هبوط تاريخي في أسعار الكتاكيت بنسبة 82% وتخوفات من اشتعال مرتقب بأسواق الدواجن

منذ 14 أيام
هبوط تاريخي في أسعار الكتاكيت بنسبة 82% وتخوفات من اشتعال مرتقب بأسواق الدواجن

سعر الفرخة يتراجع من 55 جنيهًا الشهر الماضي إلى 10 جنيهات.

عبد العزيز السيد: خسائر المنتجين تهدد الإمدادات وتتسبب في ارتفاع أسعار الدواجن مجدداً.

ثروت الزيني: فائض الإنتاج مؤقت ونتج عن تحسن المدخلات الصناعية وتحرير سعر الصرف.

 

 

انخفضت أسعار كتاكيت اللحم بنسبة 82% في الأسواق المحلية هذا الشهر. وبحسب خبيرين في هذا المجال، بيع الكتاكيت بسعر 10 جنيهات مصرية يوم الأربعاء، مقابل 55 جنية مصري الشهر الماضي.

عانى السوق المحلي من نقص حاد في الدواجن اللاحمة خلال الربع الأول من العام الجاري، ما أدى إلى ظهور سوق سوداء، حيث تباع الكتاكيت بأسعار تصل إلى 60 إلى 65 جنيهاً مصرياً، بحسب تصريحات سابقة لعدد من العاملين بالصناعة لـ«الشروق».

عبد العزيز السيد: عزوف المنتجين عن الشراء والانسحاب المؤقت من السوق سبب التراجع

عزا عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بغرفة تجارة القاهرة، انخفاض أسعار الكتاكيت هذا الشهر إلى انخفاض طلب المُربين على صغار الدواجن. وأشار إلى وجود اتجاه عام لدى العديد من المُربين لخفض إنتاجهم أو الانسحاب مؤقتًا من القطاع.

وقال السيد، في تصريحات لـ”الشروق”، إن أسعار الدواجن في المزرعة مستقرة منذ أكثر من أربعة أسابيع، وتتراوح بين 60 و61 جنيهاً للكيلو، موضحاً أن هذا السعر أقل من تكلفة الإنتاج بنحو 10 جنيهات.

وأضاف أن الخسائر المالية التي تعرض لها المزارعون خلال الفترة الماضية دفعت بعضهم إلى تجنب دورات إنتاجية جديدة أو خفض إنتاجهم بنسب قد تتجاوز 50 بالمائة.

وأشار إلى أن المنتجين يخشون أن تصل درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في أغسطس المقبل، ما قد يؤدي إلى زيادة معدلات نفوق الكتاكيت، خاصة أن 75% من مزارع الدواجن في مصر تعمل بالأنظمة المفتوحة، وهي حساسة للغاية للحرارة، حسب قوله.

وتابع رئيس قسم الدواجن: “إن الانخفاض الكبير في أسعار الكتاكيت يشير إلى أن السوق المحلية ستواجه نقصاً كبيراً في الدواجن خلال شهر أغسطس، ما قد يؤدي إلى ارتفاع قياسي جديد في الأسعار”.

رغم مخاوف السيد من ارتفاع الأسعار المتوقع، إلا أنه أكد أن العرض والطلب هما المحركان الرئيسيان لأسعار الدواجن. وأشار إلى أن السوق عانى مؤخرًا من ركود حاد، مما قد يُسهم في استقرار الأسعار خلال الفترة المقبلة.

ثروت الزيني: 20% فائض في الإنتاج وفتح الباب للتصدير للأسواق الأفريقية.

في غضون ذلك، قال ثروت الزيني نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، إن انخفاض أسعار الكتاكيت إلى مستوياتها الحالية يرجع إلى وجود فائض في الإنتاج يصل إلى 20% هذا العام.

وأضاف الزيني في تصريحاته لـ«الشروق»، أن السوق المحلية عانت من نقص حاد في الأجداد والأمهات وبيض التفريخ خلال العامين الماضيين بسبب نقص العملة الأجنبية، إلا أن هذا النشاط عاد إلى طبيعته منذ تحرير سعر الصرف في مارس/آذار 2024.

تعتبر مزارع الأجداد والآباء مسؤولة عن إنتاج دجاج التسمين والدجاج البياض لإنتاج البيض بعد دورة إنتاجية تبلغ حوالي عامين.

وأشار الزيني إلى أن الشركات القائمة زادت من طاقتها الإنتاجية بشكل كبير خلال الفترة الماضية، مستغلة ارتفاع أسعار الكتاكيت إلى 55 و60 جنيهاً على التوالي، وهو ما أدى إلى وجود فائض كبير حالياً.

وأكد أن الحكومة سمحت مؤخرا للشركات المنتجة بتصدير كميات كبيرة من بيض التفريخ والأمهات إلى بعض الدول الأفريقية بعد التأكد من تشبع السوق المحلية.

وتوقع نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن أن يصل إنتاج مصر من الدواجن البيضاء إلى 1.6 مليار دجاجة بنهاية عام 2025، وهو ما يخلق فائضاً عن الاستهلاك المحلي بنحو 300 مليون طائر.

وتوقع الزيني أن ينتج قطاع بيض المائدة نحو 15 مليار بيضة بنهاية العام الجاري، وهو ما يمثل فائضاً قدره 1.5 مليار بيضة مقارنة بالاستهلاك المحلي السنوي الذي يقدر بنحو 13.5 مليار بيضة.

وشدد على ضرورة السماح لمنتجي الدواجن وبيض المائدة بالتصدير لحمايتهم من انخفاض الأسعار. ومن شأن تصدير الفوائض أن يُسهم في استقرار الأسعار المحلية، ويشجع المزارعين على زيادة الإنتاج.

الزيني: تعدد الوسطاء يضمن بقاء الأسعار مرتفعة للمستهلك.

وانتقد الزيني كثرة الوسطاء الذين يحولون دون وصول تخفيضات الأسعار إلى المواطنين: “رغم أن سعر كيلو لحم الدواجن انخفض إلى 60 جنيهاً في المزرعة، إلا أنه يباع للمستهلك النهائي بنحو 80 جنيهاً”.

وشدد على ضرورة تطبيق القانون رقم 70 لسنة 2009، الذي يحظر تجارة الدواجن الحية. ومن شأن تطبيقه أن يُقلل من عدد الوسطاء بين المزارع والمستهلكين، ويُمكّن الدولة من تكوين احتياطي استراتيجي من الدواجن لحماية نفسها في أوقات الأزمات.

 


شارك