إعلام عبري يفضح حيلة إسرائيلية لمواجهة الضغوط الدولية بسبب مجاعة غزة

كشف تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن الحكومة الإسرائيلية قررت زيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، استجابة للضغوط الدولية المتزايدة بسبب تفاقم أزمة الجوع.
وقال مسؤولون أمنيون إسرائيليون للصحيفة العبرية إن الحكومة أصدرت تعليمات بتخفيف القيود المفروضة على استيراد المساعدات الإنسانية، والتي كانت تهدف في الأصل إلى منع وصول الشحنات إلى حماس، التي تعتبر منظمة إرهابية في إسرائيل والعديد من البلدان الأخرى.
وأشار التقرير إلى أن هذا القرار جاء في ظل تزايد الانتقادات الدولية، وخاصة من الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، بشأن الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة، حيث أدى الحصار المفروض منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود.
وبحسب مسؤولين فإن الإجراءات الجديدة تشمل زيادة عدد الشاحنات المسموح لها بالمرور عبر معبر كرم أبو سالم وتخفيف إجراءات التفتيش على الشحنات بهدف تسريع إيصال المساعدات إلى السكان المدنيين.
يزعم التقرير أن خطوة إسرائيل تهدف إلى تخفيف الضغط الدولي وتجنب اتهامات المجاعة، خاصة بعد أن حذرت تقارير الأمم المتحدة من أن أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة معرضون لخطر المجاعة. إلا أن المسؤولين أكدوا أن إسرائيل ستواصل مراقبة مدفوعات المساعدات لضمان عدم وصولها إلى “أطراف معادية” – في إشارة إلى حماس.
يأتي هذا التطور في وقت تواجه فيه إسرائيل انتقادات متزايدة بسبب عملياتها العسكرية في قطاع غزة، والتي أسفرت، وفقًا لتقارير دولية، عن مقتل عشرات الآلاف وتدمير البنية التحتية. ويُنظر إلى قرار زيادة المساعدات على أنه محاولة لتحسين صورة إسرائيل لدى المجتمع الدولي، في ظل دعوات لمحاسبتها على أي انتهاكات محتملة للقانون الدولي.
منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشهد قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة بسبب الحصار الإسرائيلي والقصف المتواصل. ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، قُتل أكثر من 50 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وشُرد ما يقرب من 1.9 مليون شخص. ووفقًا لبرنامج الغذاء العالمي، يعاني 96% من سكان غزة من انعدام الأمن الغذائي، وتلوح في الأفق تحذيرات من مجاعة وشيكة في الجزء الشمالي من قطاع غزة.
يُعدّ معبر رفح على الحدود المصرية مع غزة، ومعبر كرم أبو سالم على حدود قطاع غزة مع إسرائيل، المنفذين الرئيسيين للمساعدات الإنسانية إلى غزة. إلا أن القيود الإسرائيلية، بما في ذلك عمليات التفتيش المكثفة والتأخير، أدت إلى تكدس الشاحنات على الحدود. في مايو/أيار 2025، سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح وأغلقته قسرًا. أثار هذا الأمر انتقادات دولية واتهامات بالتقاعس المصري، رغم تأكيدات القاهرة بأن المعبر مفتوح من جانبها.
تأتي هذه الخطوة الإسرائيلية وسط ضغوط متزايدة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، اللذان يطالبان بزيادة المساعدات الإنسانية لتجنب كارثة إنسانية. كما تتهم تقارير منظمات حقوق الإنسان، مثل هيومن رايتس ووتش، إسرائيل باستخدام التجويع كسلاح حرب. وقد ردت الحكومة الإسرائيلية باتخاذ تدابير لتحسين إيصال المساعدات.