كيف يرى الإعلام الفرنسي المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية في نيويورك؟

منذ 3 ساعات
كيف يرى الإعلام الفرنسي المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية في نيويورك؟

– ليبيراسيون: المؤتمر فقد أهميته وأصبح اجتماعًا وزاريًا. إذاعة فرنسا الدولية: ستنقل فرنسا خلال المؤتمر رسالة تجعل الاعتراف بدولة فلسطين عملية جماعية.

تُجادل وسائل الإعلام الفرنسية بأن “المؤتمر الدولي للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين”، الذي ترأسه السعودية وفرنسا، قد تضاءل أهميته ليُصبح مجرد اجتماع وزاري. كما تعتقد أن اعتراف باريس الفوري بدولة فلسطين لم يعد مطروحًا للنقاش خلال المؤتمر.

تستضيف الأمم المتحدة في نيويورك “المؤتمر الدولي حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين” يومي الاثنين والثلاثاء. وترأس المؤتمر كلٌ من المملكة العربية السعودية وفرنسا، بمشاركة دولية واسعة. ويهدف المؤتمر إلى وضع مقترحات عملية لدعم خطاب السلام لحل القضية الفلسطينية، والقضاء على التحريض والكراهية، واستبدالهما بمنظور عادل وإنساني يُقر بالحقوق القائمة على الكرامة المتبادلة.

تحت عنوان “فرنسا تأمل في خلق “زخم” في الأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين”، ذكرت إذاعة RFI الفرنسية أنه في أعقاب إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن نيته الاعتراف بدولة فلسطين، سيعقد مؤتمر وزاري لمناقشة حل الدولتين في نيويورك يوم الاثنين تحت رعاية الأمم المتحدة.

وذكرت الإذاعة الفرنسية أن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو سيوجه رسالة واضحة مفادها أن الاعتراف بدولة فلسطين يجب أن يكون عملية جماعية.

وذكرت إذاعة فرنسية أن “الدبلوماسية الفرنسية تدخل مرحلة جديدة بعد أن أعلن ماكرون عن نيته الاعتراف بدولة فلسطين، وهو الاعتراف الذي من المتوقع أن يتم الإعلان عنه رسميا في سبتمبر/أيلول خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة”.

وذكرت إذاعة فرنسية أن فرنسا ستكون ممثلة في المؤتمر الوزاري الذي سيعقد في نيويورك في 28 يوليو/تموز تحت رعاية الأمم المتحدة لبحث حل الدولتين.

لم يعد التعرف الفوري ممكنا.

تحت عنوان “الاعتراف بفلسطين: مؤتمر نيويورك بطموحات ضئيلة”، ذكرت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية أن المؤتمر الدولي حول مستقبل دولة فلسطين، المقرر عقده نهاية يونيو/حزيران، سيُعقد دون حضور ماكرون، أو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أو أي رئيس دولة آخر. وذكرت الصحيفة أن أهمية المؤتمر قد تقلصت إلى مجرد اجتماع وزاري.

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن الاعتراف الفوري بدولة فلسطين من قبل باريس لم يعد خيارا.

ذكرت صحيفة “ليبيراسيون”: “كان من المقرر عقد مؤتمر حول مستقبل الدولة الفلسطينية في نهاية يونيو/حزيران من العام الماضي، ولكن تم تأجيله إلى الأسبوع المقبل في مقر الأمم المتحدة إثر مبادرة فرنسية بارزة”. وأعربت الصحيفة عن أسفها لأن غياب إيمانويل ماكرون وتراجع وتيرة المحادثات بشأن الاعتراف الفوري بدولة فلسطين يعكسان ضعف طموحات المؤتمر.

**لا اعتراف “أحادي الجانب”

وبحسب الصحيفة الفرنسية، ورغم أن الرئيس ماكرون أشار إلى أن مثل هذه الخطوة وشيكة بعد عودته من زيارة إلى مصر في 9 أبريل/نيسان الماضي، فإن الاعتراف الأحادي الجانب لم يعد على جدول الأعمال في ظل الجهود المبذولة لكسب الدعم الدولي وخلق إطار سياسي وجماعي لهذه الخطوة.

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن مؤتمر نيويورك تطور من حدث رئيسي طال انتظاره إلى خطوة أولى في عملية طويلة ومعقدة نحو الاعتراف الجماعي بفلسطين، في وقت تتزايد فيه الضغوط والتحديات على الأرض – من غزة إلى الضفة الغربية ومن الرأي العام الدولي إلى الاعتبارات السياسية المحلية في أوروبا.

عشية الحدث، أوضح وزير الخارجية الفرنسي أهمية هذا الإعلان الرئاسي في مقابلة مع صحيفة لا تريبيون ديمانش، مؤكدًا على “الحاجة الملحة للتحرك”. وهذا ما يفسر إعلان ماكرون اعترافه بدولة فلسطين منتصف الصيف دون انتظار تحقيق الشروط التي وضعها سابقًا، وفقًا لفاليري غاس، رئيسة القسم السياسي في إذاعة فرنسا الدولية (RFI).

من وجهة نظر وزير الخارجية، “لم تكن إمكانية إقامة دولة فلسطينية يومًا أكثر تهديدًا وضرورة” في ظل تدهور الوضع في قطاع غزة والضفة الغربية. ووفقًا لصحيفة “لوسوار” الفرنسية، فإن الأمر يتطلب “أفقًا سياسيًا”.

وقالت صحيفة جان نويل بارو الفرنسية إن هذه الخطوة تنسجم مع الخط التاريخي للالتزام الفرنسي بالسلام في الشرق الأوسط، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن إعلان الرئيس يجب أن يعتبر “بداية”.

وبحسب الصحيفة الفرنسية، تأمل فرنسا في إقناع دول مجموعة السبع الأخرى بالاعتراف بدولة فلسطين بحلول سبتمبر/أيلول المقبل، وإقناع بعض الدول العربية بمنح إسرائيل “ضمانات أمنية”.

وأكد بارو “سنعمل بلا كلل”، مضيفا أنه سيحاول الحفاظ على هذا “الزخم” في نيويورك من خلال دعوة الدول الأخرى إلى أن تحذو حذوه وبالتالي إعطاء مصداقية لمبادرة ماكرون.

وأشارت صحيفة “لوسوار” إلى أن الوزير لم يكشف عن أسماء الدول التي ستنضم إلى مجموعة الدول الأوروبية التي اعترفت بدولة فلسطين أو التي ستفعل ذلك قريبًا. وتشمل هذه الدول حاليًا إسبانيا، وأيرلندا، وبولندا، والسويد، وغيرها. وستكون فرنسا أول دولة من مجموعة الدول السبع الكبرى تتخذ هذه الخطوة خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة.

من جانبها، أشارت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إلى أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أكد الجمعة أن اعتراف لندن بدولة فلسطين “يجب أن يكون جزءا من خطة شاملة”، فيما أكدت ألمانيا أنها لا تفكر في مثل هذه الخطوة “في المستقبل القريب”.

**تم تأجيل مؤتمر حل الدولتين بسبب الحرب.

وذكرت الصحيفة الفرنسية أن مؤتمرا رفيع المستوى حول حل الدولتين كان من المفترض أن يعقد في يونيو/حزيران الماضي، لكن تم تأجيله بسبب الحرب بين إيران وإسرائيل.

وأعرب الوزير بارو عن قناعته بأن “إمكانية إقامة دولة فلسطينية لم تكن في أي وقت مضى أكثر تهديداً أو ضرورة مما هي عليه اليوم”، في ظل “تدمير قطاع غزة، وتسارع النشاط الاستيطاني الإسرائيلي غير المقيد في الضفة الغربية، والذي يقوض حتى فكرة الاستمرارية الإقليمية، واستسلام المجتمع الدولي”.

وأضاف: “إن الاعتقاد بإمكانية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، أو إطلاق سراح رهائن حماس، أو إجبارهم على الاستسلام دون إيجاد أفق سياسي مسبق هو وهم”.

وقال بارو “في نيويورك، سنقدم، بالتعاون مع المملكة العربية السعودية، وهي لاعب رئيسي في المنطقة، رؤية مشتركة لما بعد الحرب تهدف إلى إعادة الإعمار والأمن والحكم في غزة كمقدمة لحل الدولتين”.

**المبادرة الفرنسية تتوافق مع اتفاقيات إبراهيم. وأكد الوزير الفرنسي أن “مبادرتنا تتوافق تمامًا مع منطق اتفاقيات إبراهيم”، التي أدت إلى إقامة علاقات رسمية بين إسرائيل والبحرين والإمارات العربية المتحدة والمغرب والسودان في عام 2020. وأكد أن هذه المبادرة “ستساهم، في الوقت المناسب، في إبرام اتفاقيات جديدة تدعمها الإدارة الأمريكية”.

ويعترف حاليا ما لا يقل عن 142 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة (بما في ذلك فرنسا) بدولة فلسطين، التي أعلنتها القيادة الفلسطينية في المنفى في عام 1988.

**فرنسا ستصبح الدولة رقم 143 التي تعترف بدولة فلسطين.

أعلن ماكرون أن فرنسا ستصبح الدولة رقم 143 التي تعترف بدولة فلسطين في سبتمبر/أيلول المقبل. أثارت هذه الخطوة ردود فعل قوية في الساحة السياسية الفرنسية والدولية.


شارك