الهند تنفذ حملة طرد واسعة للمسلمين البنجاليين

منذ 15 ساعات
الهند تنفذ حملة طرد واسعة للمسلمين البنجاليين

بقلم: سلمى سمير

نفذت الهند عملية طرد جماعي لمئات المسلمين البنغلاديشيين في ولاية آسام الشمالية الشرقية، بالقرب من الحدود مع بنغلاديش. وأثارت هذه الخطوة جدلاً واسعاً، وسط مزاعم بالتمييز الديني والتطهير العرقي قبل الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في الأشهر القليلة المقبلة.

هُجِّر مئات الرجال والنساء والأطفال المسلمين بعد أن هدمت السلطات منازلهم بالجرافات. وكانت هذه إحدى أكبر عمليات الإخلاء القسري التي شهدتها المنطقة منذ عقود.

تزعم الحكومة الهندية أن هؤلاء السكان يقيمون بشكل غير قانوني على أراضي الدولة. إلا أن منظمات حقوق الإنسان والسياسيين المعارضين يزعمون أن الهدف الحقيقي من هذه الحملة هو تحقيق انتصارات انتخابية على حساب أقلية ضعيفة.

تزامن هذا الدمار مع تصعيد سياسي كبير من جانب حكومة ولاية آسام، بقيادة هيمانتا بيسوا سارما، القيادي البارز في حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي. ووفقًا لرويترز، يواصل حزب بهاراتيا جاناتا وصف المسلمين البنغاليين بـ”المحتلين غير الشرعيين”، رغم أن الكثيرين منهم يعيشون في آسام منذ عقود.

وفقًا للأرقام الرسمية، هدمت السلطات ما لا يقل عن 3400 منزل لمسلمين في خمس مناطق مختلفة خلال الأسابيع الأخيرة، مما أجبر السكان على الفرار دون أي بدائل. ويُقال إن إجمالي عدد النازحين منذ مايو/أيار 2021 تجاوز 50 ألفًا.

تأتي هذه الإجراءات في ظل تصاعد خطاب الكراهية ضد المسلمين في الهند، لا سيما في الفترة التي تسبق الانتخابات. ويستخدم حزب بهاراتيا جاناتا (BJP) بانتظام قضايا مثل الهوية والهجرة غير الشرعية لجذب الناخبين الهندوس.

أعلن رئيس وزراء ولاية آسام مؤخرا أن المهاجرين المسلمين “يهددون هوية الهند” وحذر من أن نسبتهم في آسام قد تقترب من 50% خلال بضع سنوات، مقارنة بنحو 30% في التعداد السكاني الأخير في عام 2011.

تتهم المعارضة الحكومة بتسييس قضية الهجرة واستخدامها كأداة انتخابية. وصرح النائب المعارض أخيل جوكووي: “ما يحدث هنا ليس سوى محاولة لكسب الأصوات من خلال استهداف المسلمين. وستُخلّد هذه الحملة في التاريخ كواحدة من أسوأ حملات التطهير العرقي في المنطقة”.

في هذا السياق، شدّدت عدة ولايات هندية، بقيادة حزب بهاراتيا جاناتا (BJP)، إجراءاتها الأمنية ضد المسلمين، بما في ذلك ترحيلهم قسرًا إلى بنغلاديش. ووفقًا لوزارة الخارجية الهندية، هناك قائمة بأسماء 2369 شخصًا مُقرر ترحيلهم، بينما لا تزال بنغلاديش ترفض الاعتراف بغالبيتهم كمواطنين.


شارك