تفاصيل خطة إسرائيل لتشديد الحصار على غزة: تجويع وتوغل وتقسيم لإنهاك حماس وأهالي القطاع

منذ 24 ساعات
تفاصيل خطة إسرائيل لتشديد الحصار على غزة: تجويع وتوغل وتقسيم لإنهاك حماس وأهالي القطاع

مصادر سياسية إسرائيلية: الخطة ورقة ضغط جديدة لحماس في ظل الأزمة التي تضرب مفاوضات تبادل الأسرى.

 

وقالت مصادر سياسية إسرائيلية، الجمعة، إن “السلطات الأمنية عرضت (على القيادة السياسية) خطة عسكرية جديدة من شأنها تعميق انقسام قطاع غزة، وتتضمن فرض المزيد من الحصار والتطويق على القطاع، بهدف استنزاف حماس والسكان المدنيين في القطاع”.

ونقلت قناة “كان” التابعة للدولة عن مصادر سياسية لم تسمها قولها إن الخطة تأتي “في ظل الأزمة التي تثقل كاهل مفاوضات تبادل الأسرى”. ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي.

تأتي هذه التصريحات في ظل غموض يكتنف نتائج المفاوضات. وكانت تل أبيب والمبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد أعلنا انسحاب وفديهما الوطنيين من الدوحة لإجراء مشاورات. ويرى مراقبون أن المحادثات حول هذه الخطة تهدف إلى الضغط على حماس.

وتأتي تصريحات المصادر السياسية رغم صدور بيان مشترك من مصر وقطر يفيد بأن “تعليق المفاوضات بشأن قطاع غزة لإجراء مشاورات قبل استئناف الحوار هو مسار طبيعي في إطار هذه المفاوضات”، مشيرة إلى أنه “تم تحقيق بعض التقدم في الجولة الأخيرة من المفاوضات المكثفة التي استمرت ثلاثة أسابيع”.

وذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية، نقلا عن مصادر سياسية، أن الخطة “تتضمن عمليات توغل جديدة وواسعة لتعميق انقسام قطاع غزة إلى مناطق معزولة”.

وزعمت المصادر ذاتها أن الخطة “تمثل خروجا عن النهج السابق، حيث كانت الجهات الأمنية تعارض في السابق أي تدريبات عسكرية في المناطق التي يعتقد أن أسرى إسرائيليين يتواجدون فيها”.

ونقلت الإذاعة عن مصدر سياسي مطلع قوله: “إن الهدف الرئيسي من الخطة هو استنزاف حماس وسكان قطاع غزة، وبالتالي الحصول على ورقة جديدة للضغط على قيادة الحركة الفلسطينية”.

وجاء تصريح المصدر متوافقا مع تصريحات أدلى بها محللون سياسيون فلسطينيون في مقابلات منفصلة مع وكالة الأناضول اليوم، قالوا فيها إن عودة الوفد الأميركي من الدوحة مثلت ضغطا سياسيا ومناورة إعلامية تهدف للتأثير على المفاوضات الجارية.

وفي السياق ذاته، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، إحاطة أمنية صغيرة لمناقشة “تأثير تعثر المفاوضات”، بحسب “كان”.

وأضافت القناة أن نتنياهو تحدث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي منح إسرائيل “الضوء الأخضر” لمواصلة عمليتها العسكرية في قطاع غزة. ويمكن تفسير هذه الإشارة أيضًا على أنها محاولة من واشنطن للضغط على حماس.

ورغم الجمود الواضح، قال مصدر إسرائيلي آخر للإذاعة إن الفجوات في المفاوضات “ليست كبيرة وإنه لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق في الأيام القليلة المقبلة”.

كان نتنياهو قد صرّح في وقت سابق يوم الجمعة بأن إسرائيل، بالتعاون مع الولايات المتحدة، تدرسان “بدائل” للإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة وإنهاء حكم حماس. وقبل ذلك بيوم، صرّح ويتكوف يوم الخميس: “سندرس الآن خيارات بديلة للإفراج عن الرهائن”.

ولم يقدم نتنياهو أي معلومات حول البدائل التي ناقشها، فيما تقول المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى إن الطريق الوحيد لعودة الأسرى هو التوصل إلى اتفاق مع حماس.

ويأتي هذا بعد أن أكدت حماس مراراً استعدادها لإطلاق سراح السجناء الإسرائيليين “دفعة واحدة” مقابل وقف الإبادة الجماعية وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.

تُقدّر تل أبيب وجود 50 سجينًا إسرائيليًا في غزة، 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة. في غضون ذلك، يقبع أكثر من 10,800 فلسطيني في السجون، يعانون من التعذيب والجوع والإهمال الطبي. وقد لقي العديد منهم حتفهم، وفقًا لتقارير حقوق الإنسان ووسائل الإعلام الفلسطينية والإسرائيلية.

وتجري مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في الدوحة منذ السادس من يوليو/تموز. ومن المقرر أن يتم التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بوساطة قطر ومصر وبدعم من الولايات المتحدة.

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، تتضمن القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لإنهاء هذه الحرب.

خلّفت الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة، بدعمٍ أمريكي، أكثر من 203 آلاف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود. إضافةً إلى ذلك، شُرد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين.


شارك