المجاعة في قطاع غزة.
وبحسب أحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في غزة، صباح الأحد، فإن 133 فلسطينيا، بينهم 87 طفلا، لقوا حتفهم بسبب الجوع وسوء التغذية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، تتضمن القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لإنهاء هذه الحرب.
خلّفت الإبادة الجماعية المدعومة من الولايات المتحدة أكثر من 204 آلاف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود. وشُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم عشرات الأطفال.