من مصروف الطفولة إلى واجهة ديارنا: «ميادة» التي ألهمتها الإبرة والخيط

تجلس ميادة أيمن، البالغة من العمر تسعة عشر عامًا، وسط منتجاتها اليدوية في كشك صغير بمعرض ديارنا بمارينا على الساحل الشمالي. بعيون متألقة، تراقب الزوار وتبتسم كلما توقف أحدهم ليتأمل قطعها المصنوعة بعناية. بدأتُ العمل في الرابعة عشرة من عمري تقريبًا، بمصروفي الخاص. اشتريتُ مواد بسيطة، خيوطًا وخرزًا، وعملتُ في المنزل،” تقول ميادة الشروق، بصوتها الناعم الذي يُعبّر عن تواضع المبتدئة. لكنها تُضيف بسرعة بثقة: “بدأتُ بصنع الأساور وأشياء بسيطة، ثم بدأتُ بنشر صورها على فيسبوك، وقد أعجب الناس بعملي.”
تقول ميادة، طالبة في السنة الثانية بكلية التجارة بجامعة عين شمس، إنها لم تأتِ إلى معرض “ديارنا” وحدها، بل اصطحبت معها عمتها التي دعمتها بالفكرة، وهي الداعم الأهم لها. وتتابع: “بدأتُ أنا وخالتي معًا. ساعدتني في تطوير الفكرة. والآن تشارك في التصميم والتنفيذ”. وتؤكد أن المشروع تطور مع مرور الوقت: “أعمل الآن على تصميماتنا الخاصة، وتقوم ورشة عمل بتنفيذها لنا بناءً على أعمالنا”.
لكن وراء هذا التقدم خطواتٌ عديدة من الجهد والبحث. تتحدث ميادة عن مواد خام تأتي جميعها من مصر بنسبة 100%. وتفخر بعدم استخدام مواد مستوردة في منتجاتها: “نستورد كل شيء محليًا ونعمل مع فريق العمل في الورشة، لكننا نتحقق من جميع التفاصيل ونصممها بأنفسنا”. تقول بفخر عن مشاركتها في معرض ديارنا: “أحضرتني عمتي إلى هنا. بصراحة، هي من فتحت لي أبواب المعرض. يستمر المعرض شهرين، وسنعيش هنا في مارينا طوال فترة المعرض. وقد وفرت لنا الوزارة السكن”.
وتضيف ميادة: «عائلتي في القاهرة تأتي لزيارتي بين الحين والآخر، وتقيم لفترة ثم تعود». رغم صغر سنها، تتحدث ميادة بنضج عن مسؤولياتها: الدراسة، وإدارة مشروع صغير، والعمل مع عمتها، والموازنة بين التصميم والتنفيذ والتسويق. تقول: “أحب هذه الوظيفة كثيرًا، وآمل أن تنمو وتثبت مكانتها في السوق”.