تجويع غزة وحجب إسرائيل للمساعدات.. كيف تتسبب المجاعات في موت الملايين؟

منذ 13 ساعات
تجويع غزة وحجب إسرائيل للمساعدات.. كيف تتسبب المجاعات في موت الملايين؟

الجوع من أسوأ التجارب الإنسانية وأكثرها إيلامًا. ينهش جسد الإنسان تدريجيًا، فيضعفه وهزيله حتى يصبح روحًا جامدة، حتى تأتي لحظة النهاية، حين يكون الموت أرحم من الجوع.

رغم أن الأمم المتحدة لم تُعلن بعد عن مجاعة في قطاع غزة، إلا أن عدد وفيات الجوع في ازدياد مستمر. ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فقد توفي 101 شخص جوعًا، بينهم 80 طفلًا.

يرصد التقرير التالي المراحل التي يمر بها جسم الإنسان منذ بداية الجوع حتى الموت، بحسب موقع مستشفى NP Istanbul Brain Hospital.

كم من الوقت يمكننا أن نعيش بدون ماء أو طعام؟

تختلف المدة من شخص لآخر، ولكن في المتوسط يمكن للشخص أن يعيش لمدة تتراوح بين 8 إلى 21 يومًا بدون ماء أو طعام، بينما يمكنه البقاء على قيد الحياة لمدة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة أشهر مع الماء وحده.

يمر جسم الإنسان بثلاث مراحل، من الجوع إلى فقدان الوظيفة ثم الموت.

يمكن أن تحدث المرحلتان الأولى والثانية حتى مع اتباع نظام غذائي قاسي أو صيام لفترات طويلة، في حين تحدث المرحلة الثالثة فقط مع الجوع لفترات طويلة ويمكن أن تؤدي إلى الموت إذا لم يحصل الشخص على الحد الأدنى من كمية الطعام اللازمة للبقاء على قيد الحياة.

وهذه المراحل هي:

* المرحلة الأولى تستمر لعدة أسابيع وتتضمن:

يحافظ الجسم على مستويات السكر في الدم عن طريق إنتاج الجلوكوز من البروتينات والجليكوجين والدهون، ثم تحليل الجليكوجين إلى جلوكوز وتخزينه في الكبد بكمية تكفي لبضع ساعات فقط.

– يحافظ على مستوى السكر في الدم عن طريق تكسير الدهون والبروتينات.

– يتم تقسيم الدهون إلى جلسرين وأحماض دهنية لاستخدامها كمصدر للطاقة، وخاصة في الجهاز الهيكلي.

يتركز استهلاك الجلوكوز في أنسجة المخ ويكون أقل في الأنسجة الأخرى.

يستخدم الجلسرين لإنتاج كميات صغيرة من الجلوكوز، ولكن يتم إنتاج معظم الجلوكوز من الأحماض الأمينية الموجودة في البروتينات.

يتم استخدام بعض الأحماض الأمينية بشكل مباشر لإنتاج الطاقة.

*المرحلة الثانية

تستمر هذه المرحلة لعدة أسابيع ويتم استخدام الدهون كمصدر رئيسي للطاقة في هذه العملية.

يقوم كبد الإنسان باستقلاب الأحماض الدهنية وتحويلها إلى أجسام كيتونية، والتي تعمل كمصدر للطاقة.

– بعد حوالي أسبوع من الصيام، يبدأ دماغ الإنسان باستخدام أجسام الكيتون والجلوكوز كمصدر للطاقة.

– يتم استخدام البروتينات غير الأساسية أولاً لبقاء الجسم.

• هل يمكن للإنسان أن يشفى من الجوع بعد المرور بهاتين المرحلتين؟

نعم، يمكن علاج الحالة بشرط عدم وجود مضاعفات كالجفاف. يجب تجنب الأطعمة عالية السعرات الحرارية وقليلة البروتين، لأنها صعبة الهضم، ولا يستطيع الجسم هضم الطعام وإنتاج الطاقة في هذه المرحلة. بدلًا من ذلك، يُعطى المريض أطعمة تحتوي على كميات قليلة من المعادن والفيتامينات، مما يوفر له الكثير من البروتين والسعرات الحرارية ويساعده على استعادة وزنه المفقود.

*المرحلة الثالثة

تبدأ هذه المرحلة باستنزاف مخزون الجسم من الدهون، إذ يُستخدم البروتين كمصدر رئيسي للطاقة. وتُستهلك العضلات بسرعة، لأنها المصدر الرئيسي للبروتين.

يؤدي تحلل البروتينات الضرورية لوظائف الخلايا إلى تدهورها. ونتيجةً لذلك، لا تستطيع الخلايا العمل بشكل طبيعي. تشمل الأعراض فقدان الوزن، والارتباك، وفقدان التوازن، وزيادة قابلية الإصابة بالأمراض. وتشمل الأعراض الأخرى تقشر الجلد، وتغير لونه، وتورمًا شديدًا في الأطراف السفلية والبطن.

كيف يحدث الموت؟

باستثناء حالات نادرة، لا يُعد الجوع سببًا مباشرًا للوفاة. ومع ذلك، يُسبب الجوع عددًا من المشاكل الصحية التي قد تؤدي إلى وفاة الشخص المصاب. وتشمل هذه المشاكل:

– نوبة قلبية

يُعدّ عدم انتظام ضربات القلب أو النوبة القلبية من أكثر أسباب الجوع شيوعًا. ويحدث ذلك نتيجةً لتكسير الأنسجة المفرط نتيجةً لمهاجمة الجسم لنفسه، أو نتيجةً لاختلالٍ حادٍّ في توازن الإلكتروليتات.

– أمراض المناعة

الجوع يؤدي إلى نقص كبير في المعادن والفيتامينات، مما يؤدي إلى إتلاف الجهاز المناعي وإضعاف الجسم ويؤدي إلى الوفاة.

– سعال

يؤدي السعال إلى فقدان كبير للطاقة بسبب نقص السعرات الحرارية والبروتين، مما يؤدي إلى فقدان كبير للوزن مع انتشار العدوى.

كواشيوركور (سوء التغذية بالبروتين والطاقة)

تُصيب حالة مماثلة الأطفال الذين يعانون من نقص البروتين والطاقة، مما قد يؤدي إلى تورم أنسجة الجسم وتضخم الكبد الدهني. لذلك، يعاني الأطفال المعرضون للجوع من انتفاخ في المعدة، مما يوحي أحيانًا بأنهم يحصلون على تغذية جيدة.

* العوامل التي تزيد من فرص النجاة من الجوع

– العمر: يموت الأطفال أكثر من البالغين. – الجنس: تعيش الإناث لفترة أطول من الذكور، على الرغم من أن كلاهما يشعر بالجوع. الوزن: يستطيع الشخص البدين أن يتحمل فقدان حوالي 20% من كتلة جسمه وبالتالي يتحمل الجوع بشكل أفضل من الشخص النحيف الذي يفقد 18% من كتلته. الماء: تزداد فرص النجاة من المجاعة عندما يتوفر الماء.


شارك