محافظة القدس: الاحتلال حوّل القدس إلى ساحة عدوان شامل خلال النصف الأول من العام الجاري

نشرت محافظة القدس تقريرًا يُفصّل تصاعد اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة القدس المحتلة خلال النصف الأول من عام ٢٠٢٥، مما حوّل المدينة إلى ساحة عدوان واسع النطاق على السكان والمباني والمقدسات. ويهدف هذا العدوان إلى محاولة ممنهجة لترسيخ السيطرة الاستعمارية وتهويد المدينة.
الشهداء والجثث المسجونة
وبحسب تقرير لإدارة القدس، فقد استشهد 10 شهداء من القدس أو على أرضها خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، فيما تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 47 شهيداً، ضمن سياسة الانتقام التي تنتهك القانون الدولي والإنساني.
تصعيد اعتداءات المستوطنين
وثّقت منظمات حقوق الإنسان 143 اعتداءً شنّها مستوطنون إسرائيليون على فلسطينيين في القدس، منها 26 اعتداءً جسديًا مباشرًا. ووقعت جميع هذه الاعتداءات تحت حماية جيش الاحتلال. وشملت هذه الاعتداءات تدنيس المقدسات والتحريض ضد السكان الفلسطينيين في أحيائهم.
تزايد الإصابات
ووصل عدد الجرحى المقدسيين، من أطفال ونساء وعمال، إلى 128 جريحاً. وهذه صورة تعكس مدى العنف الممارس ضد السكان المدنيين في المدينة.
اقتحامات المسجد الأقصى
استمرت الاعتداءات على المسجد الأقصى. اقتحم 33,634 مستوطنًا الحرم، منهم 26,012 بحجة “السياحة”. وخلال “مسيرة العلم”، وقعت اعتداءات على المقدسيين والصحفيين، مما سلّط الضوء على الطابع الاستفزازي والتحريضي لهذا الحدث السنوي.
الأماكن المقدسة المسيحية والمؤمنون في مرمى النيران
استهدفت الاعتداءات أيضًا المقدسات المسيحية وشعبنا المسيحي. اعتدت قوات الاحتلال على المصلين يوم سبت النور، وأُغلقت كنيسة القيامة لمدة اثني عشر يومًا. كما مُنع مسيحيو الضفة الغربية من دخول القدس للعام الثاني على التوالي، في انتهاك صارخ للحريات الدينية.
شخصيات وطنية في مرمى النيران
وطالت إجراءات الاحتلال أيضًا شخصيات فلسطينية بارزة، حيث مُنع محافظ القدس عدنان غيث من دخول الضفة الغربية، وأُبعد وزير شؤون القدس أشرف العور عن المدينة ستة أشهر.
حملات اعتقال واسعة النطاق
في النصف الأول من العام، اعتقلت قوات الاحتلال 404 أشخاص في القدس، بينهم 33 امرأة و43 طفلاً، بالإضافة إلى صحفيين وطلاب وأسرى محررين. وجاءت هذه الاعتقالات ضمن سياسة ترهيبية تهدف إلى كسر صمود سكان القدس.
الأحكام والإقامة الجبرية والترحيل
فرضت سلطات الاحتلال 166 حكماً بالسجن، منها 99 اعتقالاً إدارياً دون تهمة، و45 إقامة جبرية، ضمن سياسة العقاب الجماعي.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “معا” أن سلطات الاحتلال أصدرت أيضا 107 أوامر إبعاد، من بينها 69 عن المسجد الأقصى، وثلاثة أوامر منع من السفر، ضمن سياسة تقييد حرية التنقل.
المصادرة والتدمير المنهجي
وأسفر الاحتلال عن إصدار 188 أمراً قضائياً مباشراً وانتهاكاً لحقوق الملكية، من بينها 149 أمر هدم وتجميد بناء، و31 أمر مصادرة أراضٍ، و6 أوامر إخلاء، طالت أحياء وبلدات مثل سلوان، والعيساوية، والشيخ جراح، وبيت حنينا، والجيب.
وفي القدس، كانت هناك أيضًا 186 عملية هدم وتسوية ضد منازل ومنشآت وبنية تحتية فلسطينية خلال الأشهر الستة.
مؤسسات ومعالم القدس في دائرة الضوء
امتدت انتهاكات الاحتلال إلى قطاع التعليم أيضًا، حيث مُنع توزيع المناهج الفلسطينية في مدارس الأقصى، وأُغلقت المكتبات، واعتقلت المعلمين والطلاب. كما تكررت مداهمات جامعة القدس في أبو ديس، وتوزيع منشورات تهديدية داخل الحرم الجامعي.
وفي إطار حملتها على حرية الصحافة، قامت سلطات الاحتلال بطرد الصحافيين من المسجد الأقصى، واعتقال الإعلاميين، ومداهمة المكتبات في البلدة القديمة خلال شهر رمضان.
علاوة على ذلك، تعرضت الأونروا لهجمات متكررة، بما في ذلك مداهمات لمقراتها، وإغلاق مدارسها، وإزالة شعاراتها الرسمية.
في هذه الأثناء، تم تأجيل امتحانات الثانوية العامة في القدس بسبب إعلان قوات الاحتلال حالة الطوارئ في شهر يونيو/حزيران الماضي، ما أدى إلى توقف العملية التعليمية.
المشاريع الاستعمارية
في النصف الأول من عام ٢٠٢٥، أُطلق ٤١ مشروعًا استعماريًا جديدًا، منها اثنا عشر خطةً مُقدمةً رسميًا، و١٧ مشروعًا مُعتمدًا، ومشروعان طُرحت مناقصاتهما، وسبعة مشاريع قيد التنفيذ، ومشروعان افتُتحا بالفعل. كما تم الترويج لمنطقة استعمارية جديدة في إطار سياسة توسع استعماري مُمنهجة.