فرنسا تعترف بدولة فلسطين.. ماذا يعني ذلك وكيف جاء الرد؟

انضمت فرنسا إلى نحو 150 دولة في الأمم المتحدة أعلنت اعترافها بدولة فلسطينية.
أدى العدوان الإسرائيلي على فلسطين إلى موجة جديدة من الدول التي أعلنت دعمها للفلسطينيين احتجاجاً على السياسات الإسرائيلية.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “معا”، أعلنت أربع دول من الاتحاد الأوروبي وست دول أخرى اعترافها بالدولة الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
* الدول الداعمة
وأعلنت أرمينيا اعترافها بالدولة الفلسطينية في يونيو/حزيران 2024، بعد نحو أسبوعين من سلوفينيا.
وأعلنت إسبانيا وأيرلندا والنرويج بشكل مشترك عن اعترافها بالمنظمة في مايو 2024.
واعترفت جزر البهاما وترينيداد وتوباغو وجامايكا وبربادوس أيضاً بالدولة الفلسطينية في وقت سابق من هذا العام.
داخل الاتحاد الأوروبي نفسه، تعترف ١٢ دولة من أصل ٢٧ دولة (٤٤٪) بدولة فلسطينية. مع ذلك، لا تعترف المملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا، أهم حلفاء إسرائيل، بدولة فلسطينية.
لكن بريطانيا أشارت أمس إلى أنها قد تقترب هي الأخرى من مثل هذا الإعلان: فقد هاجم رئيس الوزراء كير ستارمر إسرائيل في بيان لاذع، قائلا إن البلاد بحاجة ماسة إلى “تغيير المسار” وأن المجاعة في غزة “غير مستدامة”.
واختتم ستارمر تصريحاته بالقول إن الفلسطينيين لديهم “حق طبيعي” في إقامة دولة، وأن وقف إطلاق النار “سيضعنا على طريق الاعتراف بالدولة الفلسطينية”.
وبحسب القناة 12، فإن اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية هو خطوة رمزية في الأساس، وليس لها للوهلة الأولى أي آثار عملية حقيقية.
وأضافت الإذاعة الإسرائيلية أنه من وجهة نظر الدولة المعترفة، فإن الاعتراف بالدولة يعني استيفاء شروط الدولة بموجب القانون الدولي. وبشكل عام، يُمهد الاعتراف بالدولة الطريق لإقامة علاقات دبلوماسية وتعزيزها.
*ما هي ردود الفعل؟
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاعتراف بدولة فلسطينية سيكون “مكافأة للإرهاب” و”منصة لتدمير إسرائيل”. وحذّر من أن الدولة الفلسطينية قد تصبح “وكيلًا جديدًا لإيران”، كما وصف غزة اليوم.
وأضاف نتنياهو: “دعونا نكون واضحين: الفلسطينيون لا يسعون إلى إقامة دولة إلى جانب إسرائيل، بل في مكانها”.
هاجم وزير شؤون الشتات الإسرائيلي، عميحاي شيكلي، الرئيس الفرنسي بنشر فيديو مثير للجدل لزوجته. جاء ذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الفرنسي نيته الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول.
ونشر شيكلي مقطع فيديو يظهر الرئيس ماكرون وهو يتلقى صفعة من زوجته بريجيت، وعلق عليه: “الرئيس ماكرون، نيابة عن الحكومة الإسرائيلية، هذا ردنا على اعترافكم بدولة فلسطينية”، بحسب قناة سكاي نيوز عربية.
وأعلن وزير الخارجية جدعون ساعر أن “أي دولة فلسطينية ستكون دولة حماس”، في حين وصف وزير العدل ياريف ليفين تصرفات ماكرون بأنها “دعم مباشر للإرهاب” و”وصمة عار في تاريخ فرنسا”.
وذهب وزير المالية المتشدد بتسلئيل سموتريتش إلى أبعد من ذلك، قائلاً إن هذه الخطوة ستمنح إسرائيل “حافزًا إضافيًا” لضم الضفة الغربية المحتلة ووضع حد نهائي لـ “الوهم الخطير المتمثل في وجود دولة فلسطينية إرهابية”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الجمعة إن واشنطن ترفض خطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للاعتراف بدولة فلسطينية، ووصفها بأنها “قرار متهور”.
وكتب روبيو في تغريدة على تويتر: “هذا القرار المتهور لا يخدم سوى دعاية حماس ويعيق السلام”.
وكتب الرئيس الفرنسي على تويتر وإنستغرام: “وفاءً بالتزامها التاريخي بتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررت أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين. وسأعلن ذلك رسميًا خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل”.
من جانبها، وصفت حماس القرار بأنه “خطوة إيجابية نحو تحقيق العدالة وتقرير المصير للشعب الفلسطيني”.
ودعت حماس في بيان لها الدول الأوروبية إلى الاقتداء بالخطوة الفرنسية، مؤكدة التزامها بإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس.