مدير الحرم الإبراهيمى: لم نتلقَ إخطارًا رسميًا بسحب صلاحياتنا.. والاحتلال يضيق الخناق علينا

أبو سنينة: اعتداءات الاحتلال على المقامات لم تتوقف.. واعتداءاتهم على المقامات الدينية ليست مفاجئة.
أكد مدير الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، بالضفة الغربية، الشيخ معتز أبو سنينة، أن ما تردد عن سحب وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية صلاحياتها في إدارة الحرم، ونقلها إلى هيئات دينية تابعة للاحتلال الإسرائيلي، مجرد تصريحات منشورة في وسائل الإعلام الإسرائيلية. وأكد أن الأوقاف الفلسطينية لم تتلقَّ أي إخطار رسمي من أي جهة معنية.
وأكد أبو سنينة لـ”الشروق” أن اعتداءات قوات الاحتلال على الحرم الإبراهيمي ومحاولات السيطرة عليه لم تتوقف، بل تصاعدت بشكل ملحوظ بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وأشار إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت تصعيداً صارخاً، تمثل في استمرار منع رفع الأذان، وإغلاق جميع أبواب المسجد، ولم يتبقَّ إلا باب واحد مفتوح للمسلمين، وإغلاق جميع الغرف والمقامات، رغم أن الأوقاف الفلسطينية تحتفظ بمفاتيح هذه الغرف.
حذّر أبو سنينة من مساعي قوات الاحتلال المستمرة لتسقيف باحة الحرم الإبراهيمي، رغم أنها المدخل الوحيد إليه. وأوضح أن هذه الخطة مستمرة منذ 30 عامًا دون جدوى. وتنبع مطالبات المستوطنين المتكررة بتسقيف الباحة من أن عدم وجود سقف سيعيق أداء العبادات التلمودية.
وأشار إلى أن مجموعات متطرفة حاولت في ذات الفترة من العام الماضي بناء جسور حديدية وأسقف من الصفيح فوق الساحة، إلا أن الهبة والحراك الشعبي في الخليل حال دون استكمال هذا المشروع.
اعتبر أبو سنينة التقارير الإعلامية الإسرائيلية اختبارًا للرد الفلسطيني والعربي والإسلامي على أي تصعيد جديد ضد المقدسات الدينية. وأوضح أن وسائل الإعلام الإسرائيلية سبق أن نشرت الخبر نفسه الشهر الماضي، مصحوبًا بتهديد بسحب الصلاحيات الإدارية على الحرم الإبراهيمي من الأوقاف الفلسطينية ونقلها إلى المجلس الديني للمستوطنين في كريات أربع.
وفيما يتعلق بالإجراءات المتخذة لوقف التصعيد الإسرائيلي ومنع التهديدات، قال أبو سنينة: “نواصل عملنا في المؤسسات كالمعتاد، وكذلك حراس وأمناء الحرم الإبراهيمي. إلا أن سلطات الاحتلال فرضت قيودًا على موظفي وحراس المسجد، مما أعاق عملهم، ومنعت الوصول إلى الوزارة. ومع ذلك، نواصل رصد جميع الانتهاكات وإبلاغها للوزارة، التي شكلت فريقًا من المحامين ذوي الخبرة الواسعة في حماية المؤسسات والمقدسات الدينية، وهم بدورهم يتواصلون مع منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي لوضع حد لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي”.
أكد أبو سنينة على أهمية استمرار تواجد أهالي الخليل في المسجد، وتكثيف الأنشطة والتعاون بين المؤسسات الرسمية ومختلف التجمعات الفلسطينية في الخليل لإعادة إعمار الحرم الإبراهيمي والحفاظ عليه. وأكد أن المسجد مُدرج على قائمة التراث العالمي من قبل المنظمات الدولية، وخاصة اليونسكو، وأن هناك إجراءات قانونية تُتخذ للحفاظ على هذا التراث.
وفي الختام، أكد أن اعتداءات الاحتلال على المقدسات الدينية ليست مفاجئة، فالجميع يرى جرأته على المقدسات الإسلامية والمسيحية، سواء المسجد الأقصى أو الحرم الإبراهيمي أو كنائس القدس وغزة. ودعا المؤسسات الدينية والدولية إلى التدخل لوقف هذا التصعيد السافر.