نتنياهو يجتمع بالكابينيت وسط تصاعد الخلافات داخل الحكومة

منذ 8 ساعات
نتنياهو يجتمع بالكابينيت وسط تصاعد الخلافات داخل الحكومة

وذكرت وسائل إعلام عبرية، اليوم الاثنين، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعقد اجتماعا لمجلس الوزراء الأمني مساء الاثنين وسط تهديدات بالاستقالة داخل الحكومة.

وذكرت القناة 12 أن جدول أعمال الاجتماع تضمن قضايا مهمة، وفي مقدمتها الحرب في غزة والمفاوضات والمساعدات الإنسانية.

وأكدت هيئة الإذاعة الإسرائيلية أن نتنياهو دعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير إلى الاجتماع بعد أن استبعدهما في وقت سابق من قرار السماح بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر.

ولم تقدم وسائل الإعلام أي تفاصيل أخرى حول اللقاء.

في وقت سابق من يوم الأحد، هدد سموتريتش بالاستقالة وسط توترات متزايدة داخل الائتلاف الحاكم. وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد صرّح سابقًا بأن المساعدات الإنسانية تُدخل إلى قطاع غزة رغم سياسة التجويع الممنهجة التي أدت إلى مجاعة غير مسبوقة في القطاع المحاصر.

وتأتي هذه التطورات بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي أنه “سمح” بإسقاط مساعدات إنسانية محدودة جواً إلى غزة، وبدأ “تعليقاً تكتيكياً محلياً للأنشطة العسكرية” في مناطق معينة من قطاع غزة للسماح بمرور المساعدات الإنسانية.

وترى الهيئات والمنظمات الدولية في هذا الإجراء الإسرائيلي مجرد وهم بالراحة، في حين تواصل الآلة الإسرائيلية استخدام الجوع كسلاح ضد السكان المدنيين.

كان سموتريتش قد هدد سابقًا بالاستقالة من الحكومة إذا وقعت، على حد تعبيره، “حتى حبة أرز واحدة” في أيدي حماس. وهو يعتقد الآن أن المسألة تتجاوز ذلك بكثير، إذ تُشحن كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى غزة دون استشارته، وهو ما يُعدّ إهانة سياسية له.

وبحسب الإذاعة الرسمية، نقلاً عن مصادر سياسية، فإن “ما يزعج سموتريتش أكثر من غيره هو أن نتنياهو اتخذ هذا القرار دون استشارته، على الرغم من أنه شريك رئيسي في الحكومة، وعضو في الدائرة الداخلية التي كانت على علم بالهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، وشارك في جميع المشاورات المتعلقة بالأمن القومي”.

وأكدت المصادر أن سموتريتش “منزعج للغاية من هذه الخطوة ويعتبرها تعديا خطيرا” على سلطته.

وقالت: “إذا لم يتم احتواء الأزمة خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة، فإن استقالته من الحكومة واردة تماما”.

ويحتل حزب الصهيونية الدينية بزعامة سموتريتش سبعة مقاعد في الكنيست، ولكنه جزء من تحالف سياسي مع أحزاب أخرى تشغل 14 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا.

ورغم أن انسحاب سموتريتش من الحكومة وحده لن يؤدي إلى سقوطها بشكل مباشر، فإنه سيجعل الحكومة غير مستقرة وقد تنهار إذا أقر الكنيست تصويتا بحجب الثقة عنها.

انتقدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يوم الأحد عمليات الإسقاط الجوي الإسرائيلية للمساعدات على غزة، مؤكدةً أنها “لن تُنهي” المجاعة المتفاقمة. جاء ذلك في تصريحٍ لجولييت توما، مديرة الإعلام والاتصالات في الوكالة، لصحيفة نيويورك تايمز، ونُشر على صفحة الأونروا على تويتر.

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأحد، إن استئناف إسقاط المساعدات جواً بعد أشهر من المجاعة الجماعية يعزز الوهم بوجود الإغاثة، في حين تواصل الآلة الإسرائيلية استخدام الجوع كسلاح ضد السكان المدنيين.

في مطلع مارس/آذار، انتهكت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني، واستأنفت جرائمها الإبادة الجماعية. ومنذ ذلك الحين، رفضت إسرائيل جميع المبادرات الدولية والأممية والدعوات لوقف إطلاق النار. تعيش غزة أسوأ أزمة إنسانية في تاريخها: مجاعة شديدة تسير جنبًا إلى جنب مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة منذ 7 أكتوبر 2023.

ورغم التحذيرات الدولية والأممية والفلسطينية من المجاعة الوشيكة في قطاع غزة، أبقت إسرائيل المعابر الحدودية إلى قطاع غزة مغلقة تماما أمام المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية منذ الثاني من مارس/آذار، الأمر الذي أدى إلى تكثيف سياستها في التعامل مع المجاعة منذ بداية الحرب.

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً إبادة جماعية على غزة، تتضمن القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لإنهاء هذه الحرب.

خلّفت الإبادة الجماعية المدعومة من الولايات المتحدة أكثر من 205 آلاف قتيل وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 9 آلاف مفقود. وشُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم عشرات الأطفال.


شارك