نقيب أطباء الأسنان: يجب وقف إنشاء كليات جديدة

منذ 3 ساعات
نقيب أطباء الأسنان: يجب وقف إنشاء كليات جديدة

هيكل لـ«الشروق»: النقابة لا مانع لديها من افتتاح 1000 كلية لا تسمح إلا بالعدد المطلوب من الخريجين. وزارة الصحة تعلن عدم حاجتها للخريجين، فيما تستمر وزارة التعليم العالي بفتح الجامعات.

أكد نقيب أطباء الأسنان، إيهاب هيكل، أن مطلب وقف التوسع في كليات طب الأسنان وتقليل أعداد المقبولين ليس جديدًا، بل هو مطلبٌ نادت به النقابة منذ سنوات. وأشار إلى دراسةٍ صدرت عام ٢٠١٦ حذّرت بوضوح من تفاقم البطالة بين أطباء الأسنان بحلول عام ٢٠٢٠، وهو تحذيرٌ تحقق بالفعل.

صرح هيكل لصحيفة الشروق أن النقابة أجرت دراسة مفصلة وشاملة عام ٢٠٢١، دعت فيها ليس فقط إلى وقف إنشاء جامعات جديدة، بل أيضًا إلى تحديد عدد الطلاب المقبولين في الجامعات القائمة. وأكد أن النقابة لا مانع لديها من فتح جامعات في المناطق ذات الحاجة الخدمية، بل تدعو إلى القبول على أساس الحاجة. وأضاف: “النقابة لا مانع لديها من فتح ألف جامعة، وضمان تخرج العدد المطلوب منها فقط”.

وأوضح أن الدراسة آنذاك أظهرت نموًا سكانيًا يقارب 1.89% في مصر، بينما لا تتجاوز الزيادة المطلوبة في عدد أطباء الأسنان 4% سنويًا. وأكد أن عدد الطلاب المقبولين في مؤسسات التعليم العالي لا يتجاوز 1400 طالب سنويًا، ولا يمكن أن يزيد هذا العدد إلا بنسبة 4% سنويًا.

وأوضح أن وزارة الصحة قررت في عام ٢٠٢٢ توزيع خريجي طب الأسنان والصيدلة والعلاج الطبيعي حسب الحاجة فقط. وقد أُعلن عن هذا القرار رسميًا، وسيُطبق على دفعة ٢٠٢٣. إلا أن النقابة طلبت تأجيل القرار لعدة سنوات، حيث سيتم قبول الطلاب في الجامعات بناءً على توزيعهم، كما هو متبع منذ عقود.

وأضاف أن الوزارة قررت تأجيل القرار عامين فقط بدلًا من السنوات الخمس التي طلبها الاتحاد. إلا أن هيكل أشار إلى أن المفاجأة كانت إعلان وزارة التعليم العالي عن إنشاء اثنتي عشرة جامعة جديدة عام ٢٠٢٥، منها ثماني كليات لطب الأسنان. واعتبر ذلك تناقضًا في القرارات، إذ أعلنت وزارة الصحة عدم حاجتها إلى مزيد من الخريجين، بينما واصلت وزارة التعليم العالي فتح الجامعات.

وأوضح أنه وجّه كتابًا رسميًا إلى وزير التعليم العالي يستفسر فيه عن أسباب افتتاح جامعات جديدة، ويطلب الاطلاع على الدراسات التي اعتمدت عليها الوزارة لتبرير هذا التوسع. وأكد أنه أرفق بالكتاب دراسة مفصلة للنقابة توضح واقع سوق العمل، وعدد الخريجين، ومعدل البطالة المتوقع.

وأشار إلى أنه أرسل الدراسة أيضًا إلى مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية، محمد عوض تاج الدين، وأوضح له أهمية مراجعة الدراسة باعتبارها المرجع الأدق لعدد أطباء الأسنان في مصر. وأكد أن النقابة لديها بيانات أدق من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

فيما يتعلق بالجدل الدائر حول تصريحات نقيب أطباء أسنان الإسكندرية، أوضح هيكل أن محتوى التصريحات لم يختلف كثيرًا عن إعلانات النقابة المتكررة سابقًا. إلا أن الاعتراض اقتصر على صياغتها وذكر الجامعات الخاصة والحكومية، بالإضافة إلى فروعها الخارجية، مما أثار تساؤلًا حول عدم اعتراف النقابة ببعض الجامعات. وأكد أن النقابة رفضت التحقيق مع نقيب الإسكندرية لأن قصد التصريحات واضح وليس خبيثًا.

وأوضح أن ١٢٥٠٠ خريج قد تخرجوا هذا العام وحده. ولا تزال بعض الجامعات في طور التخرج، حيث لا تزال برامج السنتين الثانية والثالثة متاحة، بل انضم بعضها مؤخرًا. وأكد أن عدد أطباء الأسنان تجاوز ١١٠ آلاف، ومن المتوقع أن يزيد بمقدار ٣٠ ألف خريج آخر خلال العامين المقبلين، مما يُفاقم أزمة البطالة.

وأكد أن العديد من خريجي طب الأسنان اليوم يعملون في مجالات غير طبية كالتسويق أو إدارة الأعمال، مضيفًا: “لم تعد المهنة في حد ذاتها جذابة كما كانت في السابق. يجب وقف إنشاء كليات طب أسنان جديدة، والأهم من ذلك، الحد من عدد الطلاب المقبولين سنويًا”.

واختتم قائلا: “نصيحتي للطلبة وأولياء الأمور هي أن ينظروا إلى واقع سوق العمل ومتطلباته وأن يدركوا أن بعض الجامعات الأخرى تقدم فرص عمل أفضل ودخل أعلى”.


شارك