كاتب إسرائيلي: الجيش منهك عسكريا ونفسيا ويحتاج إلى وقف دائم لإطلاق النار
في مقال تحليلي بمجلة “إسرائيل ديفينس”، صرّح الكاتب الإسرائيلي دان إركين بأن الجيش الإسرائيلي يُعاني من إرهاق شديد بعد أكثر من 21 شهرًا من الحرب المتواصلة في قطاع غزة. وأكد أن إسرائيل بحاجة إلى وقف إطلاق نار دائم لاستعادة قدراتها العسكرية والنفسية، وتحديث عقيدتها القتالية، واستعادة تماسكها الداخلي.
وبحسب بيانٍ صادرٍ عن وكالة شهاب للأنباء يوم الخميس، صرّح إركين بأنّ الراحة أصبحت ضروريةً للجيش الإسرائيلي للتعلّم من أخطاء الماضي ومراجعة خططه العملياتية لمواجهة التحديات الجديدة. وأوضح أنّ الجنود يحتاجون إلى تعافي جسدي ونفسي حقيقي بعد فترات قتال طويلة لتعزيز جاهزيتهم العسكرية بفعالية.
وكشف الكاتب أن المجتمع الإسرائيلي يعاني من أزمات نفسية متزايدة وتوترات مستمرة منذ عملية الجرف الصامد في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وأكد أن هذه الظروف أثرت بشكل مباشر على الجنود والمجندين، حيث ارتفعت معدلات الانتحار والاعتراضات الضميرية إلى مستويات قياسية، وهي بيانات يتردد الجيش في الكشف عنها للعامة.
وأضاف أن القيادة العسكرية لا تستطيع تجاهل الواقع الصعب الذي يواجهه الجنود والمجتمع. وأشار إلى أن شرائح من الجمهور الإسرائيلي تعيش في “فقاعة عزلة” وتنكر حجم الأزمة.
من ناحية أخرى، يرى أن وقف إطلاق النار يجب أن يُطبّق بعد عودة جميع المختطفين الإسرائيليين. ومع ذلك، يُجادل بأن هذا ضرورة استراتيجية طويلة الأمد أكثر منه قرارًا سياسيًا قصير الأمد.
رغم ما تعتبره إسرائيل “هجمات ناجحة” ضد إيران وحماس وحزب الله، لا يزال السكان الإسرائيليون يلجؤون إلى الملاجئ هربًا من صواريخ الحوثيين، كما يشير الكاتب. وهذا يعكس تنامي الارتباك على الصعيد الداخلي وفشل استراتيجيات الردع التقليدية.
كما حذّر من أن من أخطر عواقب حرب غزة الانقسام السياسي والاجتماعي المتنامي داخل إسرائيل. وقد يؤثر هذا الانقسام أيضًا على بنية الجيش الإسرائيلي، ويؤدي إلى انهيار منظومة الانضباط والمعنويات التي يعتمد عليها الجيش في أوقات الحرب.
واختتم إركين مقاله بالتحذير من أن “النصر العسكري وحده لا يكفي”، ودعا إلى إعادة تقييم شاملة لأولويات الجيش الإسرائيلي والمجتمع الإسرائيلي قبل أن تقع إسرائيل في دوامة من الإرهاق والانقسام يصعب الخروج منها في المستقبل.