حقوقية فلسطينية: الأسرى داخل معتقل راكيفت بإسرائيل في رعب شديد وعزلة تامة

منذ 2 شهور
حقوقية فلسطينية: الأسرى داخل معتقل راكيفت بإسرائيل في رعب شديد وعزلة تامة

الممثلة الإعلامية لنادي الأسير الفلسطيني أماني السراحنة: زرنا قسم “ركيفيت” في سجن أيالون. كانت الزيارة الأصعب على الفرق القانونية، ولا تزال المعلومات عنه شحيحة. – الخوف الشديد في وجوه السجناء وصعوبة بالغة في الحصول على المعلومات منهم أثناء الزيارة بسبب المراقبة المشددة. وتسعى إدارة السجن إلى عزل السجناء عن العالم الخارجي قدر الإمكان، وتولي أهمية كبيرة لمشاركة المعلومات حول عائلاتهم.

وأكدت أماني السراحنة، الممثلة الإعلامية لنادي الأسير الفلسطيني (منظمة غير حكومية)، أن الأسرى الفلسطينيين في قسم “راكيفيت” بسجن أيالون وسط إسرائيل يعيشون “رعباً شديداً” ويعانون من “ظروف صعبة للغاية وعزلة تامة عن العالم الخارجي”.

كشفت هيئة الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، الاثنين، تفاصيل جديدة عن قسم “راكيفيت”، وهو معسكر سجن تحت الأرض مزود بكاميرات مراقبة متطورة وإجراءات أمنية مشددة، حيث تسود ظروف احتجاز قاسية.

وأضافت: “الجناح الذي افتتح قبل نحو عام يضم العشرات من عناصر النخبة من حماس والقوات الخاصة التابعة للبحرية”.

منذ بدء حرب غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة. مصير معظمهم مجهول، وبعضهم استشهد في سجون الاحتلال.

وقالت هيئة الإذاعة الإسرائيلية إن “أعضاء قوة الرضوان التابعة لحزب الله الذين تم اعتقالهم خلال عمليات الجيش الإسرائيلي على الجبهة اللبنانية محتجزون أيضاً في ركيفيت”.

وتابعت المنظمة: “يتم احتجاز السجناء في زنازين مغلقة لمدة 23 ساعة يوميا، ويتم تعليق صور كبيرة لتدمير غزة على جدران الساحة”.

وقالت الوكالة في بيان: “لا يُسمح لهم بمغادرة المبنى، سواءً لمقابلة محامٍ، أو لتلقي العلاج، أو لحضور جلسة محكمة. كل شيء يُدار داخل مركز راكيفيت”.

** رقابة صارمة

وفي مقابلة مع وكالة الأناضول للأنباء، قالت سارة إن منظمتها تلقت معلومات عقب زيارات محاميها إلى راكيفت، مفادها أن السجناء “يعيشون في ظروف صعبة وفي عزلة تامة عن العالم الخارجي”.

وتابعت: “منذ بداية حرب الإبادة، قمنا بزيارة هذا القسم عدة مرات، وكانت تلك الزيارات هي الأصعب على الإطلاق التي قامت بها فرق قانونية”.

وأوضحت أنه “من الصعب للغاية الحصول على معلومات من السجناء أثناء الزيارات لأن كل كلمة يقولها السجناء أو محاموهم تخضع للمراقبة الدقيقة”.

وأضاف السراحنة أن “هناك رعب شديد واضح، وهذا واضح على وجوه الأسرى”.

وأضافت: “كانت هناك تساؤلات حول ظروف الاحتجاز، لكن لم تكن هناك سوى تفاصيل قليلة للغاية حول ظروف الاحتجاز في هذا القسم تحت الأرض”.

وأضافت: “نتحدث أيضًا عن الصعوبات الشديدة في تنسيق الزيارات ومعرفة المزيد عن معاناة السجناء”.

وأضاف السراحنة: “لكن من كل الظروف، بما في ذلك ظروف الزيارة إلى هذا القسم، كان واضحاً أن الظروف كانت صعبة للغاية”.

وأكدت أن “المعلومات حول هذا القسم لا تزال نادرة، حتى أن حارس السجن كان متواجداً في الغرفة أثناء الزيارة”.

 

**الوقت غير معروف

​​​​​​​وبحسب السراحنة، فإن هناك أسرى من غزة ولبنان في معسكرات إسرائيلية أخرى، وبعضهم في معتقل عوفر ومخيم غرب رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.

وأضافت أن “الإجراءات المتبعة مع جميع السجناء في قطاع غزة صارمة للغاية وصعبة للغاية، وهناك مستوى عالٍ من المراقبة”.

وتابعت: “خلال زيارة لهذا القسم، ذكر أحد السجناء أنه لا يستطيع معرفة الوقت. مضيعة كاملة للوقت”.

وأضافت: “يُسمح لهم بالذهاب إلى ساحة التمارين تحت الأرض لمدة ساعة ولا يعرفون متى تشرق الشمس ومتى تغرب”.

وأضاف السراحنة: “اشتبه أحد السجناء بأن الزائر محامي أثناء زيارته. ولكن عندما أخبره المحامي بمعلومات عن عائلته التي أبلغته قوات الاحتلال زوراً أنها قُتلت، انفجر بالبكاء”.

وتابعت: “ثم تدخل حارس السجن ومنع تبادل المعلومات عن عائلات السجناء”.

وقال السراحنة إن “إدارة السجن تعمل جاهدة على عزل السجناء عن العالم الخارجي، وتحرص على عدم الكشف عن أي معلومات تخص عائلاتهم”.

وقالت إن “المسؤولين يعطون السجناء معلومات كاذبة عن عائلاتهم”.

وأكدت أن “الأسرى يعيشون في عزلة تامة وغير مسبوقة عن العالم الخارجي، وفرصتهم الوحيدة للراحة هي زيارة محاميهم”.

وفي المجمل، يقبع أكثر من 10800 فلسطيني في السجون الإسرائيلية، ويعانون من التعذيب والجوع والإهمال الطبي؛ وقد توفي العديد منهم، وفقاً لتقارير حقوق الإنسان ووسائل الإعلام الفلسطينية والإسرائيلية.

منذ بدء الحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تصاعدت انتهاكات إسرائيل ضد الأسرى، بما في ذلك القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري. تجاهلت إسرائيل جميع النداءات والأوامر الدولية الصادرة عن محكمة العدل الدولية لوقف الحرب.

خلّفت الإبادة الجماعية المدعومة من الولايات المتحدة أكثر من 201 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف مفقود. وشُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم عشرات الأطفال.

وبالتوازي مع هذه الإبادة الجماعية، قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1002 فلسطيني، وأصابوا نحو 7 آلاف آخرين، واعتقلوا أكثر من 18 ألف شخص، بحسب مصادر فلسطينية.

لقد احتلت إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان لعقود من الزمن، وترفض الانسحاب من هذه الأراضي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على طول حدود ما قبل عام 1967.


شارك