ذا اندبندنت: اعتراف فرنسا بدولة فلسطين يزيد الضغط على بريطانيا

في نشرتنا الصحفية، ننشر مقالات حول قضايا دولية وإنسانية وسياسية مهمة، بدءاً من اعتراف فرنسا بدولة فلسطين وتأثيره على الساحة الدولية، وصولاً إلى الأزمة الإنسانية في غزة ودور منظمات الإغاثة في مواجهة هذه التحديات.
كما نناقش أيضًا الظواهر الاجتماعية الحديثة التي سلطت الصحافة الأمريكية الضوء عليها، مثل إدمان وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على حياتنا اليومية، من خلال تحليلات الصحف العالمية.
بدأت صحيفة الإندبندنت البريطانية بتغطية قرار فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين. هذا القرار، الذي وُصف بأنه “رمزي” رغم طابعه التاريخي، يُعدّ أول دولة من مجموعة الدول السبع الكبرى تتخذ هذه الخطوة.
يشير الكاتب أولاً إلى أن أكثر من 140 دولة حول العالم تعترف بفلسطين، إلا أن قرار فرنسا يحمل وزناً خاصاً نظراً لمكانتها في السياسة الدولية. ويضيف: “على الرغم من رمزية القرار، فإن رد الفعل العنيف في إسرائيل والتصريح المتحيز لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يعكسان الطبيعة المتفجرة لهذه الخطوة”.
ويؤكد المؤلف على التوقيت الحرج لهذا الإعلان، “في ظل المجاعة التي تجتاح قطاع غزة وتحرك مشاعر العالم”، على الرغم من أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يشر صراحة إلى “أزمة الجوع”، ولكن كما يقول مور، قام “بلفتة دراماتيكية” سيتم الإعلان عنها رسميًا بعد شهرين في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويشرح المؤلف أيضًا تأثير القرار على السياسة البريطانية، قائلاً إن الخطوة الفرنسية تزيد الضغوط على رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر للاعتراف أيضًا بدولة فلسطين.
ومع ذلك، يعتقد أن “النقاش أكثر تعقيدًا مما يبدو”، خاصة بالنظر إلى العلاقة الشخصية “الوثيقة نسبيًا” بين ستارمر والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي هذا السياق، يرى الكاتب أن هذه العلاقة قد توفر لستارمر فرصة للتأثير على الموقف الأمريكي وربما دفعه إلى “إنهاء المجاعة وتحقيق وقف إطلاق النار وخلق الظروف للسلام، حتى لو بدا هذا الأمر بعيد المنال حاليا”.
ويزعم الكاتب أن الاعتراف الفرنسي لم ينبع من التعاطف مع حماس، بل كان رد فعل مباشر على “تعامل إسرائيل مع الحرب ضد غزة وفشلها في الحد من النشاط الاستيطاني غير القانوني في الضفة الغربية”.
ويقول: “لو أن الهجوم العسكري الإسرائيلي انتهى بحلول نهاية عام 2023 ولم تحدث مجاعة أو دمار في البنية التحتية، لما شعرت فرنسا وغيرها بالحاجة إلى التحرك”.
يُسلّط الكاتب الضوء أيضًا على البعد الرمزي والسياسي لدور بريطانيا، بصفتها “آخر قوة استعمارية في فلسطين”، والذي يُعطي وزنًا خاصًا لأي قرار اعتراف. ويُضيف، مع ذلك، أن هذا “لن يُنقذ حياة طفل فلسطيني واحد يُعاني من سوء التغذية”، في حين أن “ضغط ترامب على إسرائيل قد يُنعش الآمال في فتح ممرات إنسانية”.
وهو مقتنع بأن من مصلحة الفلسطينيين استخدام النفوذ البريطاني المحدود بشكل استراتيجي وليس من خلال قرارات رمزية غير فعالة.
ويضيف قائلاً: “إن الإيماءات التي تأتي في الوقت المناسب وتحدث فرقًا حقيقيًا تكون أكثر فعالية من تلك التي لا تفعل ذلك”.
ويختتم حديثه بالإشارة إلى التحديات الداخلية التي سيواجهها ستارمر داخل حزبه. فقد أعلن عدد من نواب حزب العمال – وحتى بعض المحافظين – دعمهم للاعتراف الفوري بفلسطين، بينما أعرب وزراء بارزون مثل ويس ستريتنج وبيتر كايل عن استيائهم من موقف الحكومة.
ويشير إلى أن حزب العمال لا يعد من خلال تعهده بالاعتراف الفوري، بل “الاعتراف كجزء من عملية السلام المؤدية إلى حل الدولتين”.